لم يعد إرسال طرد من اليمن إلى خارجه بالأمر اليسير بعد حادثة الطرود الملغمة التي كانت مرسلة من اليمن إلى معابد يهودية في الولاياتالمتحدة وتم إيقافها في الطريق في الإمارات وبريطانيا. فقد علقت دول غربية عدة خدمات الشحن الجوي من اليمن بعد الواقعة، كما أن اليمن نفسه شدد إجراءات الشحن الجوي بعدها. وزير النقل اليمني، خالد ابراهيم الوزير قال لبي بي سي إن الأولوية الآن هي الأمن وعليه فقد أقدمت الحكومة على عدة إجراءات أمنية جديدة تشمل التفتيش اليدوي لكل الشحنات الخارجة من اليمن. وأضاف الوزير أن دولا غربية تدعم اليمن في هذا الجهد لا سيما الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وبحسب الوزير فقد قدمت الولاياتالمتحدة إلى اليمن أجهزة حديثة لكشف المتفجرات بعد واقعة الطرود.
أرض الواقع حاولنا التحدث إلى مسؤولي شركات الشحن العالمية في اليمن عن الاجراءات الأمنية الجديدة. رفض المسؤولون في شركتي DHL و ARAMEX التحدث الينا، والحجة في الحالتين أن الشركة الأم تحظر عليهم التحدث إلى وسائل الإعلام. كان التوتر والحرص على الابتعاد عن الإعلام باديين على مسؤولي الشركتين. قد يكون السبب في هذا التوتر هو اغلاق الشركتين المنافستين UPS و FEDEX اللتين أرسلت الطرود الملغمة من خلالهما تعليق عملياتها قيد التحقيق.
البريد الحكومي في مكتب البريد الحكومي تابعنا بشكل مباشر إجراءات إرسال طرد إلى الولاياتالمتحدة. هناك وجدنا حرصا على التأكد من هوية المرسل وعنوانه. فعلى المرسل أن يبرز أصل أوراقا ثبوتية كافية. وأخبرنا مدير المكتب أن عناصر أمنية باتت تشارك في عمليات تفتيش الطرود.
آثار سلبية لكن ثمة من يرى وجها آخر سلبيا لإجراءات الحكومة. محفوظ عبد الله بركات، الموظف في توكيل للسيارات الفارهة، قال لبي بي سي إن التوكيل فقد 5% من عملائه منذ تشديد اجراءات الشحن الجوي. والسبب في هذا، كما يقول بركات، هو أن قطع غيار السيارات التي يبيعها باتت تتأخر كثيرا، أحيانا إلى ضعف الوقت الذي كانت تستغرقه قبل تشديد الإجراءات.
معاناة مستمرة وأعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن عملية الطرود الملغمة، وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها زودت اليمن أخيرا بمعلومات عن أشخاص لهم صلة وثيقة بالقضية. تستمر تحقيقات الحكومة اليمنية، وتستمر كذلك حالة التوتر والمعاناة المتعلقة بمحاولة إرسال طرود من اليمن.