قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء إن خطة إسرائيل للمضي قدما في بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية لها تأثير سلبي على مفاوضات السلام، لكنها عبرت عن اعتقادها بأنه ما زال بالامكان التوصل إلى اتفاق. وقبل يوم من اجتماع مقرر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك أعلنت كلينتون أن الولاياتالمتحدة منحت السلطة الفلسطينية 150 مليون دولار أخرى بينما تجهز نفسها لتولي مسؤوليات الدولة كاملة في ظل أي اتفاق سلام محتمل في المستقبل. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تعمل كل يوم.. بل في الواقع كل ساعة من أجل إحياء محادثات سلام الشرق الأوسط التي بدأت في واشنطن في الثاني من سبتمبر ايلول لكن الفلسطينيين اوقفوها بعد ذلك بثلاثة أسابيع عندما رفض نتنياهو تمديد تجميد محدود للبناء في مستوطنات الضفة الغربية استمر عشرة أشهر. وأضافت كلينتون بعد اجتماعها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط "كل طرف لديه مجموعة من الاراء القوية بشأن المضي قدما. لا يمكن ان يكون هناك تقدم إلا إذا التقيا معا واستكشفا اين تكمن نقاط الاتفاق وكيف يمكن تضييق مساحات الاختلاف". وانتقدت كلينتون إعلان إسرائيل يوم الاثنين انها ستمضي قدما في مشروع اسكان في جزء من الضفة الغربيةالمحتلة ضمته اسرائيل الى القدس منذ 43 عاما. وقالت كلينتون للصحفيين في واشنطن في وقت سابق "هذا الاعلان له أثر سلبي على جهودنا لاستئناف المفاوضات". وأضافت قائلة: سنستمر في العمل لاستئناف المفاوضات... مازلنا نعتقد ان التوصل الى نتيجة ايجابية هو شيء ممكن وضروري.
وقال نتنياهو الذي تحدث الى الصحفيين في نيويورك الاربعاء انه يعتزم انتهاز فرصة الاجتماع مع كلينتون لبحث سبل تحقيق اتفاق سلام وهون من الخلاف حول قضية البناء الاستيطاني.
وقال: لدينا تفاهمات واسعة النطاق مع الولاياتالمتحدة بشأن هذه القضية وقضايا كثيرة تعلو على الخلافات في موضوعات اخرى.
وقال دبلوماسيون إن نتنياهو يسعى إلى وضع اللمسات النهائية على مجموعة حوافز يمكن أن تساعده في اقناع حكومته الائتلافية التي تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للاستيطان بوقف جزئي للبناء الاستيطاني.
وقالت مصادر سياسية اسرائيلية إن نتنياهو سيركز على محاولة التوصل إلى تفاهم واسع بشأن المتطلبات الامنية لاسرائيل في اي اتفاق سلام مستقبلي في ضوء التحديات التي ستواجهها في السنوات القادمة.
وتريد إسرائيل وجودا عسكريا طويل الأجل في وادى الأردن على طول الحدود الشرقية لدولة فلسطينية مستقبلية وقال نتنياهو إن اسرائيل ستحتاج لمعونة أمريكية جديدة لمساعدتها في تمويل تغييرات أمنية اخرى يجلبها أي اتفاق سلام مستقبلي.
ومع غياب تحرك واضح بشأن المفاوضات دعا الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى التدخل والاعتراف بدولة فلسطينية وهو تحرك تخشى الولاياتالمتحدة من ان يعقد بدرجة أكبر القضية.
وقالت كلينتون الأربعاء: نحن لا نؤيد أي خطوات منفردة من أي من الجانبين قد تؤدى لاستباق نتيجة تلك المفاوضات.
وأكد مسؤول فلسطيني الأربعاء إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب أيضا بعقد اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة لبحث البناء الاستيطاني على أراض محتلة.
وقال أبو الغيط إن مصر- وهي صوت مؤثر في الجامعة العربية- مستعدة للمساعدة لكنها رغم ذلك تشعر بالقلق تجاه المأزق الحالي.
وأضاف أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الأمريكية: يساورنا القلق لأننا نشعر أن إسرائيل لم تفعل المطلوب من الجانب الإسرائيلي أن يفعله.
وأعلنت كلينتون عن التمويل الأمريكي الجديد للسلطة الوطنية الفلسطينية في ظهور مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي قال عبر اتصال بالفيديو إن الهدف هو أن تصبح السلطة الفلسطينية (جاهزة للدولة) في أقرب وقت ممكن وأن تصبح مستقلة ماليا بحلول نهاية 2013.
وقال فياض إن الاستعداد للدولة هو في الواقع الهدف الرئيسي... اننا نتحرك بشكل جيد في هذا المسار. نحن مصممون على السير في هذا المسار رغم المصاعب والعقبات التي نواجهها كل يوم.
وقدمت الولاياتالمتحدة نحو 588 مليون دولار للسلطة الفلسطينية في السنة المالية 2010 ويمثل التعهد الاربعاء لتقديم 150 مليون دولار دفعا مبكر للشريحة الاولى مما يقول مسؤولون أمريكيون انه سيكون مبلغا مماثلا من المساعدات في السنة المالية 2011.