لا تزال أكبر حرائق غابات تشهدها إسرائيل تندلع خارق نطاق السيطرة مساء الجمعة على الرغم من الجهود التي تبذلها فرق الإطفاء المنهكة لإخماد حرائق تهدد مناطق لم تصل إليها النيران من قبل. وحتى وقت متأخر من مساء الجمعة، بعد حوالي 36 ساعة من إندلاع الحريق على جبل الكرمل جنوب شرق مدينة حيفا بشمال إسرائيل، كان الحريق قد أودى بحياة 42 شخصا ودمر أكثر من 8500 فدان من الأراضي الجافة والتهم أكثر من 4 ملايين شجرة وأجبر 17 ألف شخص من 14 موقعا على الفرار من منازلهم. وبمساعدة الطقس الدافئ غير المعتاد والرياح القوية، أصبحت النيران تقترب من جامعة حيفا التي توجد على قمة جبل الكرمل في الضواحي الجنوبية الشرقية للمدينة. وتعاني ضاحية دانيا المجاورة، والتي تم إخلاء بعض سكانها بعد وقت قصير من منتصف ليلة الجمعة، من تهديد متجدد نظرا لأن الحريق أصبح على بعد واحد كيلومتر فقط، رغم أن المسئولين قالوا إنه لا يوجد خطر فوري على المنازل هناك. واندلعت حرائق جديدة صغيرة خلال الجمعة في النهار مع استمرار اشتعال الحريق الرئيسي في بعض المواقع التي تم إخمادها في وقت سابق، ولكن مع حلول الظلام حوالي الساعة 5 مساء بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش)، اضطرت طائرات مكافحة الحرائق، والتي وصل بعضها من دول أوروبية، إلى وقف عملياتها. ومن المقرر أن تستأنف الطائرات عملياتها مع شروق الشمس السبت، معززة بطائرات تتميز بالقدرة على حمل حمولة أكبر من المياه، وصلت إلى إسرائيل. وأصبحت الآمال معلقة على طائرة روسية وصلت إلى إسرائيل في وقت متأخر الجمعة وتبلغ سعتها 42000 لتر من المياه. وقال قائد الشرطة الإسرائيلية ديفيد كوهين للصحفيين مساء الجمعة أنه من المستحيل القول إن الحريق تحت السيطرة، ولكنه أعرب عن أمله في تغير الموقف بحلول السبت.
وأضاف إن الحريق له نقطة اشتعال واحدة وأنه يأمل في أن يكون من الممكن أن يتوصل المحققون بحلول السبت إلى تحديد سبب الحريق وما إذا كان نتيجة إهمال أم إحراق عن عمد.