بخطى متسارعة وغير عادية وصل الحوثيون بمسلحيهم وانصارهم إلى مشارف العاصمة صنعاء .. فما أن سقطت عمران بيد الجماعة الحوثية .. حتى سارعت بيانات الإدانة الدولية للحادثة . داعية المسلحين الحوثيين من غير ابناء عمران – فقط للانسحاب – واعادة المنهوبات .. والانخراط في العملية السياسية .. لكن ما كان ملفتا بشكل أكثر هي دعوة الخارجية الأمريكية للحوثيين عدم ( الزحف على صنعاء) . بيانات الدول العشر التي ظلت تصدر خلال الاشهر الاخيرة ايضا ظلت تذكر في كل مرة بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2140 والذي ينص على تشكيل لجنة عقوبات وفرض العقوبات على المعرقلين .. غير انه هذه الفقرة لم تتضمنها رسالة سفراء الدول العشر الى عبدالملك الحوثي . الحوثي وبعد اقل من شهر من السيطرة على عمران يحشد انصاره ومسلحيه على مشارف العاصمة , بعد ان وفرت له الحكومة مبررا ذهبيا لالتفاف المسحوقين حوله , وكانها انتظرت الحوثي حتى ينظم صفوفه بعد معركة عمران لاتخاذ قرار رفع اسعار المشتقات النفطية وإعطائه المبرر لإسقاط العاصمة . كل تلك المفارقات تجعل الفرد منا يضع الف سؤال وسؤال عن السيناريو الذي يجري حولنا .. خصوصا وان تلك الشواهد السابقة تشير الى سيناريو ينفذ في اليمن برضاء القوى الدولية التي تصدر البيانات للتمويه على مشروع تسليم الشمال للحوثي والذي استطاع ان يصل الى كل المحافظات الشمالية ,و بات باستطاعته ان يخرج من كل محافظة تظاهرة بعد كل دعوة يوجهها للتظاهر . فالجماعة الحوثية أظهرت قدرة تنظيمية ومالية وتسليحية غير عادية .. بل باتت قوة توازي ان لم تفوق الدولة .. وظهر عبدالملك الحوثي في خطاباته الاخيرة وهو يفرض شروطه من موقع القوة .. كما ان رد الجماعة الحوثية على رسالة السفراء العشر يثبت ان الحوثي لايهمه القوى الدولية ان لم يكن مطمئن من انها غير قادرة على الاضرار بجماعته او ليقينه انها لم تفعل. الحوثيون الذين يطوقون العاصمة اليوم بدأت طريقهم من دماج ومن كتاف بصعدة , مرروا بخمر و عمران واللواء 310 مدرع , وصولا الى مشارف العاصمة صنعاء. ما يشكله الحوثيون من ضغط على صنعاء سيمهد الطريق للرئيس هادي للاطاحة بالحكومة الحالية التي يتمسك بها حزب الاصلاح والمؤتمر الشعبي العام .. لكن اسقاط الحكومة دون الجرعة سيفقد الحوثيين مصداقيتهم . الاوراق مختلطة في المشهد اليمني لسبب وحيد , وهو ان اليمنيين سلموا امرهم للقوى الدولية لتقرر مصيرهم , ولم يعد لهم قرار في تحديد مستقبلهم .