بحزن واسف .. وداع ما لا يمكن تقويضه، وبمشاعر التفاؤل والأمل .. استقبال وتطلع الى ما يرجى تحقيقه. *على هذه اللحظة الفارقة كان عالمنا هاشم عبدالعزيز بأسره يقيم احتفالاته على جسر من الزمن بين عام طوى آخر ايامه وبين عام من تلك الخاتمة التقويمية بدأت ساعاته. *المعتاد بالمناسبة ليس الاحتفاء وتبادل التهاني بالعام الجديد فقط بل يعود العام المنقضي بما يسمى جرد حساب عما كان عليه بأفراحه وأتراحه وإنجازاته وإخفاقاته وبالإجمال بما كانت عليه الحياة على وجه البسيطة. *وعام 2010 م سيصير مفتوحا على هذه القراءة ممن يقرؤون قيمة الوقت أفرادا وجماعات ومنظمات وتنظيمات وشركات ومؤسسات ودول وتجمعات، وتبقى وسائط الاعلام الاكثر حضورا وتأثيرا لسعة انتشارها ولطبيعة قراءتها النقدية. *عموما لم يكن عام 2010م لا تثقيلا ولا خفيفا لأن الزمن لا يقاس بالأوزان وهو الفاعل في الحياة غير القابل للتحكم ولكنه الثروة الهائلة التي يجددها ويضاعفها او يبددها في ذات الوقت التعامل. فالذين يستثمرون الوقت حتى لو لم يبلغوا اهدافهم كما كانت رؤيتهم لا يندمون لأن التعامل الايجابي مع الوقت مفتوح على مستقبلهم .. فيما الذين يهدرون الوقت يخلفون عن الزمن الذي لا يتوقف ويعيشون دون اتساق لمراحل العمر وتواصل الاجيال وقس على ذلك اوجه الحياة للانسان. *السؤال الآن: والعرب اين هم؟ لأن لكل قاعدة استثناء العرب وحدهم بعد ان استنفدوا اهدار الوقت صار بقاؤهم خارج الزمن معلقا على استنفادهم بإهدار الامكانات الكثيرة والكبيرة وتبديد واستنزاف الثروات الهائلة.. والقول هكذا لايجافي الحقيقة بالنظر الى ان الزمن يقاس فيما يقاس بالانجازات والتمويلات وازدهار الحياة.. وهذه "حاضرة" عربيا وفي الواقع بالامنيات. *ومن هذه الأمنيات، في مطلع عامنا الجديد وفي تجاه المسك بالحقيقة الاساس للخروج من هكذا حال عربي وللعودة الى الزمن الانساني.. هناك امنيتي الحاضر والمستقبل: خروج عربي تاريخي من كهف الإقطاع بظلمه وظلامه وتخلفه الذي يتجدد ويتجذر لتبدأ امتنا العودة للمسيرة الانسانية.