تنظم المعارضة الجزائرية السبت مسيرة في الجزائر العاصمة تطالب خصوصًا بإجراء تغييرات سياسية، وسط دعوات من جانب السلطات للمواطنين لتجنب المشاركة في التظاهرة. وفضلاً عن ذلك ستطالب المسيرة التى ينظمها حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" بإطلاق سراح مئات الأشخاص الذين اعتقلوا فى وقت سابق من هذا الشهر خلال أعمال الشغب إثر الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بحسب ما ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية. وتدعو المعارضة الجزائرية إلى إلغاء حالة الطوارئ المفروضة بسبب العنف المسلح منذ العام 1992، وفتح المجال أمام إنشاء الأحزاب السياسية بكل حرية وأيضا وانفتاح أوسع للمجال الإعلامي. كما تتهم المعارضة حكومة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بغلق المجال السياسي من خلال ما يسمى بالتحالف الرئاسي الذي يضم ثلاثة أحزاب مشكّلة للحكومة ومسيطرة على البرلمان منذ العام 1999. وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان نظمت في وقت سابق ما سمي بلقاء وطني لأربع نقابات مستقلة لدراسة ما وصفته بالوضع السياسي والاجتماعي الراهن والخطوات اللازمة لمنع تهميش المزيد من الشباب وانتشار الفوضى في البلاد. وفي بيان لها طالبت المنظمات الحقوقية بالافراج عن المعتقلين في الاحتجاجات التي شهدتها معظم مناطق البلاد في الأيام الاخيرة. كما طالبت برفع حالة الطوارئ وفتح المجال الإعلامي والسياسي. في غضون ذلك، حذر رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق سيد أحمد غزالي مما وصفه بتسونامي سياسي في الجزائر إذا لم تقم حكومة بوتفليقة بتغييرات سياسية على خلفية ثورة التونسيين التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "الخبر" عن غزالي قوله خلال نقاش مفتوح مع مواطنين في مدينة وهران،غرب العاصمة "إن أحداث تونس ستساهم في إحياء الضمائر وإخراج الجزائريين من حالة القنوط واليأس حيال تغير الأوضاع، وسيعيد الأمل لهم وهو أمر إيجابي في حد ذاته وسيكون ذلك بمثابة تسونامي سياسي". واعتبر أن النظام الحالي في الجزائر فشل في إرساء دولة القانون، وقال "لم أكن يوما من المتحمسين للتغيير بالفوضى ولقد حاولت مرارا إقناع المتحكمين في النظام في الجزائر بضرورة التغيير في هدوء ونظام، وهذا النظام قرر عدم التغيير لأنه يظن أن الجزائر محصنة بحكم أنها تشهد يوميا أعمال شغب، لكن أخشى أن يأتي يوم تنتشر فيه التظاهرات بصفة معممة وحينها سيكون تسونامي سياسي". وكانت الجزائر شهدت عددا من حالات الانتحار على طريقى الشاب التونسى محمد البوعزيزى الذي أضرم النار فى نفسه مفجرًا الثورة الشعبية فى تونس والتى أدت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.