بينما تُستكمل الاستشارات النيابية في قصر بعبدا اليوم الثلاثاء 25-1-2011، يستعد مناصرو رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري للتظاهر في مناطق لبنانية مختلفة، رفضاً لوصول نجيب ميقاتي إلى سدة الرئاسة الثالثة، وهي النتيجة المتوقعة لاستشارات التكليف التي تنتهي بعد ظهر اليوم. فمن الشمال إلى الجنوب، تداعى أنصار الحريري إلى احتجاجات واسعة، متهمين "حزب الله" بفرض ميقاتي من خلال "ترهيب" عدد من النواب، لحملهم على التصويت ضد الحريري. وعقد تيار المستقبل (الذي يقوده الحريري)، فرع الشمال، مؤتمراً صحافياً دعا فيه إلى "احتجاجات مفتوحة" حتى "إعادة الحق لأصحابه". وأعلن النائب محمد كبارة المنتمي إلى تيار المستقبل عن "يوم غضب عام في كل لبنان الثلاثاء استنكاراً لما يقوم به الآخرون من تدخل في شؤون لبنان وشؤون اللبنانيين السنة". وقال عضو المكتب السياسي في التيار ومسؤول منطقة الشمال مصطفى علوش إن "الانقلاب الذي يقوم به حزب الله محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت وصاية ولاية الفقيه". واعتبر أن "الانقلاب يهدف إلى جعل حزب الله وصياً على الجمهورية اللبنانية وعلى رئاستها، وبالأخص على رئاسة الوزراء". وأعلن علوش أن "التحركات الشعبية السلمية التي يكفلها القانون من تظاهر وإضراب واحتجاجات أصبحت مفتوحة إلى حين عودة القرار إلى أصحابه". وكانت الاحتجاجات بدأت ليل الإثنين الثلاثاء، بتجمعات شعبية في طرابلس شمالاً وصيدا جنوباً، حيث مسقط رأس الحريري. وقام المحتجون بقطع طرق عديدة في مناطق مختلفة، فعاودت القوى الأمنية فتحها، بينما قُطع بعضها مجدداً. وليلاً، أصدر الجيش اللبناني بياناً أشار فيه إلى أن "عدداً من المواطنين أقدموا على قطع بعض الطرق (...) احتجاجاً على سير الاستحقاق الحكومي". وحذر "أياً كان من العبث بأمن المواطنين"، داعياً "المسؤولين كافة للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة".
إلا أن تيار المستقبل شدد على "أن ما يحصل هو عبارة عن تحركات شعبية عفوية وليست منظمة على الإطلاق"، مؤكداً التزامه بالدستور والقوانين المرعية.
من جهته، أصدر المكتب الإعلامي لميقاتي بياناً "أهاب بالمناصرين عدم الانجرار وراء انفعالات قد تسيء إلى الاستقرار العام". وكان ميقاتي قدم نفسه على أنه "مرشح الوفاق والاعتدال".
لكن الحريري كان قد أعلن قبل بدء الاستشارات أنه لن يشارك في أي حكومة يترأسها مرشح لقوى 8 آذار.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي "كلما تعاظم الدور الذي يقوم به حزب الله في هذه الحكومة كلما ازدادات إشكالية علاقاتنا"، من دون أن يتوسع في التعليق، مفضلاً انتظار تشكيل الحكومة.
أما مملكة البحرين فدعت مواطنيها إلى الاتصال بأرقام هواتف أعلنت عنها وزارة الخارجية تحسباً لتدهور الوضع الأمني في لبنان، وفق ما أعلنته وكالة أنباء البحرين.
ونشرت الوكالة بياناً مقتضباً لوزارة الخارجية البحرينية يدعو "المواطنين البحرينيين المتواجدين بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، ونظراً للأوضاع الحالية وما قد يترتب عليها من تطورات أمنية" إلى الاتصال على أرقام محلية أوردتها.