تتابع إسرائيل المظاهرات في مصر بقلق لكن التقديرات الرسمية فيها تشير إلى أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك مستقر خلافا للنظام التونسي والوضع في لبنان. ونقلت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية الأربعاء مصادر رسمية تقيم الأوضاع في الدول العربية قولها إن النظام المصري قوي بما يكفي لعبور الزلزال بسلام وأن مصر ليست لبنان ولا تونس. واضافت المصادر ذاتها إن "الوضع في الدولة (مصر) حتى الآن لا يشير إلى تقويض سيطرة النظام ولا مكان للقلق، والوضع في مصر بعيد جدا عن عصيان مدني وعلى عكس حكام تونس أو الشاه الفارسي (محمد رضا بهلوي الذي أطاحب به ثورة الإمام الخميني في العام 1979) الذين أطيح بهم وهربوا من بلادهم فإن الرئيس المصري حسني مبارك ليس معزولا عن الشعب وهو يضع إصبعه على النبض". كذلك، فإن التقديرات في إسرائيل هي أن السلطات المصرية سمحت بإجراء المظاهرات الكبرى الثلاثاء وقال مصدر إسرائيلي "إنهم يسمحون للجمهور بأن يتحرر من ضغوطه تحت الرقابة"، فيما قال مصدر آخر "إن مصر دولة كبيرة قياسا بتونس ولبنان ودول أوروبية شرقية أخرى جرت فيها انقلابات، ومؤسسات الدولة (المصرية) ومن ضمنها الجيش تخضع للرئيس مبارك، ويوجد للحكم هناك خبرة كبيرة في مواجهة الأجواء بين الجمهور وهم يعرفون كيف يحافظون على استقرار النظام". ولفتت هذه المصادر إلى أن "مصر هي دولة كبيرة جدا يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة وبينهم 20 مليون يسكنون في القاهرة، ولذلك فإن مشاركة 20 أو 30 ألف شخص في مظاهرة ليس أمرا كبيرا، فعدد رجال الأمن في مصر كبير ولديهم خبرة". رغم ذلك، قالت المصادر ذاتها إنه "واضح أن عيون العالم ومن ضمنه ذلك إسرائيل تتابع بقلق لأن مصر هي دولة كبيرة وهامة جدا وتأثيرها هائل في العالم العربي، والأحداث في مصر بموازاة ما يحدث في لبنان وتونس ينبغي أن تثير القلق إضافة إلى أن هذه المرة الأولى التي يشارك عدد كبير من الشبان وأبناء الشبيبة في مظاهرات تم تنظيمها بواسطة الشبكات الاجتماعية والانترنت".
وخلصت المصادر الإسرائيلية في تقييمها إلى أنه "ينبغي الانتظار ورؤية ما إذا كان المتظاهرون سيغادرون الشارع طواعية أو بالقوة وما إذا كانت المظاهرات ستهدأ في الأيام المقبلة أو ستتصاعد، فتجربة الماضي تدل على أن السلطات تعرف معالجة الاحتجاجات بصورة صحيحة وحازمة ولم تسمح لها بتقويض الاستقرار".
وكان وصف نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم من حزب الليكود الحاكم الأربعاء الوضع في لبنان بأنه (خطير)، فيما استبعد الوزير السابق وعضو الكنيست من حزب العمل بنيامين أليعازر حدوث انقلاب على النظام في مصر وذلك على ضوء الأحداث في الدولتين العربيتين خلال الأيام الأخيرة.
وقال شالوم للإذاعة العامة الإسرائيلية إن الوضع في لبنان خطير لأن حزب الله موجه من جانب إيران.
واضاف إن إسرائيل تتابع التطورات هناك. واعتبر أن على المجتمع الدولي أن يمنع حزب الله من السيطرة على لبنان.
وترى إسرائيل أن تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة هو فوز لحزب الله بشكل خاص وقد وصفته صحيفة (يديعوت أحرونوت) بأنه (دمية)، فيما قالت صحيفة (هآرتس) إن مهمته في رئاسة الوزراء تنحصر في "إبعاد تهمة القتل" في إشارة إلى احتمال اتهام حزب الله بالضلوع في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء أفيف كوخافي قال أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الثلاثاء إن "حزب الله لا يريد السيطرة على لبنان" لكنه أشار إلى تزايد قوة الحزب وتسلحه من جانب إيران وسورية.
ورأى شالوم أن التوتر في الشارعين التونسي والمصري "يثبت أن القضية الإسرائيلية – الفلسطينية ليست على رأس سلم أولويات العالم العربي".
ومن جانبه استبعد بن اليعزر، الذي يعتبر في إسرائيل السياسي الأكثر قربا من الرئيس المصري حسني مبارك، أن تؤدي الاحتجاجات الواسعة والمظاهرات التي شهدتها مصر أمس إلى إسقاط النظام المصري.
وقال بن اليعزر لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه "لا توجد شخصيات قادرة على قيادة موجة احتجاج لقلب النظام، فهذا ليس فقط نظام الرجل الواحد وإنما هو مدعوم بكل الجيش وأجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية السرية".
واعتبر بن اليعزر أن "الدليل (على ما يقوله) هو أنه جرت هناك انتخابات مؤخرا، والمعارضة القوية لم تنجح في إدخال أي نائب".
وقدر بن اليعزر أن الاحتجاجات والمظاهرات في مصر المطالبة برحيل الرئيس المصري وعدم توريث الحكم لنجله جمال مبارك لن تهدأ في الفترة القريبة المقبلة.
وفي غضون ذلك، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن الشرطة الإسرائيلية تستبعد انطلاق مظاهرات في القدسالمحتلة امتدادا للمظاهرات في عدة دول عربية لكن ضباط شرطة أكدوا أن قواتهم في حالة تأهب وأن قيادة الشرطة تتابع الأحداث في العالم العربي وبخاصة في مصر.