التواجد.. والتدخل.. والنفوذ.. مسلمات أميركية هاشم عبد العزيز في المنطقة العربية ومن خلالها تأتي ردود الفعل والمواقف والتحركات الأميركية تجاه ما تشهده هذه المنطقة من أحداث وتطورات وأزمات مفتوحة على تداعيات. * حسناً.. هذا الدرس وحفظناه عن ظهر قلب، وللأميركيين فضل كبير في محو الأمية السياسية في المنطقة العربية؛ لأن "دروسهم" بلغة زلزالية ليس للجمود العربي بل المصير لهذا الوجود بحقوقه ومصالحه ودوره في المسيرة الإنسانية. * والذي مازال غير مفهوم هو هذا العزل للرأي العام العربي تجاه ما يجري في أميركا، مع أن هذا يفترض أن يكون على الأقل من مظاهر التوازن والتفاعل، هذا لا يكون ولن يكون في السائد، والتمني معقود لل"اطمئنان" العربي على حال وأحوال من يتعامل معهم على أساس أنه السيد المطلق اليد في شأنهم وشؤونهم. * في هذا السياق لسنا بحاجة لقراءة وإعادة قراءة التخبط الأميركي إعلانات وبيانات وتصريحات للساسة والدوائر السياسية في الإدارة الأميركية تجاه تونس وثورة شعبها ونحو مصر منذ بدأت موجة المظاهرات الشعبية لسبب بسيط هو أن التواجد والتدخل والنفوذ الأميركي في المنطقة العربية استنزف إمكانات التأثير والتضليل وبات أمام الرأي الشعبي والجماهيري العربي في موقف التلقي لا للمعلومات بل المفاجآت. * ولكن من المناسب الإشارة هنا إلى أن الرئيس باراك أوباما في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الأربعاء الماضي والذي في العادة يكون وقفة رئاسية أمام ما جرى خلال عام ومحطة تحرك الإدارة الأميركية تجاه القضايا الداخلية والخارجية بأولوياتها، هذا الخطاب خلا تماماً من مجرد ذكر ما كانت عليه منطقة الشرق الأوسط بأزمتها التي كان حلها من الأولويات التي أعلنها باراك اوباما. هل تخلى أوباما عن هذا الإعلان؟ أم أن أزمة الشرق الأوسط ليست أولوية أميركية هذا العام على الاقل؟ أو أن عدم التعرض لهذه الأزمة في الخطاب جاء لتجنب ذكر ال"تعثر" في الجهود التي توقفت أمام الجدار السياسي الاستيطاني؟ ربما كان مفيداً الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية ورئيسها أولاً كان خلال العام المنصرم أفرغ إعلانه العمل للحل القائم على دولتين إذ تخلى بالأعمال قبل الإعلان عن متطلبات المفاوضات ومن أبجديتها الأساس وقف الاستيطان والمرجعية والضمانات في تفسير العديد من المهتمين والمراقبين لتراجع وتخلي أوباما عن إعلاناته بالنسبة لإعادة إطلاق العملية السياسية جرى تحضير اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد وكل ما يدخل في التأثير على الحياة السياسية الأميركية وبخاصة المنافسة الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين. * في هذا الطرح كثير من الصحة دون استرسال.. غير أن المسألة أبعد من هذا، أوباما لم يدخل مع نتنياهو بصفقة لتبادل مصالح، ونتائج الانتخابات التي جرت دالة على هذا.. لكنه دخل في اتفاق تقاسم ومن ذلك صار الشأن الفلسطيني خاصة شأنا "إسرائيلي" أعمالا وإعلانا.