قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن الشرطة السورية اعتقلت في وقت مبكر اليوم الأربعاء شخصية يسارية معارضة الأمر الذي ينبئ بأن مشروع المرسوم التشريعي الذي أقرته الحكومة برفع حالة الطوارئ لن يمنع التضييق الأمني. وأقرت الحكومة السورية الثلاثاء مشروع قانون يقضي برفع حالة الطوارئ في البلاد بعد قرابة نصف قرن من فرضها وذلك في تنازل من جانب الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة احتجاجات حاشدة آخذة في التصاعد ضد حكمه الشمولي واستجابة لمطالب لم يسبق لها مثيل بمزيد من الحريات. وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان إن أكثر من 200 شخص قتلوا. ولكن خطوة رفع حالة الطوارئ اقترنت بتشريع جديد يلزم السوريين بالحصول على اذن حكومي للتظاهر. وقال نشطاء حقوقيون ان الاحتجاجات التي تتسم بالتحدي استمرت على أي حال وإن ثلاثة محتجين آخرين قتلوا بالرصاص في مدينة حمص أمس الثلاثاء. وأضاف مدافعون عن حقوق الانسان إن أفرادا من فرق الأمن السياسي في سوريا اعتقلوا محمود عيسى الناشط اليساري قرب منتصف الليل في منزله في مدينة حمص التي قتل فيها ما لا يقل عن 20 من المحتجين المؤيدين للديمقراطية برصاص قوات الأمن خلال اليومين الماضيين. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في تصريحات من بريطانيا إن عيسى سجين سياسي سابق بارز واعتقاله بعد ساعات من الاعلان عن مشروع قرار لرفع حالة الطوارئ يستحق الشجب. وأضاف إن رفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 48 عاما تأخر كثيرا لكن هناك مجموعة أخرى من القوانين يجب الغاؤها مثل تلك التي تعطي قوات الأمن حصانة من المحاكمة والتي تعطي المحاكم العسكرية حق محاكمة مدنيين. وقال عبد الرحمن إن آلاف من السجناء السياسيين الذين اعتقلوا بموجب هذه القوانين يجب الافراج عنهم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر الثلاثاء إن القانون الجديد الذي يلزم السوريين بالحصول على تصريح للتظاهر يجعل من غير الواضح إن كان مشروع قانون رفع حالة الطوارئ سيؤدي فعلا إلى تخفيف القيود. وقال انه في ضوء بعض تصريحات وزير الداخلية السوري "فإن هذا التشريع الجديد قد يتبين أنه ينطوي على قيود مثل حالة الطوارئ التي خلفها". واضاف قوله ان الحكومة السورية "يجب ان تقوم على وجه السرعة بتنفيذ إصلاحات أوسع". وتقول شخصيات المعارضة إن حالة الطوارئ المعمول بها منذ تولي حزب البعث السلطة عام 1963 تمنح أجهزة الأمن سلطات واسعة لاخماد المعارضة من خلال حظر التجمعات فوق خمسة اشخاص والاعتقالات التعسفية والمحاكمات المغلقة. ووقعت شخصيات مدنية بارزة في مدنية حمص بوسط سوريا التي تشتهر بمثقفيها وفنانيها اعلانا يدعو الجيش إلى "عدم إراقة دماء السوريين الشرفاء" وينفي مزاعم السلطات عن نشاط جماعات سلفية في المدينة.
وتقول الحكومة ان سوريا هدف لمؤامرة والقت السلطات اللوم في العنف على عصابات مسلحة ومتسللين مزودين بأسلحة من لبنان والعراق. وتقول جماعات المعارضة انه لا دليل على وجود مؤامرة. وقالت وزارة الداخلية السورية مساء يوم الاثنين إن الاضطرابات وراءها جماعات مسلحة تنتمي إلى منظمات سلفية. وقال نشطاء حقوقيون إن مظاهرة مؤيدة للديمقراطية اندلعت في مدينة بانياس السورية المضطربة أمس الثلاثاء بعدما وافقت الحكومة على مشاريع قوانين لرفع حالة الطواريء. وهتف مئات المتظاهرين "لا اخوانجية (اخوان مسلمين) ولا سلفية.. احنا طلاب حرية". وتشير الهتافات الى اتهامات من السلطات بأن جماعات اسلامية مسلحة تعمل انطلاقا من بانياس "وتنشر الارهاب" في سوريا التي تشهد احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد حكم الاسد.