قالت نشرة اخبار الساعة انه وفقا لمصادر المعارضة اليمنية فقد تمّ التوصّل إلى اتفاق حول مبادرة دول" مجلس التعاون لدول الخليج العربية " وآليتها التنفيذية لتسوية الأزمة اليمنية ومن المنتظر أن يتم توقيعه اليوم من قبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي. واكدت النشرة التي تصدر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن هذا تطوّر إيجابي كبير في المشهد السياسي اليمني الذي عانى خلال الأشهر الماضية أزمة معقّدة وضعت البلاد على شفا حرب أهليّة حقيقيّة وأدخلتها في وضع اقتصادي ومعيشي صعب ومتدهور. وقالت انه إذا ما سارت الأمور بشكل طبيعي وتمّ توقيع " المبادرة الخليجية " والآلية التنفيذية الخاصة بها اليوم ولم يتم التراجع في اللحظات الأخيرة كما حدث في مرات عدّة سابقة فإن اليمن سيدخل مرحلة جديدة تتركّز الجهود فيها على مواجهة التحدّيات الضخمة على الساحات الأمنية والسياسية والاقتصادية لأن الأزمة التي عصفت بالبلاد خلال الأشهر الماضية تركت آثارا خطرة على أكثر من مستوى تحتاج إلى التعامل الفاعل معها سواء بالنسبة إلى بروز نزعات الانفصال وتهديد الوحدة الوطنية أو الاحتقان الحادث بين القوى والتيارات المختلفة أو الانشقاقات التي تعرّضت لها القوات المسلّحة أو التدهور الاقتصادي والمعيشي أو تصاعد الخطر الذي يمثّله تنظيم " القاعدة " الذي عمل خلال الفترة الماضية على استغلال الاضطراب الأمني في توسيع نشاطه والتمدّد في مناطق مختلفة من البلاد مشيرة الى ان كل هذه التحدّيات تحتاج إلى الالتفات إليها بسرعة والتعامل معها بجديّة. واضافت ان التوصّل إلى اتفاق حول الخروج من الأزمة يمثّل نقلة كبيرة لكن من المهم أن تتوافر إرادة سياسية قوية لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بإخلاص وحسن نيّة خاصة في ظل العديد من التعقيدات والمشكلات الموجودة على الأرض والكثير من مصادر التوتر وعدم والاستقرار التي يمكن أن تؤدّي إلى انفجار الوضع في أي وقت مؤكدة ان أهم ما يحتاج إليه اليمن خلال الفترة المقبلة هو طيّ صفحة الماضي والتطلّع إلى المستقبل بروح وطنية واحدة بعيداً عن نزعات المواجهة أو الصدام لأن ما خرّبته الأزمة السياسية والأمنية خلال الأشهر الماضية يحتاج إلى جهد كبير لإصلاحه. ولفتت الى أن أطرافاً عدّة قد ساهمت في حلحلة الأزمة السياسية في اليمن وقدّمت مساهمات مهمّة لمساعدة اليمنيين على الاتفاق في مقدّمتها مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي قدّم مبادرته في وقت باكر وحظيت بدعم على المستويين الإقليمي والعالمي ومثّلت الإطار الأساسي للتفاوض بين الفرقاء اليمنيين خلال الفترة الماضية كما كان المجتمع الدولي ممثلاً في الأممالمتحدة حريصاً على وضع نهاية سياسية للأزمة..وقالت لعلّ تأجيل الاجتماع الذي كان مقرّراً ل " مجلس الأمن الدولي " أمس حول اليمن لإتاحة الفرصة للقوى اليمنية لتذليل خلافاتها كان تعبيراً عن حرص دولي كبير على أمن اليمن واستقراره والتمسّك بأي فرصة للخروج من المأزق الذي يعانيه من منطلق إدراك أهميّة اليمن وموقعه بالنسبة إلى أمن العالم واستقراره.