أثناء لقاء خاص بكتاب «عكاظ» عقد قبل بضعة أشهر مع سمو أمين عام هيئة السياحة لفت انتباهي وجود زميلة تعلق على كتفها كاميرا كبيرة الحجم تجلس إلى جوار كاتبتنا د.عزيزة المانع، و قد تعودنا على أن النساء لا يعلقن على أكتافهن غير حقائبهن الأنيقة التي لا قرار لها !! كنا نستمع إلى الأمير سلطان بن سلمان بينما كانت الزميلة لا تتوقف عن التقاط الصور و اللحظة الوحيدة التي التقطت فيها كاميراتها أنفاسها كانت عندما أدلت بدلوها في الحوار، التفت إلى الزميل المجاور لأساله عمن تكون هذه السيدة، فقال إنها الكاتبة في الصحيفة أسماء المحمد ، قلت ماشاء الله كاتبة تهوى التصوير أو بالأحرى سيدة تهوى التصوير !! الزميلة التي تهوى المشاغبة أيضا في كتاباتها المثيرة للجدل لا تتوقف عن مفاجأتي، فقد وجدت اسمها بين أسماء مراسلي «عكاظ» الميدانيين الذين يقومون بتغطية أحداث التصدي للمسلحين المعتدين على حدودنا الجنوبية في جازان !! ولن يدهشني أن أجد امرأة بجرأتها في الصفوف الأمامية لتغطية الحدث والتقاط الصور لفرساننا البواسل و إخواننا النازحين فهي امرأة تحمل على كتفها كاميرا تصوير و على الكتف الآخر شغفا إعلاميا !! أسماء المحمد عادت بذاكرتي إلى أيام تحرير الكويت الأولى عندما كان المركز الإعلامي خلية نحل لا تهدأ يتسابق فيه الرجال و النساء لتغطية أعمال الحرب و إرسال تقاريرهم عبر غرفة خصصت للاتصالات الدولية في وقت كانت الكويت فيه بلا كهرباء و لا اتصالات ، كانت المراسلات الأجنبيات يتميزن بملابسهن الميدانية العملية و مدافعتهن للرجال للحصول على الأخبار و إرسالها ، كانت أجواء جميلة تشعرك بمعنى العمل الصحفي الميداني الحقيقي، و لن أنسى أننا كنا ذات يوم رجالا و نساء نقف في صف الانتظار للحصول على فرصة استخدام أحد الهواتف عندما اقتحمت صالة الاتصالات إعلامية كويتية مخضرمة ترأس تحرير إحدى المجلات الاجتماعية و قد تأنقت بكامل زينتها (رحمها الله) لتستولي على أحد الهواتف و تجري اتصالات بصديقاتها و قريباتها في الخارج بينما كان المراسلون الأجانب نساء و رجالا ينظرون بعجب لهذه السيدة المتأنقة التي ضربت بأولوية انتظارهم عرض الحائط، سألني أحدهم عما إذا كانت وزيرة أو زوجة وزير ، فقلت له إنها صحفية، فضحك و قال ساخرا هذه صحفية في حفل ساهر و ليس جبهة قتال !!