"لا توجد معركة مفتوحة" هذه العبارة تكفي أي عاقل لتبرير اتفاق الإصلاح مع أنصار الله على وقف المواجهات، ولكن لا هذه العبارة ولا القاعدة الأصولية والبرجماتية "حيث تكون المصلحة فثم شرع الله" أقنعت النائب الإصلاحي عبدالله العديني. نستطيع أن نبرر نقمة العديني على الوفاق بالقول "ما أسهل الحرب عند المتفرجين" غير أن مشايخ القبائل الإصلاحيين في مأرب برروا سخطهم على الصلح بأنهم فقدوا العديد من مقاتليهم في حروب صعدة والجوف وعمران ورداع، وغيرها من حروب الحزب وأن من أبرم الوفاق مع أنصار الله على ذلك النحو استهان بدمائهم، وجعلهم يشعرون بأنهم كانوا مستغفلين بتقديم أعزائهم قرابين في حروب لا مبرر لها. هؤلاء يحتاجون إلى الوقت أكثر من المنطق لإقناعهم بأن في استمرار الحرب استمرار لاستغفالهم وخسارة المزيد من أعزائهم، ولكن رضاهم عن الاتفاق حينها لا يعني بالضرورة أنهم سيكونون راضين عن حزبهم. غير هؤلاء والعديني يوجد داخل الإصلاح من يعترض على الوفاق مع أنصار الله، لأنه سيحرم الإصلاح من عائدات استثمار الصراع الإقليمي وهؤلاء تجار حروب يسرفون كثيراً في الاعتماد على مستجدات الخطاب الإعلامي لقناتي العربية والجزيرة بدلاً من الواقع وهناك أصحاب المعركة الحقيقيين من مراكز النفوذ الذين يرون في وقف الحرب إعلانا لهزيمتهم، وفي طي الماضي طي لهم كأبرز صفحاته وهناك السلفيون الذين يمثلون غالبية العقائديين داخل التنظيم، وأكبر الحلفاء خارجه، وهناك القاعدة التي أعلنت صراحة أن الاتفاق خيانة، ما يعني احتمالية أن يصبح عقلاء الإصلاح الجادون في تنفيذ الاتفاق أهدافاً لها على غرار القيادي صادق منصور ويبقى التحدي الأبرز أمام عقلاء الإصلاح وليبرالييه هو إقناع القاعدة الجماهيرية من أعضاء الحزب ومناصريه بالانحياز لخيار السلام في وجه كل أولئك الساخطين بدءاً بالنائب العديني وليس انتهاءً بالقاعدة. إصرار الإصلاح على المضي قدماً في تنفيذ الاتفاق مع أنصار الله يضعه في غربال لن يتخلص فيه بالتأكيد من جميع العقلاء أو من جميع الساخطين، ولكن من الصعب أن يحتفظ بالجميع. يتحتم على الإصلاح أن يضحي في هذا التحدي، لكن المهم هو ألاّ يخسر عقلاءه أو يخسر نفسه بالنكوص.