لم أفهم كيف تكون الانتخابات انقلاباً؟! ولم أفهم أكثر كيف يذهب الدكتور الإرياني للإشراف على الانقلابات. أما ما لم أفهمه مطلقاً، فهو كيف يكون هذا التساؤل إساءة للدكتور الإرياني، أو جهلا بقدره أو مساسا بمكانة أسرته الكريمة لأجد من يرد على تساؤلي بالقول "الله المستعان" و"ياعيباه"، وينبري للحديث عن تاريخ الدكتور كسياسي ورجل دولة وقيادي مؤتمري ويعدد عليّ فضلاء أسرته وأعلامها؟ أو ينبهني إلى أن من حق الدكتور أن ينتقد الرئيس علي عبدالله صالح. الدكتور أشهر من أن يُعرف به وأسرته بيت العلم والأدب والسياسة والكياسة، ومن حق الدكتور وغير الدكتور أن يكون له رأيه الخاص في الرئيس السابق أو الحالي سلباً أو إيجاباً. ولأني أعرف ذلك تساءلت كيف يسمّي مثله الانتخابات انقلاباً في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أن الانتخابات هي البديل الديمقراطي عن الانقلابات، وأداتها للتبادل السلمي للسلطة، ووسيلتها في تحقيق حاكمية الشعب جوهر الجمهورية والديمقراطية والمدنية. نعرف أن الدكتور الإرياني أحد مؤسسي المؤتمر وأمينه العام السابق، والنائب الثاني لرئيس المؤتمر، ولكن ذلك لا يعني أن تفويض بنعمر باجتزاء 70 مقعداً من حصة المؤتمر في مؤتمر الحوار ومنحها للرئيس هادي والعمل على تحويل مؤتمر الحوار إلى جمعية تأسيسية ذات غالبية تابعة للرئيس بديلة عن المجلس النيابي الذي يملك المؤتمر غالبية مقاعده هو أمر في صالح المؤتمر، ولا يعني أن من المنطقي أن يكون اختيار اللجنة الدائمة للرئيس هادي أميناً عاماً شرعياً واختيارها للأستاذ عارف الزوكا غير شرعي لأنه تم في خيمة كما لا يعني أن نسلم بأن محاولة شق المؤتمر إلى مؤتمر جنوبي وآخر شمالي وتسخير المال العام للاستقطابات داخل المؤتمر هو مجرد تعبير مشروع عن الرأي وأحد حقوق الأعضاء في البرنامج الداخلي للمؤتمر. معرفتنا بمكانة الدكتور الإرياني كسياسي كبير ورجل دولة شغل أرفع المناصب لقرابة نصف قرن لا تعني أن نوافقه أن عدم استطاعة الرئيس إدارة البلد تقتضي التمديد له حتى يستطيع ولا أن نوافقه على اختزال المشكلة اليمنية في إنجاز الدستور وهو يعلم أن لدينا دستورا ديمقراطيا يقوم على المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والفصل بين السلطات يكفل الحقوق العامة والحريات ويحميها تم الاستفتاء منذ ربع قرن. سعة اطلاع الدكتور الإرياني تمنعنا من اتهامه باختلاق شواهده التاريخية لكن ذلك أيضاً لا يعني أن من احترامنا للدكتور أن نسلم بصحة كل ما قرأه وأن اللجان الشعبية في رداع هم جنود المتوكل على الله إسماعيل ينهبون أموال الفلاحين البسطاء من عناصر القاعدة. احترامنا لعقولنا والمنطق السوي في تقبل ما جاء في مقابلة الدكتور أو رفضه ليس إساءة، ولا جهلاً بأن الدكتور هو السياسي ورجل الدولة والمثقف والقيادي المؤتمري عبدالكريم، وأن أخاه هو نفس المواسم العلامة الأديب والشاعر الكبير والباحث المحقق مطهر ووالده القاضي العلامة علي وعمه الرئيس الداهية القاضي الأديب العلامة عبدالرحمن وجده العلامة المجتهد يحيى الإرياني الذي قال الزبيري في رثائه: بنيت جنة عدن بالعفاف وكم تبني جهنم للناس الدنانير