ربما كانت تجارب أفلام "اليوم الواحد" تظهر في سوق السينما المصري على فترات متباعدة من خلال عدد من الأفلام التي حقق بعضها نجاحا بين الجمهور، وكان من بينها فيلم "كباريه" الذي دفع صناعه لتقديم سلسلة أعمال على هذه الشاكلة، من بينها "الفرح" وكذلك "الليلة الكبيرة" الذي يجري تصويره في الوقت الحالي. إلا أن الملاحظ في موسم إجازة منتصف العام السينمائي هو وجود ثلاثة أفلام تنتمي إلى دراما "اليوم الواحد" حيث تجري أحداثها كافة في هذا اليوم، وهي "بتوقيت القاهرة" الذي يقوم ببطولته نور الشريف وميرفت أمين ومن إخراج أمير رمسيس، وكذلك فيلم "يوم مالوش لازمة" لمحمد هنيدي، وفيلم "هز وسط البلد" لإلهام شاهين وزينة وحورية فرغلي. واختارت هذه الأعمال أن تتقيد بعامل الزمن في يوم واحد، على أن تدور الدراما وفق هذا القيد الزمني، ففيلم نور الشريف يتناول ثلاث قصص تجري في يوم واحد على أن تتشابك معاً في النهاية، أما محمد هنيدي فقصته تتعلق بزواجه والتنافس بين روبي وريهام حجاج على قلبه. واعتبر مؤلف الفيلم عمر طاهر أن دراما "اليوم الواحد" تكون صعبة للغاية، خاصة وأنها تقيد المؤلف بزمن معين لا يستطيع أن يتجاوزه. أما إلهام شاهين فتلقي الضوء في فيلمها على ما يجري في منطقة وسط البلد، من خلال قصة أم بأبنائها. وعلق الناقد الفني طارق الشناوي على هذا الأمر في تصريحاته ل"العربية.نت" بكون قالب التقيد بالزمان أو المكان، هو أحد الملامح الفنية في السينما، ولكنه شدد على أن الأمر لا بد ألا يكون مجرد قيد فقط، خاصة وأن الجمهور في حالة دراما "اليوم الواحد" يقترب من الزمن الواقعي ويبتعد عن الزمن السينمائي، خاصة وأن السينما من المتعارف عليه فيها أنها تخترق السنوات. قدرة خاصة من المبدع وأوضح الشناوي أنه حينما تقترب الدراما من الزمن الواقعي، فإن الأمر يحتاج إلى قدرة خاصة من المبدع، لأن الأمر يحتاج إلى منطق درامي من أجل ترابط الأحداث، وإلا سيصبح الأمر مجرد تقييد، مستشهداً بفيلم "أرض الأحلام" لداوود عبد السيد، الذي كان يدور في زمن مقيد وكان له منطق فني فيما يقدمه. ورأى الشناوي في تجربة المخرج أمير رمسيس في فيلم "بتوقيت القاهرة" محاولة جيدة لم تكتمل، لأنه لم يكن هناك توفيق درامي، خاصة وأن تشابك القصص الثلاث في الفيلم كان به تعسف درامي، وكانت هناك مباشرة. واختتم الشناوي تصريحاته بالإشارة إلى أن تواجد هذا الكم من الأعمال التي تدور في "يوم واحد" داخل الموسم السينمائي ليس أمراً متعمداً، ويبدو أن صناع الأعمال فوجئوا بوجود الأمر، معرباً عن تفاؤله بالموسم السينمائي وكم الأعمال المعروضة به.