المذيعة في إذاعة «بانوراما أف أم» هدى ياسين إن سر استمرار برنامجها الصباحي اليومي «هدى وهن» يكمن في مضمونه الذي يعجب الجمهور، معتبرة أن القضايا التي يناقشها يومياً مع الاختصاصيين والمعنيين من مجالات عدة، تساهم في رفع مستوى الوعي لدى المستمع بصورة عامة. وترى أنه ليس من الضروري التجديد والتغيير في البرامج ما دامت تحظى بنسبة متابعة جيّدة ومتزايدة. وتقول مديرة المحتوى الإذاعي في مجموعة «ام بي سي» ل «الحياة»: «على رغم مهماتي الإدارية في الإذاعة، لا أجد نفسي بعيدة من الميكروفون، الذي عشقته منذ بداياتي في المهنة، إذ أكون خلال ذلك على ارتباط بفئات عدة من المستمعين. وها أنا أواصل الآن تقديم برنامجي اليومي لمناقشة عدد من القضايا والشؤون التي تُعنى بالمجتمع السعودي، وخصوصاً النساء، وهن الفئة الأولى التي يستهدفها البرنامج». وتضيف: «لأن البرنامج يحظى بحجم كبير من المستمعين، أرى أن من غير المناسب وقفه، فأنا لا أرى ضرورة للتغيير إذا لم يكن مدخلاً إلى تحقيق النجاح المطلوب، ولكن يمكن التجديد في محتوى البرنامج لكي لا يشعر المستمع بالملل». وفيما تجد المذيعة اللبنانية أن أسلوب الطرح في الإذاعات العربية ينصب على الجانب الترفيهي، فهي تشدّد على ضرورة عدم الإفراط في هذا الجانب، والسعي نحو تحقيق توازن مهني مثالي يجمع بين الجانبين الترفيهي والجدّي، منوّهة بأن التنويع يعني اكتساب مزيد من الجمهور، وليس فئة محدّدة منه، مبيّنة أنها تجد نفسها في البرامج التي تميل إلى مناقشة القضايا المهمة، وهذا سر استمرارها في «هدى وهن». ولا تجد ياسين حرجاً في التأكيد أن عدداً من المذيعين والمذيعات في الإذاعات العربية ليسوا على مقدار عالٍ من المهنية الإعلامية، مضيفة: «الإذاعة ليست صوتاً فقط، وإنما فكر ووعي وثقافة، وهذا ما تفتقر إليه البيئة الإذاعية عموماً في الوقت الحالي، بعدما كانت قبل عقود تشكّل مقياس تميّز المذيع وفرصته لإبراز قدراته وإمكاناته الإعلامية. فما نجده اليوم يدعونا إلى المطالبة بضرورة تعزيز الجانب التدريبي خصوصاً للمستجدين في هذا المجال، سعياً إلى تزويدهم بعض المهارات التي يتطلبها المجال الإعلامي عموماً». وعلى رغم تأثر مستوى الجماهيرية والمتابعة لدى بعض وسائل الإعلام التقليدية بظهور «الإعلام الجديد»، تعتقد ياسين أن الإذاعات لم تتأثر كثيراً بذلك، بل زادت نسب المتابعة لبعض الإذاعات، عازية ذلك إلى ما أتاحته مواقع التواصل الاجتماعي من فرصة للترويج للبرامج والتعريف بمحتواها وتمكين الجمهور من المشاركة فيها بطرق أسهل وأكثر سرعة. وتلفت إلى أن «الإذاعة تكاد تكون الوسيلة التقليدية الأقرب إلى الجمهور، فظهور وسائل جديدة ممثّلة بمواقع التواصل الاجتماعي لم يؤثر سلباً في مستوى متابعتها، خصوصاً أن الإذاعات المحترفة مثل «بانوراما» و»إم بي سي»، استطاعت توظيف الوسائل الجديدة لمصلحتها، من خلال إطلاق تطبيقات خاصة بها عبر الهواتف الذكيّة، إضافة إلى تعزيز التفاعل والتواصل مع الجمهور عبر «تويتر» و «إنستغرام» مثلاً، وإعطاء المستمعين فرصة المشاركة بآرائهم ومقترحاتهم، وبالتالي يمكن القول إن هذه الوسائل قدّمت خدمة مهمّة للإذاعات».