واصل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، أمس، حشد مسلحين قبليين إلى عدن، فيما فشل لقاء أبو ظبي الذي يضم (البيض- العطاس- علي ناصر) في حشد الحراك خلف هادي.. وبدأت قوى فاعلة في الحراك ومناوئة لتحالف هادي والإخوان، التحضير لفعالية ستقام في عدن، نهاية الأسبوع الجاري تحت شعار (القرار قرارنا) فيما فشل لقاء لتوحيد قيادة الحراك في أبو ظبي "خلف هادي". الحشد والتحضير يأتيان في وقت تشهد فيه عدن ومدن جنوبية أخرى صراعا محموما بين قوى الحراك الجنوبي التي سبق وأن توعدت هادي ب"ثورة عارمة" والرئيس هادي الذي عاد مؤخرا إلى عدن مستقدماً مليشيا شعبية من أبينمسقط رأسه ومسلحو الإخوان من مختلف المحافظات ، ووصل، أمس، مسلحون قبليون من شبوة، معززين بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مشايخ من قبائل بني هلال-ينتمي معظمهم سياسياً إلى حزب الإصلاح، وآخرين مناوئين لجماعة الحوثي- وصلوا بناء على طلب من هادي، وتمركز مسلحو بني هلال بالقرب من جامعة عدن على أن يبدأ انتشارهم من صباح اليوم. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي من بني هلال إن الشيخ محمد عوض حسين بن عثيم أحد مشايخ شبوة الموالين لحزب الإصلاح، شكل لجانا شعبية من أبناء مديريات المحافظة، واعتمد لهم مرتبات شهرية استعداداً لنقلهم. من جانبه قال، أحمد لملس، أحد مشايخ بني هلال إن هذا في إطار "الحشد الشعبي" لمساندة الرئيس هادي. وتوقع لملس في تصريح صحفي وصول مزيد من مسلحي قبائل شبوة إلى عدن. تدفق مسلحي (الإخوان)، يأتي تزامنا مع فتح باب التجنيد في عدن، حيث قالت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" إن المنطقة العسكرية – عبر لجانها في المديريات- بدأت، أمس، توزيع استمارات التسجيل للراغبين بالتجنيد في الجيش واللجان الشعبية التابعة لشقيق هادي. وكانت مصادر عسكرية ذكرت في وقت سابق اعتزام هادي تجنيد قرابة 20 ألف شخص، بصورة أولية، فضلاً عن استدعاء هادي للمتقاعدين والمنقطعين العسكريين في الجنوب.
التحضير لفعالية مناوئة قوى الحراك الجنوبي بدأت، أمس، من جانبها حشد أنصارها في الجنوب للمشاركة في فعالية يتوقع تنفيذها نهاية الأسبوع الجاري، في عدن. وقال أمين عام المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي في عدن العميد حسن اليزيدي في اتصال أجرته "اليمن اليوم" إن فعالية مليونية ستحتضنها عدن في ال(18) من الشهر الجاري "لإسماع صوتنا ورفضنا لأية محاولات التفافية على القضية الجنوبية من أي طرف كان". وأضاف: الفعالية التي ستكون تحت شعار "القرار قرارنا" هي رسالة لمختلف القوى بأننا شعب الجنوب نرفض أن تكون مناطقنا ساحة لصراع قوى النفوذ في صنعاء. وعن وصول مئات المسلحين من مأرب والجوف والبيضاء وتسكينهم في فنادق عدن، قال اليزيدي وهو من تيار البيض في الحراك، إن هؤلاء أتوا لدعم شرعية هادي.. وليس لدينا اعتراض على تواجدهم كمدنيين، أما كونهم مدججين بمختلف أنواع الأسلحة فهذه فوضى مرفوضة جملة وتفصيلاً. ولفت إلى أن لقاءات قيادات من الحراك بالرئيس هادي، تستهدف عرض المواقف، وأن ما يطلق عليهم شعب الجنوب "الحراك الجنوبي " لن يقبلوا بأقل من "الانفصال" أو ما يسميه "فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية". وفي السياق قال أحمد الربيزي، مدير مكتب نائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، إن مكونات الحراك الجنوبي ستنظم فعالية "كبرى" في ال18 من مارس الجاري، مشيرا إلى أن الحراك الجنوبي مستمر في التصعيد اليومي والأسبوعي وأن قواه ترى في وجود السفراء والسفارات الأجنبية والعربية فرصة "لإسماعهم صوتنا عن قرب ولنؤكد لهم باستمرار نضالنا السلمي حتى تحرير الجنوب بعيدا عن الصراعات الدموية في صنعاء". ونقلت صحيفة الخليج الإماراتية عن الربيزي قوله "نحن في الجنوب لسنا طرفاً في صراعات صنعاء، ولا نخفي قلقنا مما يجرى في اليمن وفي الجنوب خاصة منذ قدوم هادي إلى عدن، وقد نقلنا تخوفنا وقلقنا إلى المبعوث الدولي "بنعمر"، وأبلغناه رفضنا تحويل عاصمة الجنوب إلى عاصمة لليمن، فهذا من شأنه نقل صراع القوى المتناحرة في صنعاء إلى عدن". وأضاف "نحن في الحراك الجنوبي حرصنا على سلمية الثورة التحررية كخيار استراتيجي، ولنا في الجنوب تجارب مريرة من صراعات الماضي، ويفترض من كل جنوبي مخلص أن يعمل على تحييد شعب الجنوب عن كل الصراعات المقيتة. وتمنى الربيزي " لو أن اللجان الشعبية ضمت مقاتلين من مختلف المحافظات الجنوبية" في إشارة منه إلى اللجان التي استقدمها شقيق الرئيس من مسقط رأسه – محافظة أبين. يذكر أن قوى الحراك الجنوبي حذرت هادي عقب وصوله عدن، الشهر الماضي، من تحويل عدن إلى عاصمة بديلة.
فشل مؤتمر توحيد قادة الجنوب وفي سياق فعاليات الحراك الجنوبي واللقاءات الهادفة لتحديد الموقف من هادي قال مصدر قيادي في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم": "إن اللقاء الذي جمع قيادات في أبوظبي أمس فشل في التوافق على تشكيل قيادة موحدة. وأشار المصدر إلى أن مفاوضات جرت الخميس، شارك فيها قاسم عسكر عن تيار البيض، تركزت حول إمكانية تعيين قيادة موحدة لتياري "المجلس الاعلي للحراك الثوري بقيادة البيض وباعوم، وتيار الفيدرالية بقيادة علي ناصر والعطاس". ومن شأن تلك القيادة إعلان اصطفاف خلف الرئيس هادي، مقابل طرح موضوع "فيدرالية من إقليمين يعقبها انتخابات تقرير المصير" على طاولة الحوار المرتقب في العاصمة السعودية الرياض، وفقاً لذات المصدر. وقال المصدر إن تيار البيض رفض الفكرة من أساسها واعتبر "الاصطفاف خلف هادي خيانة لدم شهداء الجنوب". وأمس نشر لطفي شطارة في صفحته بالفيسبوك صوراً تظهر قيادات بارزة في ضيافة صالح بن عثيمين بينها الرئيس علي ناصر محمد والمهندس حيدر العطاس والسفير محمد عبدالرحمن العبادي، والسفير رياض العكبري. ولم يصدر أي بيان بشأن لقاء أبو ظبي-حتى وقت متأخر من المساء- غير أن مصادر "اليمن اليوم" في الحراك أكدت فشل اللقاء.
هادي يستعين ب"بن علي" في سياق متصل، كشفت مصادر في الحراك الجنوبي عن مفاوضات يجريها الرئيس هادي مع القيادي في الحراك، محمد علي أحمد، بغية إعادة الأخير إلى حضيرته. ونقل موقع مقرب من الحراك، عدن الغد، عن المصادر قولها أن هادي أوفد وساطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين والتي تضررت جراء إقصاء هادي ل"بن علي" من رئاسة فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الذي انعقد في العام 2013. وتوقعت المصادر أن يعقد هادي وبن علي لقاء خلال اليومين القادمين، مشيرة إلى أن اللقاء يهدف إلى تعزيز جبهة هادي. وكان عدد من قادة الحراك الجنوبي عبروا عن امتعاضهم من تصوير قناة عدن- الناطقة باسم هادي- للقائهم بالرئيس هادي على أنها اصطفاف خلفه.