يشاع أن الرئيس الأميركي باراك اوباما رضخ مؤخرا لضغط وكالة الاستخبارات المركزية سي أي ايه المطالبة بتوسيع نطاق هجمات الطائرات بلا طيار في اليمن لاصطياد اهدافها.
وهذا ما تحدثت عنه ايضا وسائل اعلام أميركية رائدة من بينها نيويورك تايمز وواشنطن بوست بالإضافة الى وول ستريت جورنال. وبما ان كافة التقارير استندت الى مصادر مجهولة وامتنع المسؤولون الحكوميون على الادلاء بأي تعليق فإن الغموض يظل يكتنف القرارات التي تقف وراء ذلك. بالنسبة للبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات سي أي ايه والجيش فإنهم من حيث المبدأ لا يفصحون إطلاقا عن اهداف الطائرات العسكرية بلا طيار والقواعد التي تحكمها
لكن وفقا للتقارير المتوفرة حاليا فقد حصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على موافقة اوباما لتنفيذ طلعات جوية لطائرات بلا طيار في اليمن كالتي يمارسها بمئات المرات في شمال غرب باكستان منذ العام 2008 على اقل تقدير. وهذا يعني ببساطة أن سي أي ايه مسموح لها بفضل بعض "العلامات المميزة" ازهاق الأرواح في التجمعات السكانية حتى وان لم يكن لها علم ولو باسم واحد على الأقل من اسماء المطلوبين. وتكمن مثل هذه الميزات على سبيل المثال في أن المستهدفين يحملون او ينقلون اسلحة او يعبثون بمواد متفجرة او يتواجدون في مبنى او مرفق لربما كان له بطريقة ما علاقة بالقاعدة او "حلفائها". والواقع أن هذه الميزات هي في العادة ذات صلة بقبائل ذات صبغة أصولية لها موقف مناوئ للنظام في العاصمة صنعاء. وبما أن اليمن يعيش منذ شهور حالة حرب اهلية جد خطيرة وكافة الشباب اليانعين يحملون السلاح بفعل التقليد فإن هذا الترخيص بالقتل يأتي ليحقق مرادهم. وبمقابل الضربات "الشاملة" هناك الضربات "المقننة" التي تستهدف اغتيال شخص معين اسمه مدرج على قائمة الإرهابيين من الدرجة الأولى. كانت صحيفة لو انجلوس تايمز تحدثت مطلع ابريل الماضي عن الوضع قائلة: تمكنت طائرة استطلاع عسكرية في 9 مارس من رصد تحركات احد قادة القاعدة من الدرجة الوسطى فيما كان يستقل سيارة في طريقه الى مخبئ جبلي، فقامت بناءا على ذلك طائرات بلا طيار بقصف ذلك المرفق بعدة صواريخ الأمر الذي ادى الى مقتل القيادي في القاعدة ومعه 22 مقاتل مشتبه بهم. واغلب اولئك كانوا بحسب شهادات مسؤولين أميركيين شباب مستجدون تلقوا تدريبا عسكريا. لكن الذي نفذ العملية في هذه الحالة بحسب ما ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز هي قيادة العمليات الخاصة المشتركة. وقيادة العمليات الخاصة المشتركة لها منذ زمن ليس بالقصير صلاحيات واسعة في اختيار اهدافها داخل اليمن، وهي ذات الصلاحيات التي اعطيت الآن لوكالة الاستخبارات الأميركية سي أي ايه. لكن الرأي العام من الناحية العملية لا يستطيع البتة معرفة من بالضبط مسؤول عن كل عملية هجوم تنفذ. وبعكس باكستان حيث نفذت الطائرات بلا طيار التابعة ل سي اي ايه ما يزيد على 300 طلعة، فإن اليمن الى شهور قليلة مضت كان من اختصاص قيادة العمليات الخاصة المشتركة فقط. ولم يسمح ل سي اي ايه بممارسة الاغتيالات باستخدام طائرات بلا طيار في اليمن الا منذ يوليو او اغسطس من العام الماضي. وكما هو الحال مع باكستان فقد وسع الرئيس الأميركي باراك اوباما نطاق عمليات الطائرات بلا طيار حتى في اليمن. وبلغ عدد الهجمات التي نفذتها الطائرات الأميركية بلا طيار في اليمن منذ ديسمبر 2009 بحسب الموقع الالكتروني "لونج وار جورنال" حوالي 27 هجوم- منها تسعة هجمات فقط هذا العام. ويقدر عدد الذين لقوا حتفهم جراء ذلك على اقل تقدير 198 مقاتل و48 مدني- ومع أن نسبة الضحايا المدنيين مشكوك فيها إلا أنه لا يمكن اثبات ذلك.