الأحزاب اليمنية جميعها أحزاب شمولية انتهت صلاحيتها ولم تعد صالحة للاستخدام وهي تذكرنا بتلك السيارات الخردة موديل الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي والتي لم يعد لها وجود إلا في مقابر السيارات وفي مقالب القمامة. لكن هذه الأحزاب الشمولية تصر على أنها صالحة لكل مكان وزمان . ومثل السيارات المستهلكة التي يعيد أصحابها طلاء هياكلها من الخارج بألوان فاقعة تعيد هذه الأحزاب طلاء وجوهها بشعارات برَّاقة كما تثبت أنها أحزاب حية متجددة وقادرة على مواصلة المشوار. في صنعاء ثمة تعددية في المطاعم، كل يوم نرى مطعماً جديداً يُفتتح، وفي العامين الأخيرين تم افتتاح عشرات المطاعم في منطقة حدة وهي مطاعم فاخرة كل مطعم مختلف عن الآخر ومتميز ومن الصعب أن تجد مطعمين متشابهين. أما الأحزاب اليمنية فجميعها متشابهة وجميعها تقدم نفس الوجبة نفس الطبق نفس العصيدة لا فرق بين عصيدة السلطة وبين عصيدة المعارضة.