طالب حزب التجمع اليمني للاصلاح الشريك في الحكومة الانتقالية اليمنية، أمس الجمعة، الرئيس المؤقت، عبدربه منصور هادي، وسلفه علي عبدالله صالح، بالاعتذار رسمياً عن الحرب الأهلية التي اندلعت في صيف 1994، فيما تظاهر عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، للمطالبة ب”حل عادل” للقضية الجنوبية، المتفاقمة منذ مارس 2007. وكان “الإصلاح”، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، حليفاً رئيسياً للرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد نائبه الأسبق علي سالم البيض، الذي أعلن الانفصال، من طرف واحد، في 21 مايو 1994، عشية الذكرى السنوية الرابعة لتوحيد اليمن، ما أدى إلى اندلاع حرب بين الشمال والجنوب، استمرت شهرين، وانتهت بانتصار ما عُرف آنذاك ب”قوات الشرعية” بقيادة صالح. وقال عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، محمد قحطان، ل”الاتحاد”: “يجب على صالح أو من تولى مهامه (في إشارة إلى الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي) الاعتذار عن هذه الحرب”، التي تسببت بسقوط آلاف القتلى والجرحى، وخسائر مالية تجاوزت 11 مليار دولار. وأُجبر صالح على التنحي، نهاية فبراير الماضي، بعد عام من موجة احتجاجات عنيفة، ووفق خطة لنقل السلطة قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف قحطان: “يجب على النظام السابق الاعتذار عن الممارسات التي مورست بعد حرب 94”، في إشارة إلى إقصاء آلاف الموظفين المدنيين والعسكريين “الجنوبيين” من مناصبهم، واستيلاء نافذين “شماليين” على ممتلكات عامة وخاصة في الجنوب. ويعد هادي، الذي عيّنه صالح في مايو 1994، وزيراً للدفاع، القائد العسكري الفعلي لقوات الشمال في الحرب الأهلية، وقد كافأه الرئيس السابق، بعد الانتهاء من الحرب، بأن عيّنه نائباً له، بدلاً عن البيض الذي فر إلى الخارج. ورفض القيادي في حزب “الإصلاح” الرد على سؤال حول موقف حزبه من دعوات له بالاعتذار أيضاً عن هذه الحرب، لكونه قاد حملتين، دينية وشعبية، غير مسبوقتين، لدعم القوات التابعة لصالح ضد “الانفصاليين”، قبل أن يشارك في حكومة ائتلافية “ثنائية” مع الطرف المنتصر في الحرب، استمرت حتى عام 1997. وفي أواخر مايو الماضي، أشاد الرئيس اليمني السابق، في مقابلة تلفزيونية، بدور حزب “الإصلاح” في حرب الأهلية، التي قال إنها “لم تكن شطرية بين الشمال والجنوب، وإنما كانت بين الشرعية الدستورية لدولة الوحدة، وبعض القيادات في الحزب الاشتراكي” التي أعلنت الانفصال.