بعد أن تأكد للاشتراكي أننا -المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه- هزمنا أمام الجموح الدولي الراغب في تسليم السلطة للإخوان.. وتأكد لهم أن السلطة لا تقتصر على دار الرئاسة ومجلس الوزراء وإنما جميع المشاريع التي ساهمت في نجاح دور الفائض القطري من الدولارات في الاستراتيجية الأمريكية التي جعلت تعظ المؤتمريين بالوقوف ضد مصالح المؤتمر..وصارت المناصب والزحف عليها بعد لحظة تسليم السلطة مهارة إصلاحية في هذه الأثناء كانت صحيفة الأولى تجأر بالشكوى ضد حميد الأحمر وما يفعله في المنصورة بل تجرأت واتهمته بأنه يحيل المنصورة إلى خمر أخرى. هل يجرؤ حميد على التعامل مع خمر كما يتعامل مع المنصورة؟ القياس فيه من السذاجة ما يمكن تأمينه احتياطاً وطنياً لمقلب آخر قد يشربه الحراك والاشتراكي (للتداخل العضوي أهمية خاصة)، بعد القضاء على فكرة التوازن. الاشتراكي لم يفقه أن الانقضاض على السلطة خارج صور الشرعية المتداولة حتى لو وجدت مباركة أمريكية وأوروبية ودعم قطري يمكن أن تخفي رغبة انقضاض على الثورة المتعثرة كونها خالية من الأفكار والمشاريع السياسية ومليئة بالدولارات وإنجاز شخصيات فجة لا يمكن تناولها حتى مع المايونيز السياسي كتوكل كرمان التي باتت رمزاً لنساء اليمن. الإخوان عادة ما يستخدمون من قبل الدول والسفارات، وهم بطبيعتهم فريسة سهلة لعقل مدبر وخطة محكمة كما حدث في أفغانستان، لكن لم يحدث في التاريخ أن استخدم الإخوان اشتراكيين وناصريين لأداء وظيفة كالتي رأيناها وشاهدنا قذارتها في تاريخ نجاحات الإسلام السياسي كما حدث في اليمن. في خضم (النضال السلمي) الذي وضع الإخوان غايته الانقضاض على السلطة التي استحوذ عليها صالح وعائلته (33) عاماً. كشف يوم 3/6/2011م قدرة الإخوان على الانقضاض على سلمية الثورة ومباغتة (الرفاق) أتباع ناصر أو لينين، عن وجود خطة بديلة بالاعتداء المخطط والمؤامرة المدبرة والأعوان النائمين والإمكانيات القادرة على إبهار كل مشاهدي أفلام الأكشن. المهم كل الأدلة حتى بعد اقتحام مبنى النيابة العامة في مذبح من قبل اللواء علي محسن ورغم اختفاء فصول من الوثائق التي يصمت النائب العام (العلفي) الحديث عنها بعد الانضمام إلى الثورة ما زال ملف الاتهام يقتصر على الإخوان حزب التجمع اليمني للإصلاح (مصادفة غريبة، جميع المتهمين إصلاحيون). هل انسل الإصلاح من الساحات ليقدم أفضل عرض فتك بخصومه يشارك فيه نفر من بعض المحافظات ليقول للحلفاء في صنعاء انظروا إلى مهارتنا.. نحن فقط البارعون على الجمع بين السلمي والحربي بين البيضة والحجر.. جميع أوراق القضية تحصر الاتهام لأفراد يصادف أن تاريخ وطرق انتمائهم للتجمع اليمني للإصلاح وتبطينه بفكرة الانقضاض على الثورة والسلطة في ذات الوقت. جميع الضحايا في جامع دار الرئاسة خصوم للإصلاح أو بعض المخالفين للاشتراكي أو مستهينين بقدرة الناصريين أو منزعجين من بذور الحوثية، لكنهم جميعاً كانوا في 3/6/2011م جزءاً من نظام عازم على التخلي عن السلطة مقابل احترام إرادة الشعب وبطريقة ديمقراطية ليس لأنها الحل الوحيد بل لأنها الحل الأمثل.. لقد مل صالح السلطة ونحن مللنا أسلوبه في إدارة الحكم. كان مقدراً لجميع من يحبوه أن يقولوا بكلمة واحدة وصوت واحد أنت رجل تاريخ ولست رجل المستقبل.. لكن الإصلاح غادر خلسة ساحات المدن ليغتال رئيس جمهورية وقادة دولة دون علم من كانوا يشاطرونه مشروعية الانقلاب على صالح (بطرق سلمية) فإذا بهم يجدون أنفسهم أمام وحش جبان ضئيل الجسم يقتحم دار الرئاسة بمؤامرة تسيء إلى جيل الإخوان في عصر صالح وتثبت أن الإخوان، لا أخ لهم.. فهم يجلبون المتآمرين لكي يتآمروا عليهم من كان يعلم بجريمة دار الرئاسة من أحزاب المشترك وقياداته من كان مشاركاً في سيناريو رئيس جنوبي لتبرير الانقضاض على كل الشمال وكل الجنوب؟ من كان يعلم من الذين استفادوا من السلطة (طبعاً غير بن عمر)، ومن الذين يريدون المتسلطين في الأدوار الهزلية لمرحلة ما بعد صالح؟ إذا كان الإخوان في دائرة الاتهام كم طرف يستطيع الإخوان جلبه إلى دائرة الاتهام إذا أحس أنه لا يستطيع تنظيف صورته أمام الرأي العام. هذا ما يجب على النائب العام أن يتقدم نحوه حتى يجعل للعدالة وطناً وللوطن حمى وللمسئولية رجالاً.