تسعى ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الحصول على دعم دولي لاستراتيجيتها في اليمن خلال اجتماع دولي تستضيفه لندن الاربعاء بعد ان بات هذا البلد من ابرز جبهات الحرب الاميركية على التطرف الاسلامي. ولم ينتظر اوباما الهجوم الفاشل على الطائرة الاميركية يوم عيدالميلاد ليعبر عن قلقه ازاء الوضع في اليمن. فبعد العراق وافغانستان، تبدو دول اخرى مثل اليمن والصومال مرشحة بقوة لتصبح قواعد لتنظيم القاعدة ولمكوناته المحلية، بحسبما افاد اوباماقبل اشهر. والاستقرار في اليمن يبدو اولوية بالنسبة للادارة الحالية اذ اننصف معتقلي غوانتانامو تقريبا يتحدرون من هذا البلد. وتعزز تصميم واشنطن على مواجهة الاوضاع المتدهورة في اليمن بعد الاعتداء الفاشل الذي حاول الشابالنيجيري عمر فاورق عبد المطلب تنفيذه في 25 كانون الاول/ديسمبر على متنطائرة اميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت. وقد تبنى الهجوم تنظيمقاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتركز في اليمن واسس بعد اندماج الفرعيناليمني والسعودي للتنظيم. وقد تبنى المحاولة ايضا زعيم القاعدة اسامة بنلادن شخصيا في تسجيل صوتي بث الاحد. وتقوم واشنطن منذ 2006 بتسليح قوات اليمنالذي يعد افقر دولة عربية ويواجه تمردا زيديا حوثيا شرسا في الشمال وحركةانفصالية واسعة الانتشار في الجنوب. ويتعاون البلدان على مستوى تبادل المعلومات.ويعتقد بانه كان لواشنطن دور مهم في الضربات الجوية التي وجهتها صنعاء ضدمعاقل للقاعدة في الاسابيع الماضية. وتبدي واشنطن رضاها على التعاون العسكريمع اليمن وانما تعبر علنا عن شكوكها ازاء قدرة الحكومة اليمنية على ارساءالاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. ومن المتوقع ان تمثل وزيرة الخارجيةالاميركية هيلاري كلينتون بلادها في اجتماع اليمن الذي دعا اليه رئيس الوزراءالبريطاني غوردن براون. وكانت كلينتون استقبلت نظيرها اليمني بو بكر القربيفي واشنطن في 21 كانون الثاني/يناير. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع القربي"نرى ان جهود مكافحة الارهاب تاتي بنتائج ونريد ان نرى نفس تلك النتائج علىمستوى التنمية". من جهته قال القربي ان اليمن "اطلق برامج تنموية خلال السنواتالثلاث الماضية وانطلق في ورشة اصلاحات شجاعة". واعتبر ان "غياب النتائجيمكن ان نعزوه الى غياب الموارد اللازمة لتطبيق هذه الاصلاحات". وبالنسبةللدبلوماسية الاميركية، يبقى على اليمن ان يحسن مستوى الحوكمة من اجل اقناعالدول المانحة بدفع كامل المبلغ الذي تعهدت بدفعه في مؤتمر سابق حول اليمناستضافته لندن ايضا في 2006. وقد تعهدت الدول المانحة حينها بتقديم 4,7 ملياردولار لليمن. وقال المتحدث باسم الخارجية اليمنية فيليب كراولي ان اجتماعالاربعاء في لندن "لن يكون اجتماعا للدول المانحة". الا ان واشنطن ستحرصبحسب كراولي على ان "يتم تسريع المساعدات هذه المرة في المجالات الاكثر الحاحا". من جهتها اعتبرت ماريزا بورغيس المستشارة السابقة للحكومة الاميركية في مجالمكافحة الارهاب ان هدف اجتماع لندن سيكون "التوصل الى رؤية مشتركة داخل المجتمعالدولي حول ما يجب فعله لارساء الاستقرار في اليمن" و"الضغط على القيادة اليمنية لكي ترتقي الى مستوى التوقعات". وقالت كلينتون بعد لقائها نظيرهااليمن قبل ايام "قلنا بوضوح انه لدينا توقعات ولنا الحق في العمل مع حكومةاليمن لاننا نقدم المساعدة ولاننا نريد ان يكون ذلك لمصلحة شعب اليمن". وقدوضعت واشنطن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب على قائمتها للمنظمات الارهابية الاجنبية فاتحة الباب امام اتخاذ تدابير قضائية ومالية ضد المجموعة.