إن الحزمي-مثلاً- هو النتيجة الطبيعية للتدين السطحي غير المعمق، وبما أن الحظوة لنموذجه في مجتمع يكاد التخلف يحاصره من كل الجهات، فإنني لا استسيغ منهاج وعيه أبداً ، منهاج الجهال غير المبصرين الذين صاروا علماء، منهاج الجعجعة المتطرفة التي بلا دراية ولا حس سليم .. والحاصل أن أمثال الحزمي هم من حولوا التدين مطية جامدة لتحميل أثقال الماضي؛ بدلاً من أن يكون إنتاجاً حيوياً مبدعاً من أجل المستقبل، أي موافقاً للعصر، ومفيداً للإنسانية، في حين يجعل العقل في حالة استنارة وليس العكس .. فهو للأسف يأخذ الدين بمنطق السياسة الضيق، ويفهمه بأسلوب الشعارات السطحي .. لكن العجيب أنه ينطلق في وعيه دائماً كونه من أهل الحل والعقد، أي بصفته واحداً من المعصومين أصحاب القداسة المحددين لعلاقات المجتمع، وهذه ثقافة موروثة استغلالية انتجت طبقات متسلطة كما نعرف، بينما تجاوزها الزمن كثيراً ،إذ كان الإسلام نفسه قد جاء ضدها في الجوهر والأساس، كونها لاتحترم الإنسان واختياراته، كما لاتخلق وعياً تعايشياً عميقاً، ولاتفتح بالتالي أفقاً اجتهادياً حضارياً نهضوياً متقدماً ، بحيث تريد من المجتمع أن يكون تابعاً حرفياً لحماقاتها البائسة المجوفة والمنمطة فقط.