وصل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى قطاع غزة بعد نحو 45 عاما في المنفى منذ أن غادر الأراضي الفلسطينية عام 1967. ودخل مشعل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح على الحدود المصرية، ويقول مسؤولون إن زوجته سبقته إلى القطاع مساء الخميس. في نفس الوقت ألغيت زيارة الدكتور "رمضان شلح" الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "ثالث أكبر الفصائل الفلسطينية" ونائبه زياد النخالة إلى قطاع غزة والتي كان من المقرر أن تتم اليوم الجمعة برفقة مشعل. وقال "خالد البطش" القيادي البارز في حركة الجهاد أن التهديدات الإسرائيلية باغتيال شلح والنخالة حال وصولهما إلى غزة وراء إلغاء الزيارة، مضيفا أن إسرائيل هددت أيضا بإلغاء اتفاق التهدئة الذى أبرم بين فصائل المقاومة والاحتلال في حال زيارتهما للقطاع. وأكد "البطش" أن حركته لاتقبل وتدين ذلك وستدرس هذه التهديدات، مشددا على أنه لا يجوز للاحتلال أن يحدد من يزور غزة من أبنائها أو تمنعه . وقال البطش إن الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامى في فلسطين سيزور غزة قريبا منتصرا ، مضيفا كنا نأمل أن تتم هذه الزيارة لتكتمل فرحة الشعب الفلسطيني بزيارة قادته الكبار. يشار الى أن الدكتور رمضان شلح أحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والأمين العام لها منذ سنة 1995 بعد مقتل قائدها ومؤسسها فتحي الشقاقي ، وهو من مواليد حى الشجاعية شرق غزة عام 1958. وتأتي زيارة مشعل بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حركة حماس، ومن المقرر أن يلقي مشعل خطابا في حشد لأنصار الحركة بالقطاع للحديث عن الاستراتيجية المستقبلية للحركة حيال إسرائيل. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في بيان إن الزيارة "ثمرة نصر المقاومة على الاحتلال". وتعقب هذه الزيارة هدنة انهت أياما من العنف بين إسرائيل وغزة، الذي تتولى حماس الحكم فيه منذ 2007. ومن المتوقع أن يقوم مشعل بزيارة منزل مؤسس حركة حماس أحمد ياسين ومنزل أحمد الجعبري، القيادي العسكري بالحركة الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية الشهر الماضي. وثمة توقعات بأن يناقش مشعل أيضا المصالحة مع حركة فتح. وقال مشعل في تصريحات لوكالة "رويترز" قبل زيارته إن "ثمة وضع جديد يسمح بتحقيق المصالحة." احتفالات وولد مشعل في الضفة الغربية عام 1956، وانتقل الى الكويت اثر حرب 1967، ثم انتقل الى الاردن، حيث بدأت صلته بحماس. واصبح مشعل الزعيم السياسي لحماس في المنفى عام 2004 اثر اغتيال إسرائيل مؤسسها الشيخ احمد ياسين. ويقول مراسلون إن اسرائيل - التي تنظر الى حماس على انها جماعة ارهابية - تغض الطرف عن الزيارة. وقال يغال بالمور إن اسرائيل لا قرار لها فيما يتعلق بمن يدخل غزة من مصر. وأضاف "لا يوجد لدينا موقف مختلف فيما يتعلق باشخاص بعينهم. حماس هي حماس". وقتل نحو 170 فلسطينيا وستة اسرائيليين في الهجمات الاسرائيلية على غزة التي استمرت ثمانية ايام والتي قالت اسرائيل إنها بدأتها لتوقف الهجمات الصاروخية من حماس على اراضيها. وتصور حماس نفسها على انها الطرف المنتصر في الهجمات لأن اسرائيل وافقت على الهدنة التي تمت بوساطة مصرية بدلا من اجتياح غزة برا كما كانت تريد. ويوم الخميس بدا عمال فلسطينيون في الاعداد لاحتفالات ذكرى تأسيس حماس بما في ذلك اعداد نسخة طبقة الاصل لصاروخ اطلقته حماس على اسرائيل وكتب عليه "صنع في غزة". وجرى تأسيس حماس عام 1987 في بداية الانتفاضة الفلسطينية الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربيةوغزة. وينص ميثاق حماس على تدمير اسرائيل. وفي الاسبوع الماضي اعلنت اسرائيل انها ستمضي قدما في بناء آلاف المنازل الجديدة في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وجاء قرار اسرائيل اثر تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة مراقب غير عضو.