أعلن محافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة، إطلاق سراح خمسة من الأسرى الأطفال الحوثيين، تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، كانوا يقاتلون في صفوف جماعة الحوثي المسلحة، أسرتهم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على جبهات مأرب المختلفة، خلال مشاركتهم في الاعتداءات المسلحة التي يشنها الإنقلابيون على أطراف محافظة مأرب. مبادرة إنسانية بحتة قال العرادة في كلمته بالفعالية التي أقيمت بصالة المجمع الحكومي إنه سيتم تسليم الأسرى الأطفال إلى أسرهم بمبادرة إنسانية بحتة من دون شروط وخارج مسميات وعمليات تبادل الأسرى، لافتًا إلى أنه كان مقررًا عقدها الإثنين، موضحًا أن تلك المبادرة الإنسانية ليست وليدة اللحظة بل تم التخطيط لها منذ وقت مبكر بمباركة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقيادة التحالف العربي، وتجسد التزام الدولة ومؤسساتها الشرعية الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان والمواثيق الأممية الخاصة بحماية الأطفال وتجنيبهم النزاعات المسلحة والحروب.
أضاف: "منذ أسر الأطفال وغيرهم من مقاتلي الميليشيات الانقلابية، لم يسأل عنهم أي من قادة العصابة التي أرسلتهم إلى جبهات القتال، حيث تقتصر مطالبتهم بالإفراج عن أسرى ينتمون لشريحة سلالية معينة".
متجردة من الانسانية حذر العرادة "الميليشيات" من استمرارها في إخراج الأطفال من المدارس إلى المتارس، والزج بالطفولة وسط العنف والطائفية المقيتة، وتجنيد الأطفال بمعسكرات الإرهاب وتحويلهم إلى مقاتلين يعبثون بالوطن ومقدراته ونسيجه الاجتماعي لخدمة المشاريع السلالية والأجندة الإيرانية. وتابع: "الميليشيات الانقلابية أعداء الطفولة والإنسان في بلادنا، وسبق أن وثقت وزارة حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية مئات الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال من تلك الميليشيات المتجردة من الإنسانية والخارجة عن القانون والمتمردة على قيم وأعراف اليمنيين والمتحدية للرفض الشعبي والإجماع الدولي وقرارات الأممالمتحدة". ثمن محافظ مأرب الدور الإنساني لدول التحالف العربي ومنظماتها الإنسانية، وفي مقدمها مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي، على المساعدات المقدمة لأطفال اليمن الذين جنى عليهم انقلاب سبتمبر المشؤوم، وجلب لهم الويلات والقتل والتهجير. ولفت محافظ مأرب إلى أن "عشرات الأطفال والشباب من أبناء المحافظة اختطفتهم الميليشيات من منازلهم بالمحافظات والمناطق التي يسيطرون عليها، ومن مقاعد الدراسة في المدارس والمعاهد والكليات، ولم تلجأ قيادة المحافظة إلى استخدام أولئك الأسرى الأطفال ورقة ضغط للإفراج عنهم مع أن مقايضة مختطف بأسير حرب أمر غير منطقي"، على حد قوله. وقال العرادة: "إن تنصل الميليشيات الانقلابية من تعهداتها في مشاورات الكويت بالإفراج عن 50 في المئة من المختطفين قبل حلول شهر رمضان واستمرار خروقاتها لوقف إطلاق النار، أمر اعتاده أبناء اليمن خلال السنوات الماضية، كطبع أصيل لجماعة عنصرية تعتمد المراوغة والكذب والنكث بالعهود".
ترتكب جرائم ضد الانسانية وقال الناشط الحقوقي سليم علاو، منسق منظمة هود للحقوق والحريات بمحافظتي مأرب والجوف، إن المنظمة بذلت جهدًا مضاعفًا منذ ايام لإقناع قادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب بإطلاق الاطفال الخمسة. وأضاف علاو في تصريحه ل "إيلاف": "تجاوبت معنا قيادات السلطة المحلية والجيش والمقاومة، وتم اطلاق سراح هؤلاء الاطفال كبادرة انسانية، خصوصًا إنها تأتي مع حلول شهر رمضان المبارك". وهاجم علاو بشدة قيام عناصر الحوثي بتجنيد اطفال صغار والزج بهم في الحروب والصراعات، مشيرًا الى أن ذلك جريمة ضد الانسانية تحاسب عليها القوانين الدولية. وكشف منسق منظمة هود في تصريحه ل"إيلاف" عن وجود 205 أطفال آخرين معتقلين في عدد من المحافظاتاليمنية، مناشدًا "كل أطراف الحرب في اليمن وبالذات الميليشيات الانقلابية الكف عن تجنيد الاطفال، وتشجيع الاطفال على استكمال تعليمهم في المدارس، وإبعادهم عن الصراعات السياسية".
السعودية تسلم أسرى اطفال في سياق متصل، أعلن مصدر حكومي يمني الثلاثاء تسلم الحكومة اليمنية من السعودية 52 طفلًا أسيرًا، زّج بهم الحوثيون في جبهات القتال على الحدود اليمنية السعودية العام الماضي. وسلمت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن هؤلاء الاطفال الذين جندتهم العناصر الحوثية على الحدود اليمنية السعودية، حيث تم تسليمهم بعد عمل منسق مع عدد من المنظمات الدولية، ومنها الصليب الأحمر واليونيسيف. وقد تم القبض على هؤلاء الأطفال في مسارح العمليات العسكرية، وهم يحملون السلاح ويشاركون في عمليات زرع الألغام. واتخذت الإجراءات الملائمة بحقهم عبر نقلهم إلى أماكن إيواء بحسب سنهم القانوني، وتطبيق التدابير الوقائية لحماية الأطفال، وتوفير الظروف الملائمة لهم. ويذكر أن قوات التحالف أكدت أن إشراك الأطفال في الحوادث الدامية وحقول الألغام عمل متجرد من الإنسانية، ومخالف للأنظمة والقوانين الدولية كلها.