لم أكن يوما مع إلغاء الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع، ودمجهما بطريقة قسرية وارتجالية، ولا زلت أعتبر قرار الرئيس هادي الأخير بهذا الخصوص، والموصى به من قبل سعادة السفير، ووفقا لرغبة القوى النافذة في السلطة الانتقالية اليمنية، قرارا مخطئا، وسيكون له سلبيات عديدة، وقد يكتشف المخطئون أنفسهم أنهم استعجلوا قرار "الصهر"، وارتكبوا خطايا كثيرة في حق الجيش عموما، وفي حق المنتسبين إلى ألوية الحرس والفرقة خصوصا. وأن هذا الخطأ أو الخطايا التي ستتكشف تباعا قد ارتكبت بدوافع انتقامية وسياسية بحتة لا علاقة لها لا بتوحيد الجيش ولا بتحقيق أهداف الثورة في بناء جيش وطني واحترافي وتوحيد قيادته وتحريرها من النفوذ القبلي والأيديولوجي، وغير ذلك من الأهداف الثورية والوطنية التي لا نزال ننشدها، ونطالب باستكمالها حتى الآن.
ومع ذلك أستطيع أن أقول إن هنالك إيجابيات حقيقية في قرارات هادي الأخيرة..
ولعل الإيجابية الوحيدة أو الأهم التي أستطيع أن أتبينها الآن، تتمثل في إقالة كل من أحمد علي عبدالله صالح كقائد للحرس الجمهوري "ألغي المسمى فأصبح قائده بدون صفة"، ويحيى محمد عبدالله صالح كقائد لأركان حرب الأمن المركزي، إذ إنه وبإقالتهما من منصبيهما في الجيش والأمن، يتخلص الجيش اليمني والأمن اليمني من آخر اثنين مما كان يسمى "ببقايا عائلة" الرئيس صالح، وهذا جيد على الأقل لأنه سينهي جزئيا حالة الانقسام في قيادة المؤسسات العسكرية والأمنية، وسيجعل معركة اليمنيين مع بقية رموز الاستبداد والفساد في هاتين المؤسستين أولا، وفي النظام "القديم -الجديد" ثانيا، أكثر وضوحا وأكثر فاعلية، ولكن بشرط عدم توليهما (أحمد ويحيى) أي منصب آخر في الجيش أو في الأمن، وتحت أي مسمى، ولو شكلي، كما يروج الآن، وبدون علم ولا هدى ولا كتاب منير.
بعد إقالة نجل الرئيس السابق وابن شقيقه من قيادة الحرس الجمهوري والأمن المركزي، لن يستطيع أحد أن "يشوش" على الثوار والمناضلين والمطالبين بضرورة استكمال أهداف الثورة وسرعة إقالة ومحاسبة أكبر ركائز النظام السابق، وأكثرهما استبدادا وتنكيلا باليمنيين، ونهبا لأموالهم وأحلامهم المشروعة، ومن سيشوش -وهو سيعمل- فلن يكون سوى بعض المحسوبين على الإصلاح، وهم مكشوفون أصلا في هذه المعركة القيمية والأخلاقية، قبل أن تكون الوطنية.
أنا سعيد فعلا لأن أحداً من شباب الحزب والثورة لن يتهم بعد اليوم إذا ما طالب بإقالة ومحاسبة "محسن والقمش"، بأنه من أنصار "حمادة أو عفاش"، وفقا لخطاب بعض من يستحوذون على كامل السلطة، ويسعون إلى استكمال السيطرة على كل مفاصل الدولة، برافعة نظامهم الإجرامي "القديم"، ومن خلال قائد المنطقة الشمالية، ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي، وغيرهما من رموز الاستبداد والفساد الذين لا يزالون على مواقعهم، بل أكثر نفوذاً فيها وعبرها حتى بعد قيام الثورة.
ترحيبات محسن الفرائحية!
يحرص اللواء المنشق علي محسن الأحمر، باستمرار، على الظهور التلفزيوني بعد كل قرار يتخذه هادي بخصوص الجيش، مؤيدا ومهنئا ومباركا ومزقرعا...
والسؤال هو ماذا يريد قائد عسكري من تصريحات سياسية فاقعة ما انفك يدلي بها عبر "الجزيرة" ووسائل إعلام أخرى تابعة للجماعة، حتى قبل وسائل الإعلام الرسمية اليمنية؟
هل يريد الجنرال "المؤيد" دائما لقرارات هادي، وبالذات العسكرية منها، القول بأنه وراء كل هذه القرارات؟ ربما.
ثم لمن يوجه محسن رسائله السياسية والترحيبية المتوالية؟ أيوجهها إلى الرئيس هادي نفسه، ومحاولة إظهاره كرئيس "دمية"؟
أم أنه يوجهها إلى ابن عمه وابن قريته "أحمد علي عبدالله صالح"، وبغرض المحانكة والمحانبة و"الزجى"، كما يعمل عيال القرية الواحدة والحارة الواحدة والعائلة الواحدة... وبهدف جر "الولد" الخصم إلى العناد والرفض و"الفحططة"، ولو من باب الانتصار لكرامته المجروحة أمام ولد عمه، مش أمام صاحب القرار..؟ أعتقد أن الأخير هو المقصود، وبمشورة من حلفائه الإخوان الذين يتعاملون مع جميع قرارات هادي باعتبارها موجهة وبصورة صراعية ضد طرف في السلطة المنقسمة، ولصالح طرف آخر، وبما يوجه رسائل تكتيكية وفاقعة إلى أطراف عديدة في الداخل والخارج، وهو ما يفسر هذا الاحتفاء الإعلامي والبرقيات الترحيبية المتواصلة التي تتحدث عنها وسائل إعلام الجماعة، وكأننا في حفلة تهريج واسع يشترك فيها الجميع، تماما كما احتفل نظام صالح من قبل، حين انتقصت سيادة اليمن في جزيرة حنيش، وحين تم التوقيع على اتفاقية الحدود اليمنية السعودية، ليتبين في ما بعد أن تلك المهرجانات المفتعلة كانت تخفي ما يشبه الخيانة أكثر من كونها تحتفي بإنجاز وطني كبير.
يبقى أن أقول هنا إن قرارات هيكلة الجيش الأخيرة لن تظهر عيوبها أو إيجابياتها بشكل كامل إلا في حالة التنفيذ، وبالذات في ما يخص عمليات النقل والتبديل من ناحية، وتعيين أو إقالة قيادات الألوية والوحدات العسكرية المختلفة، وهل ستكون دوافعها سياسية كما حدث في القرارات السابقة، وجزء مما ظهر في القرار الأخير؟ أم أنها تمت في العموم -وكما نتمنى- بدوافع عسكرية وعلمية بحتة؟
هيكلة المناطق! أكره الحديث عن "المناطق" في تعيينات هادي الأمنية والعسكرية، ولكن القائمين على القرار في السلطة للأسف لا يزالون يقدمونها على حساب الكفاءة والخبرة والبعد الوطني في الشراكة.
ووفقا لمنطقهم المناطقي، لا تزال "العصيمات" وأخواتها، والولاءات الشخصية والاجتماعية لدى البعض، هي سيدة الموقف في التعيينات العسكرية والأمنية.
ولا تزال الضالع وأخواتها، والدوافع الثأرية والسياسية لدى البعض الآخر، هي الخاسر الأكبر في تركيبة السلطة الانتقالية كلها، وأخشى أن تكون القرارات الأخيرة في هذا الاتجاه... خصوصا وأن من عُينوا مؤخرا لا يزال يجمعهم حرف واحد، هو حرف الشمال، عفوا حرف الشين "من القشيبي والقمش والمقدشي وما عدبش شي".
الجيش رمز السيادة واللحمة الوطنية!
لا توجد دولة في العالم، بما فيها عراق ما بعد صدام، يمكن أن تضع قواتها المسلحة في أيدي الأجانب، ليتصرفوا بها كيف ما باعوا واشتروا، وكما يشتهي الوزان... تسمعون عن "الشركة" أقصد اللحمة حق السوق، والتي تباع بالرطل والوقية.
القوات المسلحة هي سر أسرار الدولة، ورمز سيادتها ووحدتها الوطنية، وعندما تصبح مكشوفة، وفي أيدي الأشقاء والأصدقاء... تصبح حاجة ثانية خالص.
قفشات الهيكلة في فيسبوك!
1. ثمة من يؤكد أن قائد "العمليات الخاصة" التي تم استحداثها مؤخرا عبر قرار ما يسمى بالهيكلة، هو إخواني بامتياز، ويقال إنه عضو قيادي في تنظيمهم السري داخل الجيش..
إذا تأكد ذلك فإن الجماعة يا جماعة سيكونون منذلحين ومطلع مسؤولين عن العمليات الأمريكية حق قتل قادة القاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية والجهادية في اليمن، في ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب!
الله كم أنتم شياطين يا أمريكان، لا تثقون إلا ب"بتوع ربنا"!
القبول بعسكرة التعليم يعني سقوط كل دعاوانا بالمعرفة وبالمدنية وبالقيم والأخلاق.
2. الحرس الجمهوري انتهى... والفرقة الأولى مدرع انتهت...
وسيتم دمج ألويتهما ضمن وحدات الجيش المختلفة في سبع مناطق عسكرية.
... هذا هو منطوق ومضمون قرار سعادة السفير هادي بخصوصهما، ومن يقول غير ذلك بيضحك على المغفلين.
3. محسن والقمش يتوسطان لدى هادي وبن عمر والسفير الأمريكي، من شان يوافقوا على تعيين أحمد علي عبدالله صالح بمنصب عسكري جديد بعد إلغاء ألوية الحرس الجمهوري من قوام الجيش اليمني.. أما لماذا فلأن إقالة "حمادة" من الحرس ستجعلهم مكشوفين في السلطة الثورية وبلا غطاء!
4. عمليات خاصة بدل قوات خاصة وحرس رئاسي بدل حرس جمهوري..
... هل المشكلة في الأسماء وفي اسم الحرس "الجمهوري" تحديدا؟!
5. استحداث قوات "العمليات الخاصة" بدلا عن القوات الخاصة التي كانت تتبع الحرس الجمهوري، ويرأسها نجل الرئيس السابق، كانت رغبة وهدفا، وربما قرارا أمريكيا خالصا..
وكأن أمريكا بذلك قد أخذت حقها من ألوية الحرس الجمهوري والقوات الخاصة المدربة جيدا لمكافحة الإرهاب، وعملتها في وحدة مستقلة تشرف عليها وحدها وحلفاؤها الجدد "والباقي سدوا".
6. أشتي أعرف حكاية حرس الحدود أيش يقصدوا بها..؟
... ما يكونش قصدهم حرس الحدود السعودية!
7. هل لا يزال علي محسن الأحمر قائدا للمنطقة الشمالية الغربية، وغالب مطهر غالب القمش رئيسا للجهاز المركزي للأمن السياسي؟ وهل هؤلاء لا يخضعون لشيء في سلطة ما بعد الثورة حتى لقوانين "الأجلين" والهيكلة العظمية، بلاش الهيكلة العسكرية!