رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن والحرب التي أشعلها المتمردون (الحوثيون)، إلا أن اليمنيين احتلفوا بعيد الفطر المبارك في جميع أنحاء البلاد، بما فيها المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات مع الانقلابيين. فمع إشراقة يوم العيد الأول من شوال، خرج اليمنيون إلى مصليات العيد والمساجد الكبيرة لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبتي العيد مرتدين الملابس الجديدة ومهنئين بعضهم بإتمام صوم شهر رمضان المبارك، وحلول عيد الفطر المبارك. وقال عبدالله يحيى، لوكالة لأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، ان هذا العيد مختلف عما سبقه من أعياد بسبب الحرب وظروف الناس المعيشية الصعبة التي منعتهم من شراء كل احتياجاتهم من ملابس العيد وجعالة العيد (حلويات العيد). وأضاف، إن كثير من أرباب الأسر اضطروا إلى الاستدانة من الآخرين، حتى لا يحرم أفراد الأسرة وخصوصاً الاطفال من فرحة العيد والاستمتاع بأجوائه البهيجة. وفي محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، احتفل الأطفال بعيد الفطر المبارك، كغيرهم من الأطفال رغم الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي على المحافظة منذ أكثر من عام وقصفها المتواصل للأحياء والمناطق السكنية فيها. وتجمع أطفال المدينةاليمنية على وقع النشيد الوطني اليمني لانتزاع لحظات من الفرح من ثالث عيد بنكهة الرصاص وصوت المدافع التي أزاحت مرحهم ومشاكساتهم العفوية التي تزين أجواء العيد عادة. مهرجان عيد تعز فرحة.. رغم الحصار، وهي مبادرة هدف القائمون عليها إلى رسم البسمة على وجوه "جيل الحرب"، ممن حُرموا براءة الطفولة وبهجة الحياة عبر فعاليات أعدت بإمكانيات بسيطة. وتختلف بعض عادات وتقاليد اليمنيين من محافظة إلى محافظة فهناك عادات في عيد الفطر لا تكون موجودة في عيد الأضحى, وهناك تقاليد صنعانية تختلف عن تلك الحضرمية, وتقاليد قروية تختلف عن تلك التي في المدينة. واعتاد اليمنيون في يوم العيد، أن يذهب الرجال مع أطفالهم لزيارة الأرحام والأقارب وإعطاء النساء مبلغاً من النقود، كل حسب استطاعته، وفي الغالب يترواح بين 500 - 1000 ريال يمني (2 – 4 دولار)، وهذا المبلغ ليس بقيمته المادية وإنما بقيمته المعنوية ويسمى (العسب)، وكذلك إعطاء الاطفال عسب العيد، مما يزيد من فرحتهم بالعيد، فيما تقوم النساء بتجهيز وتقديم جعالة العيد للزائرين. أيضاً من العادات اليمنية في أيام العيد إبراز الجانب الاجتماعي في مراسم الاحتفال بالعيد، فيعودون المرضى ويتبادلون الزيارات للتهنئة بحلول العيد في أعقاب الصلاة والانتهاء من الذبح حيث يبدأون بزيارة أكبر أفراد العائلة سناً انتهاء بأصغرهم كما تكثر في فترة العيد حفلات الزفاف والأفراح. وتتميز الأعياد في المناطق الريفية بنكهة خاصة وتختلف الطقوس العيدية من منطقة إلى أخرى حسب التقاليد المعتادة لكل منطقة وتمتزج ما بين الزيارات وإقامة الولائم والرحلات الترفيهية إلى القلاع الأثرية ذات الطابع الفني والمعماري القديم، إضافة إلى جلسات السمر الليلية التي تحييها فرق فنية أو إنشادية. وتشكل بعض العادات مثل العادات الغنائية والأدب الشعبي المسمى "التعاويد" والزوامل الشعبية تقليداً شائعاً اعتاد عليه المجتمع اليمني منذ مئات السنين، يصنع البهجة، وينعش مواسم الأعياد. ورغم انحصار عادات وتقاليد العيد القديمة في مناطق مختلفة، ما تزال حاضرة في مناطق أخرى.. ولهذا أصبح العيد موسم العودة إلى الريف ومن أهم مميزات العيد في اليمن خلال السنوات الأخيرة، حيث يغادر كثير من الناس المدن الكبرى، خاصة العاصمة صنعاء، وقبيل حلول العيد بعدة أيام أفواجا ضخمة من سكانها فيما يشبه الهجرة العكسية من المدن إلى الأرياف للاحتفال بالعيد بين الأهل والأقارب والأصدقاء.