المخرجة الأميركية لورا بويتراس تتحدث عن فيلهما الوثائقي وما جاء فيه على لسان مرافق سابق لأسامة بن لادن.في الواقع كان الهدف من رحلة مخرجة الأفلام الوثائقية الأميركية، لورا بويتراس، إلى اليمن البحث عن سجين سابق في جوانتانامو تجد لديه الاستعداد لأن يحكي لها عن قصة أسره، وقد تسنى لها الالتقاء بسائق التاكسي أبو جندل- اسم له دلالة قتالية لأحد مرافقي أسامة بن لادن- الذي تخلى عن الكفاح المسلح. وقد تحدث عن ولائه للقاعدة. - كيف يرتقي شخص ما ليكون مسؤول عن مقر للقاعدة، ثم ينقلب بعد سنوات إلى سائق تاكسي؟ لورا: عائلة أبو جندل هي عائلة يمنية، لكنه ولد في المملكة العربية السعودية، وهناك تلقى تعليمه الديني وتشكلت منظومته القيمية. وعندما بلغ سنه التاسعة عشرة ذهب إلى البوسنة للقتال هناك وتلقى تدريبه العسكري.ثم بعد ذلك بفترة قصيرة انتقل إلى الصومال ليشكل لاحقا في اليمن جماعة كان يريد أن يتوجه بها إلى طاجيكستان، غير أنهم ضبطوا في الحدود. تزامن ذلك مع طرد أسامة بن لادن من السودان سنة 1996 وانتقاله مجددا إلى أفغانستان، وهناك سمع عن هذه المجموعة الشابة القادمة من شبه الجزيرة العربية فدعاهم للانضمام إليه. في البداية لم يكن أبو جندل متحمس للفكرة وذلك لأنه كان يريد القتال في الشيشان مثلا.
- نلاحظ أنك عندما كنت تصورين أبو جندل في التاكسي وهو يتحدث مع زبائنه، فإنه يحكي لهم عن قصص مرعبة. وحين يتحدث للشباب الذين يسألونه عن القاعدة، عن الأيام التي قضاها مع أسامة بن لادن، كانت عيناه تبرقان، حتى انه قال بأنه حينها كان يحس بالسمو والرفعة وانه اليوم لم يعد كذلك. لورا - أردنا من خلال عرض المشاهد في التاكسي إظهار كم هو قاص غير جدير بالثقة، فأنت لا تعرفين تحديدا ما موقفك منه. هو بنظر الشباب بطل لأنه يعرف أسامة بن لادن، فيما أنه على حد علمي ينصح الشباب بعدم الاستماع إلى الخطب التحريضية في المساجد والانزلاق دونما ترون في الكفاح المسلح.
- بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أستجوب أبو جندل من قبل الأميركيين، وهو بنفسه يقول بأنه لم يحك ل "إف بي أي" في ذلك الاستجواب عن شيء لم تكن الاستخبارات العربية تعرفه. إذا صح قوله فلماذا أخذت الحكومة
الأميركية تصريحه على محمل الجد بحيث أنها لم تغزو أفغانستان إلا بعد إتمام الاستجواب؟ لورا: هذه الاستجواب من قبل الأميركيين مثًل الحدث المركزي في حياة أبو جندل، وبالتالي لا بد أن يظل حتى اليوم يدافع عن نفسه ذلك، بل إنه تلقى تهديدات بالتصفية من قبل جيل القاعدة الجديد- وإنها لمعجزة انه لا يزال على قيد الحياة. لكنه لم يرتد عن عقيدته، ولم يتخلى عن الإيمان بتلك الأمور التي التحق يوما ما بالقاعدة من اجلها. وأعتقد أن ما دفعه لتصريحه ذلك هو الصدمة الأولى لأحداث سبتمبر.
- صدمة؟ والإرهابيون أنفسهم من سعى لذلك؟ لورا: أُدخل أبو جندل السجن عام 2000 في اليمن على خلفية الهجوم الذي استهدف المدمرة الأميركية يو إس إس كول والذي ثبت انه لم يكن له أي علاقة به. وهو بذلك فقد أي اتصال بالقاعدة.والراجح أنه لم يكن بذلك الشخص الذي يمكن أن يؤتمن على الأسرار هناك، فهو يحب سرد القصص. وقد ووجه فيما بعد بأن كل أولئك الناس الذين تعرف إليهم واستضافهم بأفغانستان، قد شاركوا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.وبالتالي فإنه حين يأتي اليوم ليدعي بأنه قد ظلل الأميركيين الذين استجوبوه بإعطائهم معلومات كانت قد أشيعت على الأرض، فإن ذلك محاولة منه لحفظ ماء وجهه.
- عقب استنطاق الأميركيين أدار أبو جندل ظهره لماضية وخضع لبرنامج لإعادة التأهيل، ومنحته الحكومة اليمنية تاكسي الذي يؤمن من خلاله اليوم معيشته، والحقيقة أن نسبة الإخفاق لدى برامج من هذا النوع كبيرة جدا في المملكة العربية السعودية، فماذا عنها في اليمن؟ لورا: نسبة نجاح مثل هذه البرامج في اليمن أفضل منها في المملكة العربية السعودية، وذلك لأن القبيلة ومبدأ الإتباع لا يزال حاضر بقوة في اليمن، وللولاء أهميته. ومع أنني لا اعتقد بان برنامج كهذا كفيل بتغيير قناعات الناس، لكنه قادر على تغيير سلوكهم . وعلى حد علمي لا توجد سوى حالتين ممن عادوا إلى العراق بعد خضوعهم لبرنامج التأهيل.