في مصر المحروسة تغير كل شيء للأسوأ وسيطر الإخوان المسلمون على كل شيء، وذهبت أحلام الثوار أدراج الرياح وتحول الربيع إلى خريف موحش لاتتساقط فيه أوراق الشجر وتشيب وحسب، بل تتساقط فيه جماجم الثوار الذين خرجوا ضد النظام السابق للمطالبة بالعيش بحرية وكرامة أو الموت بشرف. مات الربيع العربي في مصر المحروسة.. أماته الإخوان المسلمون بعد أن أصبح رئيس البلاد إخوانياً والحكومة إخوانية ومجلس الشورى إخوانياً ومجلس الشعب إخوانياً والديمقراطية إخوانية والحرية إخوانية والكلام إخوانياً والهواء إخوانياً وكل شيء إخوانياً.. مات الربيع ووجد المصريون أنفسهم محاطين بمشانق الإخوان تتدلى من كل مكان ولسان حالها يقول: «إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها» كما وجدوا أنفسهم محكومين ومقيدين بقانون طوارىء جديد يُشرع لقتل كل مواطن يخرج لقضاء حاجة. انتهت الثورة في مصر ولا ثورة أخرى بعد ثورة 25يناير «الإخوانية» ومن يقول غير ذلك فهو خروج عن الثورة وخروج عن إرادة الشعب وخروج عن الشرعية والشريعة الإخوانية وخروج عن الدستور «الإخواني». اليوم هو زمن الإخوان..، وربيعهم لن يكون له ربيع مشابه آخر.. فالثورة انتهت وانتجت نظاماً آخر أكثر استبداداً من النظام السابق وأصبح الخروج عليه مجرد حلم من الماضي الميت ولن يعود مطلقاً. هكذا بدا الرئيس محمد مرسي ليلة الأحد الماضي وهو يتحدث عبر الفضائيات مخاطباً شعب الإخوان وليس الشعب المصري. الرئيس «الإخواني» لشعب الإخوان اعترف في كلمته أمام الشعب بأنه هو من وجه باستخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بتصحيح مسار الثورة وتصحيح الدستور المقر وكف أيدي الإخوان عن العبث بمصر والابتعاد عن أخونة الدولة واحترام إرادة كل الشعب وليس جزءاً أو فئة منهم. محمد مرسي هدد وأزبد وأرعد في وجوه المصريين وقال إنه لن يتردد لحظة واحدة باتخاذ المزيد من التدابير التي تنهي حالة الفوضى كما سماها التي تعيشها مصر. ولم تمض 24ساعة من تهديده ذاك حتى طالب «الشورى المصري» بإقرار قانون البلطجة واعتبار «البلطجي» ليس له ثمن ودمه مباح. مرسي والإخوان المسلمون حولوا المتظاهرين السلميين وأحزاب المعارضة وقياداتها واعضاءها وأنصارها المطالبين بعدم أخونة الدولة وتصحيح الدستور حولوهم جميعاً إلى بلاطجة ليس لهم ثمن ودمهم مباح!.. قالها مرسي «إن مايحدث خروج عن الثورة» ليأتي نواب الشورى ويعززون قوله ذاك بوصف المتظاهرين بالبلاطجة ويطالبون بهدر دمائهم وتأكيداً لما صرح به عدد من قادة الإخوان في مصر أن لديهم نعوش تتسع للجميع وفي إشارة واضحة بأن الموت هو الرد لكل من يقف في طريقهم! هذا هو حال الشعب المصري في زمن الإخوان يجنون ثمار مازرعته أيديهم بعد أن اصبح لجلادهم صفة شرعية ودستورية وثورية تمنحه الحق في قتل المصريين المعارضين له والتنكيل بهم دون حسيب أو رقيب..