ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاخوان المسلمون في العالم العربي
نشر في براقش نت يوم 11 - 02 - 2013

سبعون سنة مرّت على تأسيس الاخوان المسلمين، وفعلياً ثمانين سنة، حاربوا في كل مكان، وأرادوا الوصول الى السلطة، وعندما وصل عبد الناصر الى السلطة مع الضباط الاحرار، اعتقدوا ان الضباط الاحرار سيفتحون المجال للاخوان المسلمين في مصر كي يعملوا. وكان انور السادات احد الضباط الذين ينتمون الى الاخوان المسلمين، وعندما تسلم الحكم كان اول رئيس جمهورية يسجن البطريرك شنوده في سيناء ويعطي الحرية للاخوان المسلمين. لكن ما ان انطلق في حركته باعطاء الاخوان المسلمين، حتى وقع ضحية اغتيال الضابط الاسلامبولي الذي قتله بالرصاص اثناء عرض عسكري كان يجري في ذكرى الجيش المصري. ومن وقتها لم يعد الجيش المصري يضع ذخيرة في سلاحه اثناء العروض العسكرية، ومنع ذلك الرئيس حسني مبارك شخصياً.
تسلم الرئيس حسني مبارك رئاسة الجمهورية وبادر فوراً بمحاكمة الاخوان المسلمين، وخاصة الضابط الاسلامبولي وبدأ الرئيس حسني مبارك بمطاردة الاخوان المسلمين، وأولى الجلسات كانت محاكمة الضابط الاسلامبولي الذي ينتمي الى الاخوان المسلمين. وصدر الحكم باعدام اسلامبولي، فقال له اسلامبولي لحسني مبارك انت كنت قرب الرئيس انور السادات وكان الرشاش بيدي، فأطلقت النار على الرئيس انور السادات، ولم اطلق النار عليك لاني لم ارد ان اقتلك، والان انت تقتلني. فتوقف الرئيس حسني مبارك كثيرا عند هذه النقطة، لكن قيادة الجيش المصري ضغطت كي يُعدم الرئيس حسني مبارك الضابط الاسلامبولي، لانه قتل رئيس الجمهورية.
وبعدها تابع الرئيس حسني مبارك حربه مع الاخوان المسلمين، فنصبوا له كميناً على طريق أديس أبابا، وفي أديس أبابا قرر اللواء عمر سليمان ان يأخذ معه في الطائرة الحربية سيارة مصفّحة للرئيس حسني مبارك. وعندما نزلوا من الطائرة صعد الرئيس حسني مبارك الى السيارة المصفّحة وانطلقت السيارة.
وبعد كلم، ومن خلال جسر فوق الاوتوستراد، أطلقت النيران على سيارة الرئيس حسني مبارك. فأعطى الرئيس حسني مبارك أمره بإدارة السيارة والعودة فوراً الى المطار. وفي المطار، كان طاقم الطائرة جاهز بأمر من اللواء عمر سليمان، فصعدت السيارة المصفّحة الى قلب الطائرة وأقلعت فوراً دون أن يحضر الرئيس مؤتمر أديس أبابا.
واشتعلت الحرب بين الاخوان المسلمين وبين الرئيس حسني مبارك، فقتلوا وزير الداخلية ثم قتلوا رئيس مجلس الوزراء، لكن الرئيس حسني مبارك شنّ حرباً ضروساً قوية ضد الاخوان المسلمين، وكان رأس الحربة فيها اللواء عمر سليمان.
كن الاخوان المسلمين تابعوا حربهم بتفجير السيارات خاصة على طريق الاهرام، وبعد قيام نقمة عليهم من الذين يعملون في السياحة في شرم الشيخ وفي الاهرامات، ويؤجّرون الجمال، وبعد توقّف عملهم وازدياد الفقر بينهم، قاموا بمظاهرات في القاهرة وفي الصعيد وفي الأقصر، مطالبين بوقف العمليات في مناطق السياحة. وازاء الضغط الشعبي، توقف الاخوان المسلمين عن حربهم ضد الرئيس حسني مبارك، لكنهم ركّزوا عليه لقتله.
وفي يوم خميس بتاريخ 8 نيسان كان الرئيس حسني مبارك يغادر منزله ذاهباً الى قصره، لأنه كان يحب منزله الأساسي، وهو فيللا بيضاء، مكوّنة من طابقين ويرتاح فيهما، ووصل اللواء عمر سليمان، وقال له أنا غير مرتاح، أقترح عليك تغيير السيارات. فسمع الرئيس حسني مبارك النصيحة. وقال بتغيير السيارات، وانتقل من السيارة الثانية الى السيارة الرابعة. وبعد سير السيارة لمدة 10 دقائق، انفجرت السيارة الثانية التي كان بداخلها الرئيس حسني مبارك، لو استمر في البقاء في الموكب كما كان مخططاً. ففرح الاخوان المسلمين وبدأوا يطلقون النار في القاهرة، فما كان من اللواء عمر سليمان الا ان بدأ باعتقالهم بعدما كشفوا وجوههم وأنفسهم، ووصل الاعتقال الى حدّ 7 آلاف من الاخوان المسلمين.
بعد اعتقال 7 آلاف من الاخوان المسلمين، جنّد الرئيس حسني مبارك قوة ضاربة برئاسة الفريق سامي عنان، الذي اصبح رئيساً للاركان، وكلّفه ضرب الاخوان المسلمين في كل المناطق، وأعطاه قوة من 55 ألف جندي، مهمّتهم ضرب الاخوان المسلمين في كل مصر.
وبالفعل، انتصر الفريق سامي عنان في مهمته وضرب الاخوان المسلمين ضربة قاضية جعلتهم يأكلون ضربة على عامودهم الفقري. فوقعوا أرضاً وبدأوا بالاستسلام.
وبعد ذلك، انتهت الاحداث في مصر، وانتقل الرئيس حسني مبارك الى شرم الشيخ، واقام قصره الرئاسي في شرم الشيخ، وجلس بقربه اللواء عمر سليمان، وبقربه وزير الداخلية وكل القوى التي يحتاجها ويعطي الاوامر وكانت مساحة الارض تزيد عن 6 ملايين متر واما مساحة القصر فتزيد عن 4 الاف متر مربع. وبالتالي كان قصرا لا مثيل له، حتى ان الرئيس بوش عندما حضر الى شرم الشيخ وتفرّج على قصر شرم الشيخ والاراضي حوله والمياه كيف ترشّ على الخضار والاشجار قال له انا اتمنى ان أقضي تقاعدي في قصر من هذا النوع.
انتهت مهمة الفريق سامي عنان بضرب الاخوان المسلمين ضربة على عامودهم الفقري، ووجد الاخوان المسلمون انهم خسروا المعركة في مصر، فانتقلوا الى ليبيا، وبدأوا بمغازلة القذافي على قاعدة انه قذافي يستطيع الوقوف في وجه حسني مبارك، وان ليبيا ستكون قوة قادرة بوجه حسني مبارك اذا دخل اليها 100 الف من الاخوان المسلمين. كان غلطة القذافي انه سمح للاخوان المسلمين بالدخول الى مصر، وبدأوا يسيطرون ويتركّزون ويأخذون المراكز الرئيسية في ليبيا. وارتاح القذافي بوجود الاخوان المسلمين، وعلى اساسها اعتبر ان ليبيا ستكون دولة اسلامية، وعلى هذا الاساس فان وريثه هو نجله الاكبر، وأسماه سيف الاسلام. ويعني ذلك ان سيف الاسلام هو رئيس الجمهورية القادم.
وبعد انتقال الاخوان المسلمين الى ليبيا بدأوا نشاطهم وسيطرتهم على الوضع في ليبيا، ورأت الدول الغربية ان افضل فرصة هي حشد الاخوان المسلمين في ليبيا، وتجميعهم هناك، ومن ثم ضربهم ضربة قاصمة بالطيران، وجهّزت فرنسا 75 طائرة من نوع رافال، كذلك جهّزت بريطانيا 60 طائرة من نوع هاريير، كذلك جهّزت الولايات المتحدة 100 طائرة من طراز ف16، وبموجب هذا التفويض الذي اخذوه من مجلس الامن، ضربت القوات التابعة لحلف الناتو الاخوان المسلمين ضربة قاضية، وكانت مصيدة حقيقة للاخوان المسلمين في ليبيا، الذي شجعت الدول الاجنبية القذافي على استقبالهم فجمع عنده اكثر من 150 الف من الاخوان المسلمين، وحضّرت دول الناتو قراراً من مجلس الامن لحماية المدنيين، وعلى هذا الاساس، قام الطيران الاميركي والبريطاني والفرنسي بغارات لا مثيل لها.
واذ ذاك، سقطت القوى التابعة للاخوان المسلمين تحت قنابل طائرات حلف الناتو. واصبح حلف الناتو يتمتع بقوة كبيرة في ليبيا واعتبرت روسيا ان مجلس الامن سمح لحلف الناتو بحماية المدنيين لكنه لم يسمح له باحتلال ليبيا كما فعل. انما حلف الناتو طعن روسيا ولذلك روسيا من بعدها لم تعد تقبل اي قرار في مجلس الامن الا اذا كان واضحاً لديها ولذلك فهي تدعم سوريا دعماً كاملاً لانها شريك لها وثانياً لانها لا تسمح للغرب بأن تخدعها مرة ثانية في سوريا.
انتقل الاخوان المسلمون الى المغرب، لكن ملك المغرب اغلق الابواب عليهم، فانتقلوا الى تونس، وفي تونس تجمّع حوالي مليون ونصف من الاخوان المسلمين الذين جاؤوا من مصر ومن المغرب ومن ليبيا وفي تونس، وجاؤوا من اليمن، ومن دول اخرى. واندلعت الحرب الطاحنة بين الاخوان المسلمين والجيش. لكن الجيش قرر عدم المواجهة مع الاخوان المسلمين من اجل زين العابدين.

الرئيس زين العابدين المخلوع من تونس، فابلغوه ضرورة السفر خلال ساعات من مصر الى بلد آخر.
قدم زين العابدين رسالة مستعجلة الى الرئيس الفرنسي طلب منه السماح باللجوء الى فرنسا، فأجابت فرنسا بالرفض، لان هنالك 3 ملايين تونسي سيبدأون بالتظاهر في فرنسا ضد وجود زين العابدين، ثم قدم طلب الى الجزائر، فرفضت الجزائر ايضاً، اخيراً وبعد استغاثة قدمها الى الملك عبدالله، ملك السعودية، وافق على مجيئه الى السعودية شرط ألا يقوم بأي عمل سياسي، فوافق زين العابدين قبل ان تطلّقه زوجته، وجاء الى السعودية، وسكن فيها.
أما أصهرة زين العابدين، وعائلته فتم اعفاؤها من مصادرة الاموال. وعند هذا الحدّ، توقفت ملاحقة زين العابدين.
سيطر الاخوان المسلمون على تونس، وتونس معروفة بعلاقتها مع الموساد، ومعروف ان قيادة الموساد في المغرب موجودة في تونس، وهي التي كانت تحمي النظام، وعندما ضربت الطائرات الاسرائيلية مقرّ المنظمة لتحرير فلسطين، كان الرئيس ياسر عرفات قد غادر قبل 10 دقائق مركزه بقيادة منظمة التحرير وجاءت الغارة الاسرائيلية بعد التأكد من مخابرات الموساد والمخابرات التونسية انه غادر، وقُتل في قلب مجمّع مجلس التحرير الفلسطيني أبو إياد، وقُتل اكثر من 10 قادة فلسطينيين رئيسيين.
اما وديع حداد، الرأس المدبّر في عملية ميونيخ، والذي كانت الموساد تلاحقه، فلم تستطع الوصول اليه لانه كان لا يخرج من الشقة ويبقى فيها. لكن جهاز الموساد عرف ان وديع حداد يحب الشوكولا جداً، فاستطاعت ايصال الشوكولا الى دارته وسمّمت كل الحبوب، لكن الحبوب لا تعطي مفعولاً الا مرضاً بعد شهرين، وقامت الموساد بذلك عن قصد كي لا يموت أحد من الشوكولا وتظهر الفضيحة. لذلك أبقت مدة السمّ لمدة شهرين.
وتناول وديع حداد حبّة الشوكولا وأكلها، ثم تناول الثانية وأكلها، وانتصر الموساد لأنه عرف ان وديع حداد يأكل الشوكولا، وعرفوا ذلك من النفايات اذ اخذوا علب الشوكولا ودرسوا بداخلها الفحص الجيني، ومن خلال فحص الجيني، حيث يبقى بعض الترياق من الفم، فأكدوا ان وديع حداد اكل الشوكولا. كذلك تأكدوا من الخادم الذي هو داخل المنزل. وبعد شهرين مات وديع حداد واحتفل الموساد بقتله.
لم يتحرّك الرئيس زين العابدين ازاء مقتل وديع حداد في تونس، بل كان حليفاً للموساد، ويعمل معهم لانهم هم ضمانة النظام في تونس، ولأن الجالية الاسرائيلية هي الجالية الأكبر في تونس.
انتقل الاخوان المسلمون باتجاه الاردن، لكن ملك الاردن ضربهم ضربة قوية، وجاءت الضربة اثناء مظاهرة في الشارع الرئيسي لعمان، واعتقد الاخوان المسلمين ان باستطاعتهم في ضوء الاجواء ان الحرية التي اعطاها الملك عبدالله الثاني في الاردن، ان المظاهرات مسموحة لهم، فاذا به ينقضّ عليهم بالهراوات والعصي ويقوم الجيش الاردني من بدو بضربهم ضربة قاسية لم يخرج واحداً منهم سليماً وقادراً على المشي. عندها قرر الاخوان المسلمين منذ سنتين ونصف التوجه الى سوريا.
وفي سوريا، بعد حادثة حماة، هرب الشباب السوري من السنّة والذين هم من الاخوان المسلمين الى السعودية والكويت والامارات ودول الخليج، وأسكنتهم دول الخليج هناك، وبعضهم قاتل الى جانب صدام حسين ضد ايران. وارتاحت دول الخليج لوجود 400 الف سوري سنّي بينها، وهؤلاء يشكلون ضمانة للخليج، ولأنهم عناصر بشرية قادرة على القتال ضد ايران، وفي ذات الوقت يستطيعون الدخول الى جيش الخليج، كونهم عرب وسوريين، وينتمون الى الاخوان المسلمين.
انطلق الاخوان المسلمون في سوريا وكانت المخابرات السورية لا تعرف المخطط الذي تم تحضيره ضدها، فجرت المظاهرة الاولى تقريباً منذ سنتين و10 ايام، واصطدم المتظاهرون مع الشرطة السورية، واعتقد بديع نجيب ابن عمة رئيس الجمهورية ان الحادث عادي، ومثل العادة يعالجه مع زعماء العشائر، فاجتمع معهم ولم يتفق على شيء.
اذ ذاك وفي اليوم الثاني، قرر العقيد ماهر الأسد ارسال قوة من الفرقة الرابعة الى منطقة درعا، وطلب من اللواء الذي ذهب ان يقمع كل شيء. وبالفعل قمع اللواء من الفرقة الرابعة كل شيء، لكن ما الذي حصل، ان الذي حصل ان اهالي درعا انتقلوا الى الجبال، والى ريف درعا، ودرعا وريفها تبعد نصف ساعة عن المدينة، واندفاع القرى في درعا يصل الى 1200 متر، وهناك بلدات قوية لدرعا يسكنها البدو والعشائر ويقاتلون حتى النهاية. حتى ان سلاحهم مزوّد من الجيش السوري كي يقاتلوا الى جانب النظام.
تغيّر الوضع في اليوم الثالث، وقرر الرئيس الاسد ابدال ابن عمته بديع نجيب بضابط آخر في درعا، لكن درعا حضّرت لمظاهرة ثانية، ووردت البرقية الى القصر الجمهوري ان درعا تتحرك مجدداً بمظاهرة قوية ضد الجيش والشرطة. عندها اعطى الرئيس الاسد امراً بضرب المظاهرات وتجميدها.
واذ ذاك، نزلت الفرقة الرابعة الى درعا، وسيطرت على الوضع سيطرة تامة، لكن خلال الليل كانت في الزواريب مجموعات من حرب العصابات تهجم على الشارع الرئيسي وتطلق النار ثم تختفي في الزواريب. وهذا امر جديد على الجيش السوري، وهو الجيش الذي حارب دائماً بصورة تقليدية، أي دبابة ضد دبابة، مدفعية ضد مدفعية، طائرة ضد طائرة، لكنه لم يواجه في تاريخه حركة الاخوان المسلمين يخترقون في الشوارع الداخلية، ويطلقون النار بعد منتصف الليل على دوريات الجيش ثم ينسحبون.
لم تصدق القيادة السورية هذا الامر، وقررت انه عليها التحرك بقوة، فأرسلت مرة ثانية الفرقة الرابعة وضربت بقوة، لكن حرب الاستنزاف وحرب القتال وحرب العصابات استمرت.
سمح الرئيس الأسد بتظاهرات سلمية، على اساس ان الحل يأتي من خلال ترك الناس تتظاهر، لكن مظاهرة ظهرت في حماة، حضرها نصف مليون متظاهر، وخطب فيهم شيخ مطالباً باسقاط النظام وهذا الشيخ له شقيقين قُتلا في حماة، وابنه ايضاً قُتل في حماة.
تحرّك الامن السوري كله، وبدأت مرحلة جديدة، وهذه المرحلة هي مرحلة باب عمرو، ففي باب عمرو، حفر الثوار خنادق تصل من باب عمرو في حمص الى الحدود مع لبنان، وعبر هذا المسلك استطاعوا تهريب الفرنسية الصحافية الى لبنان. واستطاعوا الحصول على الذخيرة الى ان بدأت معركة باب عمرو وبدأت الدبابات السورية بقصف باب عمرو لتدميره، معتبرة ان الفرقة الرابعة قادرة على ضرب باب عمرو، وان باب عمرو كناية عن اعمدة لبنايات يمكن تهديمها.
قصفت الدبابات طوال شهر كامل منطقة باب عمرو، ولم تستطع الدخول اليها، لكن بالنتيجة سقط باب عمرو وتشرّد الاهالي وذهبوا الى حمص، وحمص عدد سكانها 650 الف نسمة مبدئياً.
وعلى هذا الاساس، قام المقاتلون في باب عمرو بالاختباء خلف الابنية المدمّرة، وكانوا يقومون بحرب ليلية على الجيش السوري النظامي، وفي النهار يختبئون ولا يقومون بأي عمل.
وخلال النهار يقوم الجيش السوري بالتفتيش عنهم، لكن في حمص هنالك قلاع ومغاور تحت الارض من الصعب كشفها.
على كل حال، دخل الجيش النظامي السوري منطقة باب عمرو وسيطر عليها، لكن باب عمرو كانت جزءاً من حماة.
والاهم ان ريف باب عمرو يحتوي قريتين قويتين للغاية، وهما الرستن وتلبيسة، ففي الرستن خاض الجيش السوري أعنف معركة ضد الجيش السوري الحر، وضد المتمرّدين من حاملي السلاح، وقام الجيش السوري بأكثر من 9 مرات باحتلال الرستن وضربها وعند الليل كان ابناء الرستن يعودون الى بيوتهم والى معاقلهم ويقاتلون.
ضربت الطائرات قرية الرستن، ثم انتقلت الى ضرب بلدة تلبيسة، وهكذا تم فتح جبهتين، جبهة الرستن وجبهة تلبيسة، اضافة الى جبهة حماة، لكن المعارك الشهيرة حصلت في بلدة الرستن، وحاول الجيش النظامي السيطرة على الرستن، لكنه لم يستطع رغم محاولته اكثر من 10 مرات.
وفي آخر مرة سيطر الجيش السوري على الرستن، ورفع علمه عليها، الا انه في الليل، كانت عناصر الجيش السوري الحر والمقاومين المسلحين يرفعون علم الجيش السوري الحر والمعارضة في قلب الرستن ويعلنون ان الجيش النظامي لم يسيطر على البلدة.

طلب الجيش السوري الحر والمعارضة من مراسل الصحيفة الاميركية ان يأتي الى الرستن ويرى الحقيقة، وبالفعل، عندما وصل اخذ صورة لساحة القرية، وفي ساحة القرية، كان هنالك عناصر من المعارضة ولم يكن يوجد جيش نظامي سوري.

كتب تقريره بأنه ذهب الى الرستن ولم يجد عناصر من الجيش النظامي السوري. فتقرر ترحيله وإبداله بمراسل آخر، وهذا الذي حصل.

واستمرت المعركة في الرستن لمدة شهرين دون ان تتوقف الى ان اصبحت الرستن رماد ولم يعد فيها منزل صالح كما ان الحرائق كانت تندلع في المنازل بشكل ان كل بيت تمرّ عليه القوى المسلحة ترمي فيه مادة وتحرقه ولا يعود صالحاً للسكن.

انتقلت المعركة بعد رستن الى بلدة تلبيسة، قام الجيش السوري بتطويق بلدة تلبيسة وقصفها بالمدافع والدبابات، وعبثاً حاول السيطر على تلبيسة، فلم يجد وصولاً الى هذا الامر لان المعركة كانت عنيفة للغاية. ورفض أهل تلبيسة الخروج من البلدة وقرروا القتال فيها. وحصلت معارك عنيفة للغاية، لكن اهل تلبيسة صمدوا، انما الجيش السوري الحر بالنتيجة اجتاح بلدة تلبيسة بقوات كبيرة من الفرقة الرابعة التي يقودها العقيد ماهر الاسد، وسيطر عليها.

لكن في المساء، ومثل العادة، قام الجيش السوري الحر ومجموعات مسلحة بمهاجمة الجيش النظامي في ساحة البلدة وفي المناطق المكشوف فيها.

في هذا الوقت، حضر مرشد الاخوان المسلمين الى سوريا، واختبأ في مكان لا يعرفه أحداً، وبدأ باعطاء الفتاوى، وأول فتوى هي السيطرة على سوريا وقتل كل جندي نظامي يقف في وجه الاخوان المسلمين.







وفي المقابل، قام حزب الله بارسال قوة تابعة له لحماية مقام السيدة زينب، عليها السلام.

بدأ التسلّل من لبنان الى سوريا، فحشدت سوريا لواء مدرّعاً وهددت بأنها ستدخل شمال لبنان، وعندها لن تخرج قبل اعتقال المسؤولين، سواء من النائب خالد الضاهر الى البقية.

اذ ذاك، أوعزت دول الخليج بعدما تلقّت المعلومات بأن على سنّة عكار وشمال لبنان عدم التسلّل الى الأراضي السورية، وطلبت منهم التوقف عن هذا الامر لأن حرباً سورية – لبنانية ستحصل.

في هذا الوقت، كان الاخوان المسلمون يواصلون تحركهم في سوريا، ورأوا ان نوعاً من مؤامرة دولية تجري ضدهم، فتركيا اعتقلت العقيد رياض الاسعد واعضاء المجلس العسكري كله من دون سبب ومن دون ان تعطي اين هو، في السجن، ام في الاعدام، أو في أي مكان.

ثانياً، منعت تركيا تزويد المسلحين بأي سلاح عن طريق تركيا.

ثالثاً، اقفلت تركيا كل ابوابها بين سوريا وتركيا. ولم يعد اللاجئون في سوريا قادرين على الذهاب الى تركيا لان الابواب مغلقة. وقالت تركيا انها لا تستطيع استقبال اكثر من 100 الف لاجىء سوري.

في هذا الوقت، ابلغ ملك الاردن الرئيس الاسد انه يتعاطف معه وانه ليس مع الاخوان المسلمين، وانه يقدّر المياه التي تعطيها سوريا للأردن، وهي مياه دجلة، لأن الأردن لديه فقر في المياه، وبحاجة ماسّة لنهر دجلة، وسوريا تقدّم 90 مليون متر مكعب يومياً من المياه الى عمان، اي ما يروي عمان كلها.
وقال له لقد اكتشفت شبكات من الاخوان المسلمين تعمل ضدكم، لن اسلمكم اياها لكن سأحاكمها في الاردن وامنع اي نشاط لها.
لم يتأثر الاخوان المسلمين بهذا الامر وأكملوا حربهم، وانتشروا خاصة في منطقة اريحا التي هي في ريف ادلب، ثم ادلب، ثم معرّة النعمان، ثم جبل الزاوية الذي يتصل بتركيا، وقرروا التحصّن في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، والتي كانت تاريخياً معقل للاخوان المسلمين.
وبعدما كانت قطر تعطي المقاتلين اموالاً توقفت عن اعطاء الاموال، كما ان الجيش السوري الحرّ تلقّى ضربة قاصمة على عاموده الفقري، عندما تم قطع الاموال عنه، ذلك ان الجندي او الضابط المنشقّ كان يذهب الى تركيا ويسجّل اسمه، وفي آخر كل شهر كانت قيادة الجيش السوري الحر ترسل مع موفدين رواتب الجنود الذين سجّلوا اسماءهم. فوجد الجيش السوري الحر نفسه من دون رواتب ومن دون قيادة. لكن كان الجيش السوري الحر امام امرين، إما الاستسلام وبالنسبة اليه يعني الموت، وإما الاستمرار في القتال، فاستمر في القتال. وقاتل وما زال يقاتل، فيما عسكرياً الجيش النظامي السوري يسيطر على كل المناطق ولا يسمح للاخوان المسلمين بالسيطرة على منطقة لهم، ويمنعهم من ذلك لان قيام اي منطقة تحت نفوذ الجيش التابع للاخوان المسلمين، فان ذلك يعني بداية هزيمة الجيش.

لم يستطع المسلحين والجيش السوري الحر من السيطرة على منطقة كي تكون لهم حماية فيها، ووضع الرئيس الاسد استراتيجية، انه في حال يستطيع الجيش السوري الحر اقامة منطقة، فانه يستعمل الطيران.

ما ان استعمل الرئيس السوري بشار الاسد الطيران حتى قامت دول الناتو تقول بأن الطائرات الحربية تقصف المدنيين ويجب التحرّك، وعندها ردّت روسيا بالقول ان لا احد يستطيع اجراء حرب ضد سوريا، وان موسكو ستدعم دمشق وهي تدعمها، وقد ارسلت لها سلاحا، لكنها لم ترسل سلاحاً هجومياً، بل ارسلت ذخيرة يحتاج اليها الجيش السوري.

ثم ظهر الموقف الصيني المؤيّد لسوريا، اما الموقف الكبير فسجلته ايران. ايران تستطيع اجتياح سوريا خلال ساعات، لكن ايران وقفت وقفة قوية وابلغت تركيا ان اي دخول على الاراضي السورية يعني الحرب مع ايران، ولم تكتفِ بأن قالت ذلك للقنوات الديبلوماسية السرية، بل قام جليلي وقام صالحي قائد الحرس الثوري الايراني باعلان بأن قوات الباسيج المؤلفة من 900 الف جندي، جاهزة لعبور العراق متوجهة الى سوريا لضرب تركيا والقوى التي تقاتل النظام السوري.

عندها عرفت تركيا ان عليها خوض معركة عنيفة جداً ضد ايران، وتركيا تتحضّر للانتخابات، ويتحضّر حزب التنمية والعدالة الاسلامي المعتدل الذي يرأسه اردوغان والرئيس غول الى انتخابات جديدة. ولذلك فان اي حرب تقع مع ايران لن تفيد حزب التنمية والعدالة بل سيخسر المعركة. لذلك توقفت تركيا أولاً، لان اميركا طلبت منها عدم التدخل في شؤون سوريا، ثانياً، لان الصين وقفت ضد تركيا، ثالثاً، لان ايران اعلنت انها ستفتح جبهة ضد تركيا، رابعاً، لان حزب الله اعلن انه في حال ضرب سوريا فان الصواريخ الموجّهة الى اسرائيل قد تضرب تركيا من لبنان. وان صواريخ حزب الله الموجودة في الهرمل هي على مسافة 22 كلم من حمص وتلكلخ، ولذلك توقفت تركيا عن اي تحرك ضد سوريا.

على هذا الاساس، تجمّدت الاوضاع والاهم ان موسكو قالت لا حرب على سوريا. وان الحل السياسي هو وحده الحل، وان لا حل بالحرب، وقال ان الحل الوحيد المقبول من موسكو هو ان تجلس المعارضة والنظام ويتفاوضان، وغير ذلك، غير مسموح، لان الخديعة التي حصلت ضد روسيا في ليبيا، لن تتكرر مرة ثانية.

حسّن موقفه الدكتور بشار الاسد، وبعد أحداث مصر وما قام به الاخوان المسلمين وبعد احداث ليبيا، وما قام به الاخوان المسلمين من قتل السفير الاميركي في ليبيا، كذلك ما حصل في المنطقة، جعل وزيرة خارجية اميركا تقول ان الذين أوصلناهم الى الحكم ليس عندهم خبرة. ولذلك وجّهت كلينتون أكبر انتقاد الى دول الربيع العربي.

وفيما كانت واشنطن تحتفل بأنها غيّرت انظمة 4 دول، هي مصر وتونس واليمن وليبيا، فان الربيع العربي نجح في تغييرات اساسية في العالم العربي واصبح هنالك حرية من خلال الصحافة ومن خلال تعدّد الاحزاب، ومن خلال حرية السفر وفتح الابواب امام الشعوب كي تتحرك.

على هذا الاساس، يخوض الان الاخوان المسلمين حرباً مستميتة ضد الجيش السوري النظامي، معتقدين ان بقدرتهم يستطيعون اسقاط النظام السوري، لكن الجيش النظامي السوري أقوى بكثير من إسقاطه. كما ان الجيش السوري أبدى كل تعاون وكل ولاء للرئيس بشار الاسد، وحتى الذين انشقّوا عن الجيش ليس لهم مراكز هامة في الجيش السوري، بل هم اداريون وتقنيون وليس لهم إمرة بيادة لواء، او إمرة لبقيادة فوج او فرقة عسكرية. لذلك لم تهتز قيادة الجيش النظامي لهذا الانشقاق الذي حصل.

يتابع الان الاخوان المسلمون حربهم الضروس ضد الجيش النظامي السوري وضد النظام ككل، ويريدون تغييره، لكن بعد مرور سنتين من 15 آذار 2001 الى 15 آذار 2013، لم يستطع الاخوان المسلمين تحقيق انتصار على الارض، ولذلك وصلوا الى حالة يائسة. لكنهم ارتاحوا الى انتشارهم في كل المدن السورية، وانهم لن يتركوا الجيش السوري يسيطر مرة ثانية عليهم كما سيطر في حماة.

وفي ذات الوقت، تقوم قيادة الجيش السوري بتحضير خطة لضرب الاخوان المسلمين، على أساس أنهم أعداء للنظام وأعداء للبلد، وانها ستقوم باعتقالهم وسجنهم ومحاكمتهم وحتى اعدامهم، لانهم برأيها خانوا الوطن.

المعركة في سوريا طويلة، وليست قصيرة، فهنالك حوالي مليون من الاخوان المسلمين يقاتلون في سوريا، لكن ليس عندهم دبابات او اسلحة يقاتلون بها، كذلك فان الجيش السوري النظامي يملك اسلحة يستطيع بها ضرب الاخوان المسلمين وردعهم عن السيطرة على أي مركز على الاراضي السورية.

ثم ان الاخوان المسلمين انتظروا انه بعد انتصار الاخوان المسلمين لمصر فستصلهم مساعدات من مصر، لكن مصر تجاهلتهم ولم تقدم لهم اية مساعدة، وكانوا يعتمدون على تمويل قطر، فجاء قرار الخليج بوقف المساعدة من دول الخليج للاخوان المسلمين. ثم اعتقد الاخوان المسلمين ان العالم الاسلامي سيهبّ للقيام بمساعدتهم، فاذا بالاخوان المسلمين في العالم العربي لا يتحركون ولا يقومون بمظاهرات في القاهرة وعمان والسعودية والدول العربية دعماً لهم، بل تمّ تركهم لوحدهم.

وهنا شعر الاخوان المسلمون انهم لوحدهم، ولم يروا مظاهرة عربية واحدة تؤيّدهم، او تدافع عنهم، أو تدين القتل الذي يجري ضد الاخوان المسلمين.

وفي هذا المجال، شعرت القيادة لدى الاخوان المسلمين، انها مرة جديدة ذهبت ضحية اللعبة الدولية. وقام الاخوان المسلمون باتهام النظام السوري بأنه حليف اسرائيل، وبأن اسرائيل هي التي غيّرت الموقف الدولي من اجل ان تدافع عن سوريا.

هنا تقع اللعبة الدولية، موسكو لا تقبل بشنّ حرب على سوريا، بل تقول يجلس النظام ويجلس المعارضون ويتحادثون ويصلون الى حل، وفي حال عدم وصولهم الى حل، فان موسكو ستقف ضد الطرف الذي يعاند حتى لو كان الرئيس بشار الاسد. واذ ذاك ستكون سوريا من دون اي دعم دولي.

واشنطن وافقت على هذا الاقتراح، وسمعت كلاماً من لافروف وزير خارجية روسيا ان هذا الحل الوحيد الذي تعتمده موسكو، فوافق على الحل، ووافقت كلينتون على الحل، خاصة ان كلينتون ستذهب بعد ايام الى المنزل، وان ادارة اوباما لا تريد الحرب وهي انسحبت من العراق، وتنسحب من افغانستان، ولا تريد البقاء في اي دولة، ولا تريد الدخول في المستنقع السوري.

اما الدول الاوروبية فتعتبر ان الضغط على سوريا سيضعف ايران نووياً، وان الملف الاساسي ليست سوريا، بل الملف الاساسي هو ايران واحتمال نقل ايران صواريخ تصل الى الفي كلم، اي تصل الى قلب فرنسا وحتى الى لندن، ووضعها في الاراضي اللبنانية، وعلى الشاطىء اللبناني وفي الجبال اللبنانية، في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله.

هنا طرحت آشتون المنسقة الاوروبية العامة، ان على لبنان ان يتعهد بمنع وجود اي سلاح ايراني على ارضه، وفي ذات الوقت، عدم نزع سلاح حزب الله كله، بل نزع الصواريخ البعيدة المدى.

حزب الله رفض نزع سلاحه لا البعيد ولا القريب، وفي ذات الوقت ابلغ انه لا يمون على ايران وما تفعله ايران. والحكومة اللبنانية مسؤولة عن العلاقات مع ايران والصواريخ الايرانية. واوروبا تعتبر انه مثلما اوصلت ايران 40 الف صاروخ الى الحدود مع اسرائيل، يمكن ان توصل صواريخ بعيدة المدى الى لبنان، وان العماد ميشال عون لن يعارض ايصال الصواريخ الايرانية، لانه زار ايران واجتمع بالرئيس احمدي نجاد، وكان على اتفاق استراتيجي كامل. وعلى هذا الاساس، تقف اميركا ضد العماد ميشال عون.

ثم ان حزب الله يوافق على الصواريخ الايرانية، وهو قادر في مناطق الجنوب والبقاع الغربي والبقاع الشرقي الشمالي والبقاع الشرقي الغربي على وضع صواريخ في مناطق الهرمل وبعلبك وسهل البقاع وصولاً الى مناطق الجعافرة في جرد عكار، وبالتالي، يمكنه ايضاً وضع صواريخ في جرد جبيل، حيث يوجد قرى شيعية كاملة.

الدول الاوروبية وضعت كل ثقلها لمنع سوريا من الاستمرار في التحالف مع ايران، لكن سوريا التي احتاجت امس الى المال، وتلقّت 3 مليارات من ايران، دفعة واحدة، حافظت على الليرة السورية التي وصلت الى 105 ليرة مقابل كل دولار، فأنزلت السعر الى 82 ليرة لكل دولار، بفعل المساعدة الايرانية.

كذلك فان فيصل المقداد ذهب الى الصين وعقد اتفاقاً مالياً لم نعرفه، ولكن يقال ان سوريا ستقدم كل اسبوع 250 ألف طن من الفيول الى الصين مقابل ان تقدم الصين 11 مليار دولار دعامة للاقتصاد السوري. وتستردّ المبلغ عبر شراء الفيول من سوريا.

أما القوة المالية الحقيقية والمنظمة فهي حزب الله، وحزب الله لديه ميزانية يتقيّد بها حرفياً، ولا يصرف منها أكثر من قرش واحد، وهنالك موازنة للمقاتلين، وموازنة للذخيرة، وموازنة للادارة، وموازنة للمساعدات، وكله مسجل ولا يزيد ولا ينقص قرش واحد، حتى ان الامين العام لحزب الله لا يستطيع صرف اموال اضافية، الا اذا وافق مجلس الشورى على ذلك، وهذا ناتج عن فتوى دينية اتخذها مجلس الشورى في حزب الله والتزم بها الامين العام لحزب الله.

في هذا المجال، تجمّدت الاوضاع، حماس هي من حركة الاخوان المسلمين، وانفصلت عن حركة الاخوان المسلمين سنة 1993، لكن هي من الاخوان المسلمين، انما تغيرت سياستها بعد ان تلقّت أموال من ايران، وإثر قيام ابو مازن بمنع رئيس وزراء فلسطين اسماعيل هنيّة من الدخول الى فلسطين وجلوس اسماعيل هنيّة على الرصيف، مما أهانه جداً، فأدى ذلك الى التعاطف مع اسماعيل هنيّة. كذلك فان حركة حماس اصبحت حركة غير عادية ولديها القدرة على ضرب صواريخ من غزة الى تل ابيب الى القدس الشرقية، وهي مسافة طويلة جداً، اضافة الى ان حركة حماس اقامت مراكز لها في سيناء، لا احد يعرف اين هي. والسبب ان اتفاقية كامب دايفيد بين سوريا واسرائيل تسمح باعطاء الحق لمصر بتوزيع 750 جندي على كل سيناء، بينما يسمح باعطاء اسرائيل الحق الكامل في غزة وحتى الوصول الى 100 الف جندي. لذلك حماس موقفها هو مع ايران ومع حزب الله، واذا اندلعت حرب صواريخ سنجد ان حماس ستقف الى جانب حزب الله وايران وسوريا والدول التي تضرب الصواريخ.

اميركا استشعرت الخطر فقررت تركيب صواريخ باتريوت لصدّ الصواريخ الايرانية والصواريخ السورية، وتركيا جهّزت نفسها لحرب قوية قد تقع مع ايران، علماً أن تركيا دولة قوية للغاية من ناحية أن مخزون السلاح النووي الذي وضعته اميركا في تركيا هو 250 قنبلة نووية، وهذه القنابل النووية موزعة على كل الاراضي التركية وتستطيع تركيا استعمالها ضد اعدائها في حال حصول اي هجوم على تركيا.

لكن هل ستستعمل تركيا السلاح النووي ضد ايران؟ قد يكون الجواب نعم، لان القنابل التي بحوزة تركيا هي قنابل صغيرة وتدمّر مدينة وليس اكثر.

على كل حال، المسألة تخص ايران وروسيا، فايران جهّزت اكثر من 6 آلاف صاروخ يحملون رؤوساً كيمائية، هم اقوى من المفعول النووي، اضافة الى ان روسيا ستمنع الحرب وتقف على الحياد لكنها تضع كل ثقلها لوقف الحرب.

في هذا المجال، ستستمر الحرب في سوريا، والاخوان المسلمين يرون الفرصة تاريخية لانهم انتشروا في حمص، في حماة، في حلب، في ريف حلب، في ريف حماة، في ريف دمشق، في بعض شوارع دمشق السرية الداخلية، وانتشروا ايضاً في درعا، وفي ارياف درعا، واصبحوا منتشرين في كل سوريا ومعهم سلاح غير فتّاك، لكنه سلاح فردي مثل البندقية والقنابل والاينرغا. ويعتبرون ان زمن الانسحاب والهرب بعد حماة الى دول الخليج قد ولّى، وسيقاتلون، وهنالك اطباء سوريين جاؤوا متطوعين الى سوريا ليعالجوا الجرحى خاصة من الاخوان المسلمين.

كذلك هنالك مئات الآلاف من الاخوان المسلمين الذين هربوا الى المانيا والذين هربوا الى الخليج والى مصر والدول العربية، سيعودون الى سوريا للقتال ضد الجيش السوري النظامي، ويراهنون انه في السنة الثالثة فان الجيش السوري النظامي سيتعب ويصبح قليل الحركة وغير راغب بالقتال وان الثوار ستزيل عزيتمتهم من خلال ضعف النظام.

ويشيرون الى ان شقيقة الرئيس مع عائلتها سافرت الى دبي، كذلك فان كل اقارب الرئيس بشار الاسد سافروا الى بيلاروسيا.

اما الرئيس بشار الاسد فهو لن يترك دمشق، وسيتابع المعركة حتى النهاية.

اول ليل امس، كانت الطريق في اوتوستراد المزّة عليها اناس ويتمشون مرّت سيارة واطلقت النار فهرب الجميع وشعر اكثرية الناس في دمشق بأنهم غير آمنين. وهذا فعلٌ لسيارة واحدة قد يوجد فيها شخصان او يوجد فيها اربعة اشخاص، لكن حركة من هذا النوع تجعل دمشق تعيش خائفة وأهاليها خائفين.

واذا كان الشهيد اللواء آصف شوكت هو الذي ضرب الاخوان المسلمين سنة 1981 وانهاهم، فانه لا يوجد ضابط بخبرته وشجاعته وقدرته الان ليقوم بهذا العمل. لكن مع ذلك يبقى في الجيش السوري النظامي ضباط يقاتلون حتى النهاية. وستكون المعركة حامية، وستكون المعركة منتشرة في كل سوريا، وهنالك مواقف قد تتقلّب، هل تركيا ستعيد فتح الحدود امام المسلحين، أم موقفها نهائي؟ هل روسيا قررت دعم النظام السوري حتى النهاية أم قررت اقامة علاقة مع دول الخليج، لانه في المؤتمر الاقتصادي الذي حصل تقدم الوفد الروسي من الوفد الخليجي والقى التحية عليهم ومدّ يده ليسلّم عليهم باليد، رفضوا التسليم عليه واداروا ظهورهم ومشوا، وظهر ذلك امام الجميع، وعندما تم سؤال دول الخليج عن سبب مقاطعتهم روسيا، اجابوا بأن روسيا تأخذ موقف ضد الاسلام ونحن لا نريد ان نتعاطى معها، والحل هو في تغيير موقف روسيا من سوريا، وطالما ان روسيا تدعم سوريا بهذا الشكل فاننا لن نفتح علاقة معها. كما اننا لن نقوم بشراء مواد سوفياتية.

تجدر الاشارة الى ان روسيا كانت الدولة السادسة في العالم من حيث الاموال والقدرة لديها، وكانت تصرف اكثر من 600 مليار دولار على بناء صواريخ للفضاء وعلى بناء دبابات واسلحة ومدفعية وطائرات وبوارج بحرية وغواصات، وذلك قبل سنة 1991.

وعندما جاء يلتسين وانهار الاتحاد السوفياتي بعد غورباتشيف، استلم الرئيس بوتين الحكم، واستلم بحيلة كبيرة عندما ابلغ الرئيس يلتسين ان عليه ملف تزوير موجود في المحكمة، وبالفعل فان الرئيس يلتسين كان قد ارتكب مخالفة في المحكمة شجعه عليها بوتين ومدياديف، فخاف يلتسين ولجأ الى بوتين، وقال له بوتين انا سأنجّيك من المرحلة لكن عليك ان تزيح وتسلّمني. اذ ذاك زاح يلتسين من رئاسة الجمهورية وسلم بوتين رئاسة الحكومة. وبعدما استلم بوتين رئاسة الحكومة قام بشبه انقلاب على الرئيس يلتسين واستلم الحكم واصبح رئيساً لجمهورية روسيا.


ومن الدولة السادسة قام بوتين بحفر اكبر بئر غاز في العالم. وتفوّق على قطر وعلى مجموع الدول كلها، ومدّ القساطل من روسيا باتجاه اوكرانيا، بيلاروسيا، المانيا، بلغاريا، رومانيا، والمهم انه وصل الى المانيا التي تستهلك اكبر كمية من الغاز، اي حوالي 180 مليار دولار في السنة من الغاز. ثم وصل الى فرنسا واعطى فرنسا الغاز، واصبحت اوروبا كلها تستعمل الغاز الروسي، وتقبض شركة الغاز الروسية اكثر من 1900 مليار دولار ثمن غاز فقط، لكن في زمن يلتسين كانت الشركة ليوبوف وهو صاحب شركة يهودية تملك النفط والغاز، فاتهمه اتهامات باطلة بأنه قتل أحد عماله، وأدخله الى السجن، وصادر شركة النفط والغاز التي يديرها، وحتى الان ما زال في السجن، ورغم تدخل اسرائيل وتدخل العالم كله، ما زال يضعه في السجن.

ثم انتقل بوتين الى مادة النفط، فقام بتأمين مصروف النفط في روسيا بنسبة 45 % وقام بتصدير 55 % الى الخارج. واشترت روسيا الذهب من اوروبا ومن العالم، وبشراء روسيا للذهب العالمي ارتفع سعره 3 مرات. وقام بوتين بتقسيم الجيش قسمين، فالجيش الروسي هو مليونين بالعدد تماماً، فأقام معامل ومحركات ومؤسسات وسلّم مليون جندي الانتاج واسمها المؤسسة العسكرية للانتاج.

ومعروف ان راتب الجندي الروسي ليس عالياً، اما المليون جندي الآخر، فقام بوتين بتدريبهم أفضل تدريب وجعلهم الجيش المقاتل.

وعندما غرقت الغواصة الروسية على عمق 75 متر، وكانوا بصحة جيدة ويوجّهون النداء ويسمعهم بوتين، عرضت أميركا وبريطانيا انقاذهم، فرفضت كي لا تعرف اميركا وبريطانيا اي سر عن روسيا. ومات ال75 جندي روسي ثم انزل بوتين شحنات مدمّرة وفجّر الغواصة كلها.

ثم حصلت مواجهات بينه وبين عناصر الشيشان، وكان المبدأ ان ثوار الشيشان يقومون باحتجاز رهائن ويفاوضون مقابل تركهم على الافراج عن المساجين من الشيشان، فرفض المبدأ، وعندما احتل حوالي 50 عنصر من ثوار الشيشان مسرح وأبلغوا من الداخل انهم يسيطرون على المسرح، ويريدون الافراج عن المساجين من الشيشان، ماطل بوتين 48 ساعة وبعد 48 ساعة، القى بغاز أدّى الى مقتل أشخاص يحضرون المسرح وهم أبرياء، وأدّى الى مقتل كل العناصر التي هاجمت المسرح، حتى العناصر التي بقيت طيّبة كان يقول لها وهو يطلق النار على رأسها، لن يرحمك الله، ويطلق النار عليهم وقتلهم جميعاً. وحاول ثوار الشيشان عدة مرات القيام بهذه العمليات الى ان يئسوا ورأوا ان الجيش الروسي لن يتراجع.

ثم قرر بوتين ادخال 700 الف جندي الى الشيشان، وهدم تقريبا 70 % منها، لانها بيوت قديمة وغيرها، وبعدها صرف 300 مليار لاعمار الشيشان على قاعدة ابراج عالية، وعلى قاعدة اوتوسترادات كبيرة، ومعامل متحسنّة، واصبحت الشيشان مثل نيويورك، حيث الابراج اعلى من ابراج نيويورك، ووصلت الابراج الى 112 طابق.

سيطر بوتين بهذا الشكل على الوضع، وعندما اصبح قوياً وقف في وجه اميركا، والوقفة القوية كانت عندما تجاهل الولايات المتحدة وجاء الى تركيا، وانذر تركيا بأنها اذا قامت بحرب ضد سوريا، فان روسيا ستتدخل في الحرب، وأرسل 112 سفينة، وهي المرة الاولى في تاريخ روسيا حيث يقوم 112 سفينة روسية بالمجيء الى البحر الابيض المتوسط. واعطى بوتين الاسطول السادس المؤلف من 55 سفينة اشارة الى انه مستعد للحرب، وسيحمي الشاطىء السوري كله. وقامت الطائرات الروسية من 3 حاملات جوية بالتحليق يومياً من الحدود مع تركيا الى الاردن، ومن الحدود مع العراق الى لبنان.

وهكذا انقذ بوتين سوريا من الحرب ومن الهزيمة.

ذهب وفد من الاخوان المسلمين الى روسيا، وسعت السعودية في زيارة الاخوان المسلمين الى موسكو، وهناك وقبالة الكرملين عندما استلم ستالين كان يوجد اكبر كنيسة في العالم ارثوذكسية مقابل الكرملين، وقام بهدم الكنيسة الارثوذكسية وحفر مكانها حفرة كبيرة واصبحت بحيرة ماء، وجعلها كذلك كي لا يعيد اعمارها احد، وعندما وصل بوتين افرغ البحيرة من الماء وأعاد اقامة الكنيسة كما كانت تماما قبل الهدم، وبذات الشكل وبذات الهندسة.

ثم عندما جاءه فريق الاخوان المسلمين بوساطة سعودية قائلين اذا اردت ان تحسّن علاقاتنا معك كدول خليج سعودية وامارات وكويت وغيرها، عليك ان تستقبل الاخوان المسلمين، فوافق بوتين على استقباله لهم. وعندما جلس على الطاولة قبالتهم، جرى حديث بينهم وبين بوتين، فتحدثوا عن الله الخالق الكون، وبعدها سألهم ماذا تريدون عبر حركتكم السياسية، فقالوا له نريد الشريعة الاسلامية. فقال لهم انا لا اريد الشريعة الاسلامية. فقالوا له نحن مؤمنون بالشريعة الاسلامية، ونعمل على اساسها، فوقف بوتين وصلّب على وجهه باسم الاب والابن والروح القدس وقال انتهت المقابلة.

وصل الخبر الى السعودية، فاعتبرته إهانة، فطلبت من السفير الروسي مغادرة السعودية، فردّ بوتين بطرد السفير السعودي من روسيا وبإغلاق كل المكاتب التابعة للسعودية، وأغلق المجال الجوي في وجه الطيران السعودي، واعتقل 112 مواطن سعودي من دون سبب، وقال لهم اذا اخطأتم مثل قطر عندما قتلنا رئيس الشيشان في قطر، وقمتم بعمل انتقامي ضدنا بتوقيف مواطنين روس مقابل 112 المواطن روسي الذين اعتقلوا فان ردّة الفعل ستكون عنيفة للغاية.

قامت السعودية باعتقال اكثر من 500 روسي، ولم تسأل عن طلب بوتين، ارسل بوتين 6 غواصات واوقفها قبالة الساحل السعودي، وبدأت تعترض كل سفينة تأتي الى ميناء السعودية، ولم يعد يسمح لاي سفينة سعودية او غير سعودية للوصول الى مرفأ السعودية.

تدخلت اميركا، تدخلت الدول فرفض بوتين البحث ورفض اي تفاوض، وقال قبل خروج ال500 روسي لن ابحث شيء.

وبعد 3 ايام افرج السعوديون عن 500 روسي، لكن بوتين بقيَ معنّداً ومعانداً واطلق السعوديون بعد شهر، وابقى الغواصات مدة شهر يضايقون السفن في ميناء السعودية.

وهكذا فرض شخصيته بوتين على العالم. طلب منه الرئيس بوش ان يزوره، فقال له نلتقي في مكان محايد.

اخيراً، هنالك حرب شرسة الان بين روسيا والاخوان المسلمين، والذي يعتقد ان الحرب هي فقط بين سوريا والاخوان المسلمين مخطىء، فالحرب الحقيقية هي بين الاخوان المسلمين السنّة وبين روسيا الارثوذكسية متحالفة مع الشيعة الايرانية.

هذا هو لبّ الموضوع، وهذا هو الصراع، الذي يحاول الاخوان المسلمون قيادته في سوريا، وتقف مقابله ارثوذكس روسيا وشيعة ايران. والمعركة جارية في سوريا، وطويلة الأمد، ولا أحد يعرف النهاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.