قلل خبراء اقتصاديون من أهمية الدور الذي أسهمت به قطر في دعم مسارات التنمية في اليمن باستثناء تمويل فعاليات وأنشطة ذات طابع إنساني في عدد محدود من المحافظاتاليمنية. وكشف الخبير الاقتصادي اليمني الدكتور سيف عبد الرحمن الشرجبي في تصريح ل«الخليج» أن قطر تراجعت وبدون مبررات وجيهة عن الإيفاء بتعهدات تنموية من أبرزها تمويل مشاريع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء حروب صعدة الست، والذي خصصت له الدوحة مبلغ «500» مليون دولار، لكنها تراجعت عن تعهداتها بدون أسباب واضحة حيث لم يقدم سوى جزء بسيط من إجمالي هذه التعهدات. ولفت الدكتور الشرجبي إلي أن الحوثيين تمكنوا من الحصول على مبالغ مالية من المنحة القطرية بشكل قسري عبر محافظ صعدة المعين من قبلهم «فارس مناع» والذي مارس ضغوطاً على صندوق إعادة إعمار صعدة وبرغم من ابلاغ وفد الوساطة القطرية آنذاك بهذا التجاوز، إلا أن الأخير تعامل مع هذا الانتهاك بتهاون مثير للريبة. من جهته أكد الباحث الاقتصادي أحمد عبد الله عثمان المقري، في تصريح ل«الخليج»، أن وفداً قطرياً برئاسة وزير الخارجية القطري السابق خالد بن محمد العطية، الذي يشغل حالياً منصب وزير الدفاع، رفض عقب مباحثات أجراها مع وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني الدكتور «محمد السعدي» في مايو 2013 التوقيع على المحضر الختامي للاجتماع، الذي تضمن تحديد مشاريع ملحة طلبت الحكومة اليمنية من قطر تمويلها، منوهاً بأن رفض الوزير القطري لم يرفق بتقديم أي مبرر. ولفت إلي أن قطر قدمت وعوداً هلامية لليمنيين من قبيل تأهيل عمالة يمنية في معاهد ومؤسسات قطرية متخصصة قبيل استيعابها في سوق العمل القطرية وتمويل مشاريع لبنك الأمل، الذي اقتصر الدعم القطري له على منحة مالية تبلغ مليوني دولار، قدمت بشكل شخصي وكتبرع خيري من قبل عقيلة أمير دولة قطر السابق.
ونوه بأنه وبالرغم من موافقة قطر على إنشاء مكتب تمثيل لمؤسسة «صلتك» القطرية بصنعاء، المتخصصة في تمويل المشاريع الإنمائية، إلا أن هذا المكتب لم يفعّل كآلية تمويلية للمشاريع القطرية المتفق عليها مع الحكومة اليمنية واقتصرت أنشطته على تمويل أنشطة وبرامج صغيرة وبسلة تمويلية متواضعة. وقدمت قطر في العام 2013 دعماً مالياً يبلغ 300 مليون دولار لإنشاء صندوق رعاية أسر شهداء الثورة الشبابية والشعبية، لاعتبارات تتعلق بكون الصندوق تم تأسيسه من قبل قيادات في حزب الإصلاح من أبرزهم «توكل كرمان القيادية في الحزب والحائزة جائزة نوبل للسلام والتي ترأس حالياً مجلس إدارة قناة»بلقيس» الممولة من قطر والتي تبث من تركيا.