"نحن لا نراهن على تزوير الصناديق بل على إرادة المواطن المزورة".. كنت أردد هذه الجملة عند لقاءاتنا مع المنظمات الدولية التي كنا نجتمع معها قبل الربيع العربي بأعوام عندما نقوم بتقييم الاداء الانتخابي في اليمن وكنت اقول ان المعارضة هي ايضاً كانت تنافسنا في هذا الرهان، وهي لم تسع في يوم إلى تصحيح المعايير الانتخابية في ذهن المواطن اليمني، بل تفاوضنا على التقاسم قبل الانتخابات كي نعمل معاً على تسيير إرادة المواطن المزورة، وبالأدوات ذاتها، شيخ القبيلة وشيخ الدين هم ادوات السلطة و المعارضة في هذا التزوير المعنوي للانتخابات اليمنية. وكان تفاؤلي غير محق عندما اعتقدت بأن هذه الثورة سوف تكتب نهاية لهذا التزوير الذي كان يمارس، ولكن بالنظر إلى الانتخابات الرئاسية التي شهدتها اليمن عقب الثورة -وهي التجربة الوحيدة حتى اليوم- نجد أن مجال التزوير المعنوي في الانتخابات توسع، فلم يعد تسيير السلطة والمعارضة فقط فيمن يمنح المواطن صوته، بل فرض قيد معنوي جديد في من يحق له الترشح، ومنع الانتخابات التنافسية. أعزائي في منظمات المجتمع المدني، توجهوا للمواطن حرروه وصححوا معاييره بدلاً من الوقوف أمام السفارات وأمام مقرات الأحزاب ومقرات القادة العسكريين والقبليين هذا إن كنتم صادقين.