بمجرد خروج الدعوة الرئاسية إلى الحوار في جنوب ليلى بن هدنة اليمن لحل أزمات البلاد استبشر الكل بقرب تعافي الجسد اليمني من أمراضه المتتالية، التي وصفتها تقارير دولية بأن الدولة اليمنية تسير في طريق الفشل، فالأزمات والجبهات المفتوحة تفرض على السلطة والمعارضة موقفا جديا يجعل من الحوار الوسيلة الوحيدة لإعادة التوازن للبلاد بما يساهم في لم شمل اليمنيين وحل خلافاتهم . الجميع يدرك أن التحديات التي تواجه البلد كثيرة. يضاف إلى الأزمة الاقتصادية التمرد الحوثي في الشمال وتململ في بعض المناطق الجنوبية. اتخذ التململ في الأشهر القليلة الماضية طابع مواجهات بين مجموعات باتت تدعو علنا إلى الانفصال من جهة والسلطة المركزية من جهة أخرى. ساهمت كل هذه العوامل في عودة اليمن إلى الواجهة. وزاد الوضع تعقيدا النشاط المتزايد لتنظيم القاعدة. وعلى ما يبدو فإن الحراك في المناطق الجنوبية هذه المرة لم يعد مجرد تأطير لقضايا مطلبية تتعلق بالحقوق والاستحقاقات التعاقدية للمحتجين بل إن هذه القضايا أخذت تتوارى فيما طغت على السطح نبرة المطالبة من قبل الفعاليات الاحتجاجية بالانفصال. وقد جاءت دعوة الرئيس اليمني عبدالله صالح للحوار كدليل قاطع على أن هذا الوطن لن يهدأ وتسير أموره سوى بالحوار الذي يجب أن تسعى كافة أطرافه إلى إنجاحه، والا تستخدم الأطماع الشخصية والولاءات الحزبية الضيقة للمراوغة والتعنت بل على الجميع، سلطة ومعارضة تقديم التنازلات لأجل أن تسير مركب البلاد بأمان ولأجل تقدم البلاد وازدهاره.. وعلى الجميع أن يعي الأخطار الراهنة الداخلية منها والخارجية والألعاب السياسية التي يخطط لها دوليا. على الجميع أن يعي ويفهم التاريخ جيدا وألا ينسى أن اليمن كان وما زال محط أطماع العديد من الدول، وهذا يتطلب وحدة في الصف ووحدة في المصلحة ووحدة في الغاية ووحدة في الهدف، فإذا كان الجميع كما يدعي هدفه مصلحة البلاد فما الداعي لتعطيل الحوار الذي يجب أن يكون سعيا للمصلحة العامة. والحال أن الوحدة اليمنية هي ملك كل اليمنيين، وفي بقائها حفاظ على أموالهم وأعراضهم وأراضيهم.. ومن واجبهم التضحية في سبيل الحفاظ عليها، كما فعل أسلافهم من قبل، ليظل اليمن قويا موحدا.