في فرنسا قبلوا بثلاثة وزراء مسلمين في الحكومة، وأحدهم نجاة بلقاسم وزير حقوق المرأة والناطق باسم الحكومة، وعندنا يؤدي الوزير يمين تمسكه بالشريعة الإسلامية، ورعاية مصالح الشعب، وصيانة حقوقه، ثم يتوجه إلى مقر الوزارة، ويشرع في إقصاء مواطنين من وظائفهم ويصادر حقوقهم، ويتولى رعاية مصالح حزبه. الوزارة التي ترعى المهاجرين الأجانب في فرنسا تقودها مسلمة تدعى يمينة بينجوي، ووزير داخلية حركة حماس في قطاع غزة ينشر جنوده في الشوارع للإمساك بأي فلسطيني شعر رأسه طويل، ويحلقون له في الهواء الطلق، ويقول إن الفلسطينيين الذين يطيلون شعرهم عليهم أن يرحلوا من قطاع غزة المقدس. فإلى أين يرحلون بالله عليكم؟.. إسرائيل وزعت ملايين الفلسطينيين على الشتات من أجل وطن قومي، وحكومة حماس الإسلامية تريد ترحيل البقية بجريرة الشعر الطويل! ما هذا؟ في اليابان التي يصفون دينها بالوثني وزير مسلم، وفي بريطانيا المسيحية وزير التنمية الدولية امرأة مسلمة، وأحمد أبو طالب وزير مسلم في حكومة هولندا، ووزير الثقافة النرويجي مسلم، وعندنا قامت ثورة إسلامية من أجل إغلاق جناح مركز ثقافي زيدي في معرض الكتاب بدعوى أن في جناح المركز كتبا شيعية، ووزير مالية يحرم محافظة من نصف موازنتها لأن محافظها يرفض أي تعيينات غير قانونية، ولا تخدم التنمية المحلية. غالب مجادلة وزير في حكومة إسرائيل اليهودية، وعندنا قيادات في حزبي الإخوان والسلفيين يشنون حملة تشهير وتحريض على أروى عثمان، وعلى كل من يتعاطف مع مواطنين يمنيين يهود طردوا من قراهم، وسلبت ممتلكاتهم، وصودرت محتويات مكتباتهم الخاصة. تعاقب على جمهورية الهند ثلاثة رؤساء جمهورية مسلمين، آخرهم أبو بكر زين العابدين، ونحن ما قبلنا إخواننا المسلمين الإسماعيليين في وظيفة مدير، ومن رفع رأسه عيروه.. وفي الهند ولوا المسلم سيد إبراهيم رئاسة أكبر جهاز أمني، وعندنا وزير داخلية مهموم بالحزبية والمذهبية.. في الليل يقول إن أجهزة الأمن اعتقلت قاتل أمان والخطيب، وفي الصباح تبين لنا أنه كان يكذب على الأمة. الأوربيون يحتفون بتراث ابن خلدون، والفارابي، وابن سينا، وطه حسين، ونزار قباني، وفيروز، ويأتون إلى بلداننا يفتشون عن التراث الثقافي، ويحاكون مدارس الغناء، وعندنا "ثوار" يفتون بتحريم إذاعة كل ما أنتجه الشعراء، وارتفعت به أصوات المنشدين والفنانين منذ عقود، ويطالبون بشطب ذلك كله من الذاكرة الوطنية بذريعة أن فيها إشادة بمن صنعوا إنجازات كبرى ومآثر عظيمة.