رأى السياسي اليمني أزال عمر الجاوي أن صنعاء تعرّضت لظلمين متوازيين، موضحاً أن الأول تمثّل في الشيطنة المفرطة التي صوّرها بها خصومها، والثاني في الصورة المبالغ فيها التي رسمتها سلطتها عن نفسها كقوة خارقة لا تعكس واقعها الموضوعي. وأشار الجاوي على حسابه في "إكس" إلى أن سلطة صنعاء رفعت سقف التوقعات لدى أنصارها إلى مستويات غير واقعية، لكنها سرعان ما ارتدت عليهم في شكل صدمات متكررة عبر أكثر من محطة. ولفت إلى أن دروس السنوات الماضية أثبتت أن المبالغة في القوة لا تقل خطورة عن المبالغة في الشيطنة، وأن اليمن لا يمكن أن يُدار بعقلية الغلبة ولا بمنطق الإقصاء. ونوه الجاوي إلى أن الجميع مطالبون اليوم بقدر أعلى من الواقعية السياسية، معتبراً أن كل محاولات الكسر والاستئصال انتهت إلى الفشل، ولم تحصد البلاد منها سوى المزيد من التمزق والانقسام. وأكد أن مستقبل اليمن لن يُبنى إلا على قاعدة الاعتراف المتبادل، والبحث عن قواسم مشتركة، وصياغة مشروع وطني جامع يتجاوز منطق الغلبة إلى منطق الشراكة. وأشار إلى أن صنعاء تبدو اليوم أقرب إلى هذا المنطق من مكونات الشرعية، التي ما تزال أسيرة رهانات ضيقة، لأنها تتوهم دخول العاصمة كفاتحين بدعم خارجي، معتبراً أن ذلك رهان أثبت عجزه عن الحسم وفشله في تقديم أي أفق حقيقي للحل، لكن الشرعية ما تزال تعقد آمالها عليه وتواصل الدوران في الحلقة ذاتها. ودعا الجاوي الجميع إلى مد أياديهم لبعضهم البعض وتجريب الحوار المباشر ولو لمرة واحدة، مؤكداً أن الفرصة قد لا تتكرر.