تستمر التظاهرات العفوية في معظم المدن الإيرانية، احتجاجاً على ضعف الاقتصاد وتفشي البطالة، يطلق فيها جامعيون وعمال عاديون هتافات ضد الحكومة والنظام. خرج ليل الإثنين مزيد من المظاهرات في مدن مختلفة، بما في ذلك طهران وكرمنشاه. وتحدثت تقارير عن شعارات مناهضة للحكومة وإحراق سيارات وصدامات بين متظاهرين ورجال الشرطة في عدة مناطق إيرانية وكتب أمير فاندات وجون غامبريل، محرران لدى وكالة أسوشيتيد برس، أن الاحتجاجات تبدو بأنها الأكبر والأوسع نطاقاً في إيران، منذ عام 2009، عند خروج متظاهرين احتجاجاً على نتائج انتخابات رئاسية أدت لإعادة انتخاب أحمدي نجاد لولاية ثانية في إيران.
رفع السقف ويلفت المحرران لبداية التظاهرات، يوم الخميس من مدينة مشهد، ثانية كبرى المدن الإيرانية، وهي ذات مكانة مقدسة لدى الشيعة. كما رفع محتجون، خرجوا في العاصمة الإيرانية، سقف مطالبهم، ما أجبر التلفزيون الرسمي الإيراني على الإعلان عن التظاهرات، مع الاعتراف بأنه تجاهلها في البداية تنفيذاً لأوامر مسؤولين أمنيين.
وقال التلفزيون الرسمي في إيران: "يواصل أعداء الثورة ووسائل إعلام أجنبية محاولاتهم المنظمة لاستغلال مطالب محقة، وظروف معيشية واقتصادية صعبة يعاني منها الإيرانيون، لتنظيم لتجمعات غير قانونية، ولنشر الفوضى. حركة جديدة ويشير غامبريل وفاندات للسبب الرئيسي للاحتجاجات، وهو ارتفاع حاد في أسعار مواد غذائية أساسية، كالبيض والدجاج. ولكن اللافت أن مسؤولين ووسائل إعلام رسمية إيرانية سعوا للتهدئة، حيث قالوا، يوم السبت، إن للإيرانيين الحق في الاحتجاج ولرفع أصواتهم بشأن قضايا اجتماعية واقتصادية. ومع ذلك، أشارت وكالة "فارس"، شبه الرسمية، لهتافات أطلقها المحتجون ضد كبار المسؤولين الإيرانيين. كما انضم مئات من الطلاب وآخرون إلى حركة احتجاج اقتصادية جديدة تشكلت في جامعة طهران، وحيث احتشد عناصر من شرطة مكافحة الشغب عند بوابات الجامعة، وأغلقوا الطرق المؤدية للمكان. احتجاجات مدينة قم ومن جانب آخر، أشارت وكالة "فارس" لوصول الاحتجاجات إلى مدينة قم، مسقط رأس الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، وهي مركز للدراسات الشيعية، وتضم ضريح إمام شيعي كبير. وأظهرت فيديوات، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسيير مزيد من المظاهرات ليل الاثنين في مدن مختلفة، بما في ذلك طهران وكرمنشاه. وتحدثت تقارير عن شعارات مناهضة للحكومة وإحراق سيارات وصدامات بين متظاهرين ورجال الشرطة في عدة مناطق إيرانية. تحريض وعبر علي شمخاني، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، عن اعتقاده أن وسائل التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عن التحريض على العنف، بحسب تقارير إعلامية رسمية في إيران. ونقل عن شمخاني قوله "الهاشتاغات والرسائل عن الوضع في إيران تأتي من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية. وإن ما يجري على الشبكات الاجتماعية بشأن الوضع في البلاد هو حرب بالوكالة ضد الشعب الإيراني". اتهامات وبعث وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد أزهري جاهرومي برسالة عبر تويتر إلى رئيس مجلس إدارة خدمة تيلغرام، بافيل دوررف، قائلاً إن قناة تيلغرام تشجع على سلوك الكراهية واستخدام قنابل المولوتوف، والانتفاضات المسلحة، والاضطرابات الاجتماعية". واستجاب تيلغرام بأن قام بتعليق خدمته داخل الأراضي الإيرانية.