خوفاً من أن يبتلع ليلُ رمضان ساعات المقيل يتجه كلُّ (موالعة القات) إلى متكئهم فور الخلاص من وجبة العشاء. وعادة ما تسارع هذه الفئة -التي تتناول القات لفترات طويلة- إلى شرائه مبكراً قبل أن يحين موعد أذان المغرب استعداداً لتلك الليلة التي تبدأ طقوسها من ال7 مساءً، وتنتهي مع اعتلاء أذان الفجر الأول منابر المساجد. ولعل كثيرين منهم يؤجل جدول أعماله إلى الشهر الذي يلي رمضان حتى لا يكون حائلا بينه وبين أن يبلغ مقيله ذروة الانتشاء. أنا أبتلع القات لأشبع رغبتي محمد علي شخص في ال 60 من عمره، يجلس إلى متكئه مبكراً ويديه منشغلتان في تناول القات، يرتشف تبغ (مداعته) وينفث دخانها ببطء، وفور أن يسمع أحد أبنائه غمغمة محمد يسارع على الفور لتغير تبغ (مداعته) يقول: "ليل رمضان ضيق فأنا أبتلع القات لأشبع رغبتي" هذا الصوت يكسر مزاجي شعيب محمد، 30عاماً يفضل الإقتتعاد في الأرض مسدلاً ساقيه لأن الجلوس على المجلس لا يحقق له التوازن المطلوب، يفتح علبة سيجارته ويبحث دائماً عن قداحته التي عادة ما يتهم من بجواره بسرقتها، ينزعج من أئمة المساجد لأنهم يسارعون إلى أذان الفجر قبل دخول الوقت ويقول: "دائماً ما أطمئن نفس بأنني مازلت في فسحة من الوقت، وسريعاً ما يتهاوى هذا الجو عندما أسمع أحدهم يدعوني للسحور.. هذا الصوت يكسر مزاجي" آخر "لقمة" مع أول غصن يقضي عمال وأصحاب المحال التجارية مقيلهم فيها ويشعرون أن أعمالهم لا توفر لهم الراحة اللازمة إبراهيم قاسم، ما إن يفضي من صلاة المغرب والعشاء معاً، يتجه إلى وجبة العشاء ويقول: " إن آخر لقمة من الأكل يمضغها مع أول غصن من القات" وعندما يصل إلى الثلث الأخير من المقيل يتحسس بين الفينة والأخرى انتفاخ وجنته فتارة يبقي(تخزينته) في اليمنى وتارة ينقلها إلى وجنته الشمال، يقول: "زحمة المحل الذي أعمل فيه وسرعة وأذان الفجر يمنعان من الاستمتاع "بالتخديرة" ما "يقرح" القات إلا وقت الأذان يفضل البعض تناول السحور في منتصف الليل من أجل توفير الوقت والراحة اللازمين محمد الشميري يقول: "أتناول وجبة السحور الساعة ال 1 بعد منتصف الليل وأعرج على سوق القات أشتري " توفية" واستمر بالتخزينة إلى الفجر" وكثيرون -في ليالي المقيل الرمضانية- يفضلون جلساته الجماعية، فتطغى على تلك المجالس النقاشات السياسية والاجتماعات المثيرة للجدل والاستماع إلى البرامج الدينية، وتشير إحصائيات إلى أن نحو 7 ملايين شخص يتعاطون نبتة القات بمعدل 70% من الرجال و30% من النساء.