الافتقار للاستقرار الأمني في الصومال عاملا رئيسيا يعرقل الجهود التي تبذلها منظمات دولية لمكافحة الأوبئة والأمراض، خصوصا بالنسبة لوباء شلل الأطفال الذي بدأ بالانتشار في بعض أجزاء هذا البلد الإفريقي. وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في بيان أصدره الجمعة، إن الغياب الحاد للأمن يعرقل إمكانيات احتواء هذا المرض المعدي الذي لم يكن له وجود في الصومال منذ 2007، واصفا الوضع بأنه "أسوأ وباء في بلد لا يستوطن فيه المرض وينتشر على الرغم من كل الجهود لتطويقه". وأوضح البيان أنه منذ ظهور الفيروس خلال شهر مايو/ آيار في هذه البلد الواقع في القرن الإفريقي، خضع أربعة ملايين شخص للتلقيح ضد المرض في عدد كبير من مناطق الوسط والجنوب، لكن الوصول إلى بعض المناطق يبقى "صعبا جدا" وتعذر تلقيح حوالي 600 ألف طفل معرضين للإصابة به. وتابع مكتب الأممالمتحدة أن 105 أطفال "عليهم أعراض الشلل، مما يعني أن هناك آلافا آخرين يحملون الفيروس على الأرجح ولا تظهر عليهم أعراض المرض لكنهم يستطيعون نقله". وسجلت إصابات أيضا في كينيا المجاورة، حيث لجأ أكثر من نصف مليون صومالي معظمهم في مخيمات لا تتوفر فيها أي شروط صحية. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المناطق التي ظهر فيه الفيروس تخضع لسيطرة حركة الشباب المتشددة. وكانت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية قد أعلنت الأربعاء انسحابها من الصومال لأسباب أمنية جعلت من المستحيل عليها تقديم المساعدات إلى السكان، بعد نشاط دام 22 عاما. وتشهد الصومال حربا أهلية وتفتقر فعليا لأي سلطة مركزية منذ سقوط حكم الرئيس محمد سياد بري في 1991. وتسعى الحكومة الصومالية التي تشكلت في سبتمبر/أيلول 2012 بدعم من المجتمع الدولي، إلى بسط نفوذ الدولة على اراضي البلاد.