أكد السفير عبد الرحمن صلاح، سفير مصر لدى تركيا خلال حوار مع "اليوم السابع" المصري أنه قام بشرح كافة التفاصيل المتعلقة بالأحداث الأخيرة فى مصر وثورة "30 يونيو" للإدارة التركية لتوضيح الأمور إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل لتعند أنقرة فى موقفها الصارم ضد المصريين وانحيازها الكامل لفصيل "الإخوان المسلمين". وأضاف صلاح أن البعثة الدبلوماسية المصرية فى تركيا شرحت للأتراك كل ما يدور فى مصر وانتقال السلطة المدنية إلى رئيس مدنى أيضا وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور، وأن ما حدث ليس انقلاب على الإطلاق، وضرورة احترام أنقرة لإرادة الشعب المصرى إلا أن الحكومة التركية أصرت على موقفها المعادى للقاهرة، واستمرت فى تدخلها غير المبرر فى الشأن الداخلى المصرى. وأوضح السفير المصرى لدى تركيا، تواجد فى القاهرة حاليا بعدما استدعته وزارة الخارجية من أنقرة للتشاور، أنه شرح للعديد من وسائل الإعلام والصحف التركية خلال المقابلات الصحفية التى أجراها خلال الفترة الأخيرة وحتى استدعائه من جانب الخارجية المصرية للتشاور، طبيعة الأوضاع السياسية الحالية فى مصر، وأن ما حدث فى "30 يونيو" الماضى هو الذى حدث فى "25 يناير" 2011، مشددا أن الأهم هو الوصول للرأى العام التركى ورجل الشارع هناك لتوضيح الأمور بكل دقة له بعد أن أبدت حكومة أنقرة موقف ضد القاهرة بتحركاتها الغريبة مع الدول الأجنبية. وقال صلاح: "فى تقديرى الشخصى أن تركيا منحازة للإخوان فقط ولا تريد أن تسمع أى طرف آخر فى مصر، وأن ما تفعله أنقرة بتلك التصرفات هو خطأ شديد لأنهم يراهنون على هذا الطرف فقط الذى ثار الشعب المصرى كله ضده". وأكد السفير المصرى أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان يتخوف بشدة من تكرار السيناريو المصرى فى بلاده خاصة بعد أن خرجت مظاهرات حاشدة ضده فى اسطنبول قبل مظاهرات 30 يونيو فى مصر وقام بفض اعتصام ميدان "تقسيم" بالقوة مما زاد الغضب الشعبى ضده. وأضاف صلاح أن تركيا تحاول أن تقوم بدور إقليمى ودولى فى المنطقة بهذا التدخل غير المسئول فى الشأن المصرى، مما أساء لعلاقتها مع المصريين. وأكد السفير المصرى أنه يجرى الآن فى القاهرة إعادة تقييم كل جوانب العلاقات المصرية – التركية من جانب الأجهزة المصرية المختلفة – ولذلك فأن السفير تم استدعائه للتشاور مع الحكومة المصرية فى هذا الشأن – مشددا على أن هناك خطوات إضافية ستتخذها مصر بعد استدعاء السفير وإلغاء المناورات البحرية مع أنقرة من جانب الجيش المصرى، وذلك فى حال استمرار التدخل التركى فى الشأن المصرى وتقليب الدول الغربية عليها. وأشار صلاح أن التقى بالرئيس التركى عبد الله جول يوم 12 يوليو الماضى لشرح الموقف له بالإضافة لمقابلته للعديد من المسئولين الأتراك وكذلك نواب فى البرلمان سواء مؤيدين للحكومة أو معارضين، بجانب عقد العديد من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية وصلت لحوالى 20 لقاء وعقد مؤتمرين صحفيين بأنقرة، للتأكيد على أن ما حدث ليس انقلابا. وكشف السفير المصرى أنه أوضح لجول أن موقف تركيا غريب للغاية حيث إن أنقرة أيدت ثورة يناير بل وجاء أردوغان للقاهرة وقابل المشير محمد حسين طنطاوى حينما كان يشغل منصب رئيس المجلس العسكرى والذى كان يدير البلاد فى ذلك الوقت، مبديا استغرابه من أن تركيا وافقت على التعامل مع القاهرة وقت أن كان يحكم المجلس العسكرى البلاد وترفض التعامل مع حكومة مدنية جاءت بإرادة الشعب وانحياز قواته المسلحة لها بعد 30 يونيو. والمح صلاح أن وسائل الإعلام التركية تنحاز للموقف المصرى وثورة المصريين عكس موقف إدارة أنقرة، مشيرا إلى أن ذلك كان واضحا للغاية خلال المقابلات الصحفية التى عقدها هناك قبل سفره للقاهرة والتى كان أخرها مع شبكة MTV التركية، قائلا: "المراسل وجه لى سؤالا حول ما تفعله حكومة أنقرة يعتبر تدخلا سافرا فى الشأن المصرى؟"، مجيبا أنه أجاب بالطبع نعم هو تدخل سافر فى الشئون الداخلية المصرية. وحول أوضاع الجالية المصرية الكبيرة المتواجدة فى تركيا حاليا، أكد السفير المصرى أن جميع المصريين فى حالة جيدة للغاية ولم يتعرض أى منهم لأى أذى، وأن السفارة المصرية بأنقرة والقنصلية العامة فى اسطنبول تتابع لحظة بلحظة أوضاع المصريين فى كافة أنحاء تركيا. ولفت السفير المصرى أن أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" فى تركيا وبعض المؤيدين لرئيس الوزراء التركى ينظمون مظاهرات شبه يومية أمام السفارة والقنصلية المصرية فى أنقرةواسطنبول ولكن جميعها سلمية حتى الآن. وشدد سفير مصر لدى أنقرة على أن الشعب التركى وخاصة رجل الشارع غير المسيس يظهر تعاطفا شديدا مع مصر والمصريين عكس ما يبديه النظام الحالى فى أنقرة، مشيرا إلى أن هذا أمر ليس بغريب عن الأتراك رغم أن حكومته تعتبر حكومة أغلبية داخل البرلمان التركى.