فشلت جماعة الإخوان وأنصارها فى إظهار قوتها فى شوارع العاصمة المصرية القاهرةوالجيزة، حيث لم تستطع مسيراتها، التى كان من المقرر لها الانطلاق اليوم من 28 مسجدا بالمحافظتين، حشد الجماهير، احتجاجا على عزل محمد مرسى والضربات الأمنية القوية من رجال الجيش والشرطة، والتى طالت مرشدها العام وقياداتها البارزين وشل قدرتها التنظيمية. فى الجيزة تجمع عدد من أنصار الجماعة لا يتجاوزون 30 شخصاً، بشارع جامعة الدول العربية، عقب أدائهم صلاة الجمعة، استعداداً للخروج بمسيرة إلى ميدان رمسيس. فيما قامت قوات الجيش بوضع العديد من الأسلاك الشائكة على جميع المداخل المؤدية لشارع جامعة الدول، مطالبة المارة بالابتعاد عن المنطقة، فى حين دفعت بست مدرعات إلى بداية شارع البطل أحمد عبد العزيز، كما انتشرت العديد من المدرعات بميدان مصطفى محمود. وفى التحرير بدت وسط البلد خالية من أى تظاهرات حيث دفعت وزارة الداخلية بثلاث سيارات أمن مركزى ومصفحة لميدان سيمون بوليفار القريب من ميدان التحرير، لتأمينه، كما بدت الإجراءات الأمنية التى تتخذها قوات الجيش والشرطة محدودة نسبيا حتى بالقرب من مسجد الفتح فى قلب العاصمة، وأغلقت البوابات الحديدية للمسجد وبوابته الأمامية الضخمة بالسلاسل، وتم إلغاء الصلاة وتمركزت حاملتا جند مدرعتان فى الشارع. وأظهرت مسيرة مسجد النور التى ضمت العشرات من الإخوان إلى مسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، ضعف الحشد الإخوانى والذى يبدو أنه فشل فى استقطاب غير التنظيميين بسبب حاجة المصريين للاستقرار. وفى محيط ميدان نهضة مصر بالجيزة ورابعة العدوية اختفت مسيرات الإخوان حيث قامت قوات الجيش والشرطة بتكثيف انتشارها. وقام الجيش بنشر 4 مدرعات بمنتصف شارع الطيران باتجاه الحى السابع وبجوارهم الحواجز المعدنية المعززة بالأسلاك الشائكة، ومدرعتى شرطة أمام مبنى التأمين الصحى بشارع الطيران، بالإضافة إلى نشر مدرعة عسكرية وأخرى شرطية بشارع الطيران من الاتجاه الآخر المؤدى إلى شارع صلاح سالم.
كما تم إغلاق شارع الطيران للقادم من شارع يوسف عباس باتجاه ميدان رابعة العدوية بالأسلاك الشائكة. من جانبة رأى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أنه فى حال اتخاذ قرار بقطع المعونة الأمريكية عن مصر فإنه لن يؤثر على قرارات الحكومة المصرية المؤقتة. وأكد أوباما- خلال مقابلة حصرية أجراها معه برنامج "نيو داي" على شبكة (سى إن إن) الأمريكية أذيعت اليوم الجمعة، أن الولاياتالمتحدة لا تزال تلعب دورا محوريا فى الصراعات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى بالعالم"، لذا ينبغى على الإدارة الأمريكية أن تفكر بشكل إستراتيجى فيما سيصب فى مصالحها الوطنية طويلة الأمد". وشدد أوباما على أن الإدارة الأمريكية تقوم حاليا بعمل تقييم شامل حول العلاقات الأمريكية-المصرية، مستبعدا عودة العلاقات التجارية مع مصر إلى ما كانت عليه فى السابق وفقا للأحداث الأخيرة. وأضاف الرئيس الأمريكى "لقد بذلنا جهودا دبلوماسية كبيرة لحث الجيش المصرى -عقب عزل محمد مرسي- للسير فى طريق المصالحة، غير أنهم لم يستغلوا الفرصة"- على حد قوله. وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن تسابق الزمن أكثر من أى وقت مضى حول اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الوضع فى مصر وسوريا اكتفى أوباما بالرد ب"نعم". وشدد أوباما على أن الوضع فى سوريا يثير كثير من المخاوف خاصة عقب مقتل أكثر من 1300 شخص بواسطة أسلحة كيماوية قائلا "إننا نكثف جهودنا فى الوقت الحالى لجمع كافة المعلومات بهذا الصدد". وأضاف الرئيس الأمريكى، "أن المسئولين الأمريكيين يحاولون الضغط بهدف اتخاذ رد فعل أقوى من جانب الأممالمتحدة، مطالبين الحكومة السورية بالسماح لمفتشى الأممالمتحدة المتواجدين فى سوريا حاليا بالتحقيق فى حادث شن هجوم بواسطة أسلحة كيماوية بضواحى دمشق، مستبعدا تجاوب الحكومة السورية مع المطالبات الدولية بإجراء مثل هذا التحقيق الأممى بشأن الأسلحة الكيماوية.