في مقابلة خاصة مع الجزيرة لقطرية : الجولاني: نرفض تعميم التكفير والانفراد بمستقبل سوريا” كان هذا العنوان الذي اختارته الجزيرة لمقابلتها “الخاصة” مع أبي محمد الجولاني أمير جبهة النصرة، غير أن رياح النقد هبت بما لا تشتهيه الجزيرة. فقد أثار اللقاء انتقادات واسعة للقناة القطرية التي يقول مراقبون عنه إنه كشف بما لا يجعل مجالا للشك أجندة الجزيرة التي تسعى إلى تبييض جبهة النصرة «مهما كان الثمن». وقدمت قناة الجزيرة يوم الخميس ما زعمت أنه أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة، بصوت مختلف عن تسجيلات سابقة نسبت له. وبكلام مرتبك استخدم الجولاني عبارات ليست من قاموس جماعة النصرة المعروفة بخطابها الجهادي المتشدد وأخطأ في اختيار الكلمات، مثل الطائفة السنية بدلا من أهل السنة والجماعة، والأقليات بدلا من أهل الكتاب. وحاول الجولاني “المزعوم” تبييض صفحة جبهة النصرة وإبعادها عن الميول التكفيرية. وأظهر الجولاني “سعيه نحو الخير ومعارضته للتكفير والقتل” رغم أن جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها عن عشرات التفجيرات الانتحارية التي أوقعت عددا كبيرا من المدنيين والنساء والأطفال في دمشق وحلب ودير الزور وغيرها من المحافظات السورية حسب موقع الجزيرة الإنكليزية! ومحمد الجولاني سوري يلقبونه بالجولاني نسبة إلى أصله من محافظة درعا أو الجولان ويعتقد أن اسمه الحقيقي عدنان الحاج علي. حسب اعترافات «القتلة» فإن سبب عدم تبني العملية رسمياً من جبهة النصرة هو «عدم رضى الشارع السوري عن العملية» وكانت وزارة الخارجية الأميركية أدرجت جبهة النصرة ضمن المنظمات الإرهابية حسب نيويورك تايمز التي علقت على لقاء الجزيرة لتلفت إلى أن جبهة النصرة أسست حضورا لها في لبنان بسبب تدخل حزب الله في سوريا في تلميح إلى التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مناطق لبنانية عديدة. وأكد مصدر بريطاني لموقع «الحقيقة» السوري المعارض أن الذبذبات الصوتية لا تتطابق مع صوت “الجولاني” في أشرطته، كما أكد باحث في مركز أوروبي بلندن أن الرجل قد لا يكون مسلما أصلا! وقال مصدر وثيق الصلة بفريق «جون ويلكس»، مسؤول الملف السوري في الخارجية البريطانية، إن الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب في بريطانيا أجرت مطابقة مخبرية بين “بصمة الصوت” في المقطع الذي بثته “الجزيرة” من المقابلة والأشرطة الصوتية التي سبق نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي للشخص المفترض أنه “الفاتح الجولاني” في وقت سابق من هذا العام، وبينت “عدم وجود تطابق بين البصمتين”. من جانب آخر أكد خبير في اللهجات أن لكنته ليست واحدة من اللكنات السورية المعروفة، بل هي أقرب إلى الخليجية، رغم أن فيها شيئا من “نغمة” لهجة أبناء المنطقة الواقعة ما بين الجولان ومحافظة درعا مع شيء من نبرة ضواحي دمشق الجنوبية. وهذا ما يمكن أن يكتسبه المرء من معاشرته لأبناء المنطقة. كما أثيرت شكوك كثيرة حول المقابلة مع الجولاني زعيم جبهة النصرة في سوريا بالنظر إلى جوانب كثيرة، منها أن القناة لم تعرض سوى جزء من جسم رجل لا تنسجم حركة يديه ورأسه مع كلامه فضلا عن صغر حجمه مقارنة بصورة معروفة له، ويبدو بقامة أضخم على الشبكات الاجتماعية. لكن الخطأ الفادح الذي وقع فيه “الجولاني المزعوم”، وتيسير علوني، المقدم الذي سبق له أن أجرى لقاء مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قال عنه مراقبون إنه يرقى إلى حدود “الفضيحة المهنية”، هو ساعة اليد التي ظهرت في معصم الجولاني الأيسر! ومن المعلوم أن المسلم الملتزم لا يضع ساعة اليد إلا في يده اليمنى، فكيف بالسلفي المتشدد. وتسبب اللقاء في عاصفة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل ناشط “كيف فات الأمر على صحفي مثل علوني وقناته؟ هل لأن علوم الجريمة تؤكد أنه ما من جريمة كاملة”؟ تبقى الإشارة أخيرا إلى أن خلفية المكان الذي أجريت فيه المقابلة بدت كما لو أنها تخص دائرة حكومية أو فندقا. وقالت مصادر إن اللقاء أجري في فندق في العاصمة الأردنية عمان. تسبب اللقاء في عاصفة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق بعضهم «علوم الجريمة تؤكد أنه ما من جريمة كاملة» من جانبه، بث التلفزيون السوري الرسمي اعترافات لمن قال إنهم “قتلة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي”، الذي قتل في آذار من العام الجاري بتفجير استهدفه خلال إلقائه خطبة في مسجد بدمشق. وقتل البوطي في تفجير كان مخططا بشكل محكم، وتم تنفيذه في مسجد الإيمان وسط العاصمة دمشق بينما كان يلقي أحد الدروس، وقد خلف الانفجار العشرات من القتلى والجرحى. لكن المعارضة السورية، اتهمت يومئذ نظام الأسد بقتل البوطي لإثارة الفتنة، واعتبرت الصور التي بثها الإعلام الرسمي بخصوص حادثة الاغتيال “مسرحية سيئة الإخراج”. وحسب اعترافات الأشخاص فإن سبب عدم تبني العملية رسمياً من جبهة النصرة هو “عدم رضى الشارع السوري عن العملية كونها حصلت في مسجد وبين المصلين”. وذكرت وكالة “سانا” السورية الرسمية إنّ مجموعة إرهابية تابعة ل”جبهة النصرة” اعترفت بارتكابها جريمة اغتيال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في جامع الإيمان بدمشق بعد تلقيها الأوامر من المدعو “أبو سمير الأردني” الذي يشغل ما يسمى “منصب الأمير العسكري العام لجبهة النصرة” ويعتبر مساعد أبي محمد الجولاني زعيم “جبهة النصرة”.