العالم كله مندهش بنجاح مؤتمر الحوار الوطني.. اليمنيون كلهم مندهشون، والدهشة ترتسم على كل وجه، بما في ذلك وجوه الأمكنة، ووجوه الأشياء والكائنات وكذا وجوه الحمير على اختلاف اتجاهاتها ووحده حماري لم يندهش. قلت متوسلاً لحماري الذي لم يندهش: اندهش يا حماري لو سمحت.. اندهش من أجلي ... اندهش من أجل نفسك.. اندهش من أجل الحمير التي لم تولد بعد.. اندهش من أجل المستقبل.. اندهش من أجل مستقبلنا جميعاً.. وحتى لو صح أنك لا تستطيع أن تندهش مثّل دور حمار مسكون بالدهشة. يا لهذا الحمار العنيد! ما الذي يجعله يكابر ويرفض أن يندهش! إنني أعرف حماري جيداً ..أعرف أنه ليس عدوا للحوار ولا للنجاح لذلك أنا مندهشٌ منه وأتساءل بيني و نفسي: لماذا لا يندهش حماري مثل بقية الحمير؟ إنه بعدم اندهاشه من النجاح الذي حققه مؤتمر الحوار يضع نفسه ويضعني في زاويةٍ حرجه.. هي زاوية الاتهام. ماذا سيقول أعضاء مؤتمر الحوار إن هم عرفوا أن حمار الرازحي لم يندهش للنجاح الذي حققوه؟ ماذا سيقول المفوض الدولي جمال بنعمر فيما لو عرف أن حماري لم يعبر عن فرحته ولا عن دهشتة بنجاح المؤتمر؟ ثم ماذا سيكون رد فعل القيادة السياسية فيما لو عرفت أن حمار الرازحي مرّ أمام نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي أدهش العالم ولم يندهش.