ذكرت تقارير صحفية أن التهديدات الإسرائيلية المباشرة للحكومة السورية على خلفية مزاعم نقلها صواريخ "سكود" إلى حزب الله اللبناني، قد تؤدي إلى سرعة عقد لقاء القمة السورية المصرية المرتقبة بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره السوري بشار الأسد في منتجع شرم الشيخ وذلك بعد أن عاود الرئيس مبارك نشاطه. ونقلت صحيفة "الدار" الكويتية في عددها الصادر اليوم الاثنين، عن مصادر مصرية قولها، إن اتصالات سياسية وأمنية عليا جرت بين القاهرةودمشق خلال الساعات الأخيرة، بشأن دراسة البلدين لمضمون التهديدات التي تسربها إسرائيل طيلة اليومين الماضيين بتوجيه ضربة عسكرية لسورية على خلفية شائعات تهريب صواريخ سكود لحزب الله في لبنان.
وكشفت المصادر أن القاهرة تنوي إرسال موفد مصري رفيع خلال الساعات المقبلة إلى دمشق، وترجح أن يكون مدير الاستخبارات اللواء عمر سليمان في زيارة غير معلنة، للبحث في تطورات هذه القضية وبحث مجمل التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد سورية، وكذلك البحث في خطوات تحرك مصري- سوري في هذا الشأن، بالإضافة إلى خطوات التعاون المشترك.
ووفقا لنفس المصادر فإن الوفد المصري سيقدم دعوة رسمية للرئيس السوري لزيارة القاهرة بشكل عاجل، حيث ترى القاهرة أن مضمون التهديدات والتشويش الإسرائيلي ضد سورية حاليا، يستحق سرعة التحرك والتشاور المصري السوري على وجة السرعة حاليا.
وكان الرئيس بشار صرح على هامش قمة سرت الأخيرة بليبيا بأنه على استعداد لزيارة مصر للقاء الرئيس مبارك "إن هم أرادوا ذلك".
كانت مصادر مصرية وصفت بالمطلعة قالت امس لصحيفة "الجريدة" الكويتية إن الرئيس مبارك سيستقبل نظيره السوري اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء.
اضافت أنه من المتوقع أن يفتح اللقاء بين مبارك والأسد الأمل أمام مصالحة مصرية سورية تستكمل المصالحات العربية التي تمت ولاسيما بين السعودية وسورية. وقد ينعكس اللقاء على مجموعة من الملفات في المنطقة، أبرزها ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، الذي تلعب فيه القاهرة دور الوسيط.
"سوريا للعصر الحجري"
وكانت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية كشفت في عددها الصادر أمس الاحد 18-4-2010، أن إسرائيل وجهت تهديدا حاسما للسلطات السورية، بشن ضربات مدمرة على المنشآت السورية تعيدها الى العصر الحجري، اذا أطلق حزب الله صواريخ "سكود" على دولة الاحتلال.
ونقلت الصحيفة عن وزير اسرائيلي لم تكشف عن اسمه، أن الرسالة الاسرائيلية للحكومة السورية، تضمنت تأكيدا على ان اسرائيل لا تعتبر حزب الله فصيلا لبنانيا، بعد ان تبين عجز السلطات اللبنانية عن السيطرة عليه، بل فرقة تابعة للجيش السوري.
كما تضمن التهديد الاسرائيلي، الذي من المرجح ان يكون قد ابلغ عبر القنوات الدبلوماسية الفرنسية، عقب زيارة الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الى العاصمة الفرنسية، ان اطلاق صاروخ باليستي واحد من طراز "سكود" من الأراضي اللبنانية سيكون كافيا لشن ضربات فورية وسريعة مدمرة على سورية، تطال محطات الطاقة والموانئ والمنشآت الحيوية والبنى التحتية، من شأنها إعادتها الى العصر الحجري، حسبما نقلت الصحيفة البريطانية عن الوزير الاسرائيلي.
كان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك هدد الاسبوع الماضي كلا من لبنان وسورية ب "كسر الاستقرار والهدوء" ، إذا تم نقل صواريخ "سكود" إلى حزب الله اللبناني.
وقال باراك، الذي كان يزور قاعدة عسكرية في وسط البلاد، إن نقل صواريخ نوعية كهذه إلى لبنان يعتبر من جهة إسرائيل خرقا فظا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وخلخلة في التوازن العسكري في المنطقة.
وأضاف: "نحن لسنا معنيين بالهجوم العسكري، ولكن إذا حصل ووصلت هذه الصواريخ فإن الهدوء القائم حاليا وما يبدو في الظاهر من استقرار سوف يخرقان بقوة".
وأكد باراك في تصريح آخر في قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلي أن هذا السلاح يعتبر الذراع القوية الضاربة التي تستخدمها إسرائيل للرد على التحديات القريبة والبعيدة.
من جهته، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي: " إن قدرات حزب الله على إطلاق النار تحسنت كثيرا وهدفه الرئيسي هو ضرب المواقع الخلفية لإسرائيل". وتابع فيلناي: "سنقوم في نهاية الشهر المقبل بتدريب عسكري لمواجهة هذا الواقع كما فعلنا العام الماضي".
وعقب اللواء احتياط، رام دور، بالقول إن "حصول حزب الله على صواريخ من طراز سكود بمثابة تغيير كبير جداً"، داعياً الى عدم الشروع بعملية عسكرية في حال تأكد حصول الحزب على هذه الصواريخ، لكنه أضاف أن حصول الحزب على صواريخ مضادة للطائرات "يستدعي هجوماً فورياً".
وأضاف: "سوريا لا تبحث عن شرعية في الغرب، وإنما تسعى لأن تصبح قوى اقليمية ذات نفوذ من خلال علاقاتها مع إيران وحزب الله".
المعلم يتوقع عدوانا
في سياق متصل، رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن المزاعم الإسرائيلية والضجة المفتعلة تجاه تهريب أسلحة إلى حزب الله، "تهيئة لعدوان إسرائيلي"، مؤكداً أنه "ليس هناك تهريب للصواريخ بالأساس، والقصة برمّتها مفتعلة من قبل إسرائيل".
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الاثنين، عن المعلم قوله، بعد نقله رسالة من الأسد إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن "المزاعم الإسرائيلية تجاه تهريب الأسلحة لم تكن للتغطية على عدم مشاركتها بمستوى رفيع، في قمة واشنطن النووية".
وأضاف "لا، هذا شيء آخر. إن إسرائيل ملزمة أن تكون جزءاً من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإسرائيل يجب أن تضع منشآتها تحت الرقابة الدولية للطاقة الذرية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي رداً على سؤال عما إذا كان يتوقّع عدواناً على لبنان، "إن الإسرائيليين كانوا يعتمدون على أسطورة تفوّقهم، لكن هذه الأسطورة تحطّمت بفضل مقاومة الشعب اللبناني. حاولوا في غزة التعويض عن هزائمهم في لبنان".
اضاف "منذ ثلاثة أشهر تقريباً، كانت هناك تهديدات للبنان وسوريا، بل تجرأوا على تهديد إيران، لكن عندما أدركوا أن خوضهم لهذه المعركة سيكون خطأً استراتيجياً، وستنقلب الأمور في المنطقة برمتها رأساً على عقب، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إسقاط هذا الكيان، تغيّرت لهجتهم أخيراً".
وتابع، رداً على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع سوريا في حال تعرّض الأخيرة لعدوان إسرائيلي "علاقتنا مع سوريا علاقة استراتيجية، ومنذ 30 عاماً وأكثر هناك مصالح مشتركة بيننا لمصلحة شعبي البلدين ومن أجل المساعدة أيضاً في استقرار المنطقة. نحن ملتزمون بهذا الشيء (المعاهدة)".
قصة ال "سكود"
وحسب تقارير في تل أبيب فأن قضية نقل صواريخ "سكود" من سوريا إلى حزب الله كادت أن تؤدي إلى تدهور حربي في الشهر الماضي، حيث انطلقت إلى سماء لبنان طائرات استكشافية من سلاح الجو الإسرائيلي وتحركت طائرات حربية أيضا. فتدخلت الإدارة الأميركية في الموضوع ولجمت إسرائيل بعد أن تعهدت لها بمعالجته.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمريكية وإسرائيلية، قولها إن سوريا زودت الحزب بصواريخ أرض أرض متوسطة وبعيدة المدى من طراز "سكود"، تطول كل الأراضي الإسرائيلية، لكنه اعتبر ان حصول الحزب على هذه الصواريخ لم "يكسر الميزان العسكري" بين الطرفين، لأن حزب الله يملك منذ مدة قذائف متوسطة وبعيدة المدى تطول مدينة بئر السبع في الجنوب، لكن لهذه العملية دلالات رمزية تعزز من ثقة الحزب بنفسه.
وأضاف الموقع ان هذه المعلومات زادت من حدة التوتر على الحدود الشمالية.
وحسب الموقع، فإن حزب الله هو التنظيم المسلح الوحيد في العالم الذي يملك صواريخ باليستية تمنحه الثقة والهيبة. وأضاف: "لو كان الحزب حصل فعلاً على اسلحة كاسرة للتوازن، لخرج الجيش في عملية عسكرية للحد من تزود الحزب بهذه الأسلحة".
وزعم ، ان سوريا زودت الحزب بنحو 45 الف قذيفة وصاروخ من مختلف الأنواع، إضافة الى صواريخ مضادة للمدرعات، معتبراً أن الصواريخ التي يملكها حزب الله أو قد يحصل عليها مستقبلاً تعاني من نقص واحد وهو إمكانية انكشافها وضربها من الجو، لذا من المتوقع ان يسعى الحزب للحصول على صواريخ مضادة للطائرات للحد من قدرة سلاح الجو الإسرائيلي في مواجهة مستقبلية.
ويقال في تل أبيب إن وصول رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكونجرس الأمريكي جون كيري، والسناتور المقرب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى دمشق كان بهدف نقل رسالة تحذير إلى الأسد.