"الوزير سميع يعد بتحسين الكهرباء خلال الأشهر القريبة". هذا عنوان خبر في موقع "أنصار الثورة"، نشر الخميس (أمس الأول)، وفي الخبر أن الوزير وجه باعتماد طاقة مشتراة بمقدار 20 ميجا لتغطية عجز الكهرباء في محافظة المحويت؛ وهي المحافظة التي ينتمي لها طبعاً. ليس المهم في الأمر تفاعل الوزير مع مطالب أهالي المحويت للحصول على كهرباء أفضل، وفي الوقت الذي تغرق فيه العاصمة وغالبية المدن الرئيسية في الظلام؛ بل المشكلة في الفكرة الجاهزة لدى سميع، كما لو كانت إدماناً، في توسيع شبكة الطاقة المشتراة التي ثبت أنها بوابة فساد عملاقة. لن نتوقف عند الوعد السميعي ب"تحسين الكهرباء خلال الأشهر القريبة"، فقد عرفنا أن لديه تقويماً خاصاً لا تنتهي شهوره.
لكن ركزوا على هذه الجزئية المسرحية للغاية في الخبر؛ التقى الوزير "ممثلين عن شباب المحويت" في منزله بصنعاء، "خلال اليومين الماضيين"، وعلى إثر هذه اللقاءات، وجه معاليه بهذه المعالجة الجذرية للظلام في مسقط رأسه.
طبعا، كان من بين ممثلي "شباب المحويت" الذين التقاهم سميع، "مدير كهرباء المحويت الجديد ومجموعة من المهندسين". بصراحة خيرة الشباب، بس مهندسين إيش؟ يمكن مهندسي مواطير الطاقة المستأجرة! أو مهندسي العقود... الله أعلم.
الوزير وجه أيضاً ب"تزويد منطقة كهرباء المحويت بمواد لإعادة تأهيل الشبكات الداخلية"، بقيمة 330 مليون ريال"، كما تم التوجيه بزيادة ساعات تشغيل الكهرباء للمحافظة طبقاً للخطة المقترحة والمقدمة من منطقة كهرباء المحويت، حتى وصول الطاقة المستأجرة، وتعزيز منطقة كهرباء المحويت بتكاليف لبناء غرفة خلايا للتحكم، وتم الاتفاق على رفع ميزانية منطقة كهرباء المحويت بإضافة مليونين و500 ألف ريال. هذا جيد.. لكن هل هذه الوعود ضمن الخطة العامة للوزارة، أم مرتجلة لغرض تحسين السمعة؟
هذا الخبر لم ينشر على نطاق واسع، ولذلك، فهو يعكس مقدار المخاتلة التي يتعامل بها هذا الوزير مع الشعب، لتبديد أموال الحكومة والمانحين، وتدمير أية بنية تحتية للكهرباء، بما في ذلك محطة مأرب الغازية. بالمناسبة، أحد المولدات الكبيرة في محطة مأرب، ما زال متوقفاً لأسباب من بينها انعدام الديزل. والديزل طبعاً متوفر للمواطير المستأجرة، و"كله بحسابه".
مشكلة سميع مع الكهرباء تكمن في أن عقله غير قادر على استيعاب فكرة "كهرباء وطنية"، ويبدو أن دماغه سوف تتآكله الكوابيس إذا أقلع عن إدمان شراء الطاقة. إنه لا يتصرف كوزير للكهرباء بقدر ما يتصرف كمتعهد حفلات يلجأ لأقرب محل تجاري لاستئجار مولد وإتمام الحفلة.