لجوء جماعة الإخوان للشارع مجدّدا، خيارا في منتهى الخطورة على البلد الذي يغالب الانهيار الأمني والاقتصادي. شنت الناشطة السياسية اليمنية توكّل كرمان، التي تعتبر إحدى رموز جماعة الإخوان المسلمين، هجوما على السلطة في بلادها، متّهمة إياها بالفشل ومتوعّدة بمواصلة “النضال” ضدّها. وربط مراقبون هجوم كرمان التي تقدّمت إلى واجهة الأحداث مع الثورة ضد حكم نظام علي عبدالله صالح سنة 2011، رافعة لواء “التغيير”، بالتوتّر الشديد بين جماعة الإخوان، وسلطات صنعاء ممثّلة أساسا في رئاسة الجمهورية، التي تؤكّد بعض المصادر، أنّها بدأت حملة لتحييد رموز الجماعة من خلال إبعادهم عن بعض المواقع بالسلطة، استجابة لتوجّه إقليمي ودولي نحو محاصرة الإخوان المسلمين على خلفية صلاتهم بالإرهاب وبتوتير الأوضاع السياسية والأمنية في بعض البلدان، لا سيما مصر. وتقول مصادر يمنية إن حالة من “الذّعر” تسود الفرع اليمني للإخوان بسبب رواج أنباء عن توجّه السلطات اليمنية نحو تصنيفهم كجماعة إرهابية على غرار ما حصل في مصر والسعودية والإمارات، ما يعني بالنتيجة تدشين حملة ملاحقات قضائية لبعض رموز الإخوان ربما تشمل توكّل كرمان بحدّ ذاتها، على خلفية قضايا ثلب وتعريض بخصوم سياسيين بعضهم في السلطة. ووفق هذه الخلفية، قالت كرمان إن التغيير تعثّر في اليمن لأن السلطة الانتقالية لا تمتلك الإرادة السياسية للإنجاز وإحداث التغيير. وخاطبت السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، بالقول على مواقع التواصل الاجتماعي، «أنتم تسقطون وتنهارون بقدر خيانتكم لتطلعات شباب الثورة وتضحياتهم، لم تعد لدينا أية ثقة في أنكم تمتلكون إرادة للإنجاز وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار لنشارككم جلسات لجانكم وهيئاتكم، كثيرة العدد عديمة الإنجاز". خطاب كرمان المتشنج يعكس حالة الذعر في صفوف إخوان اليمن ويأتي كلام الناشطة الإخوانية في وقت يجاهد فيه اليمن بمساعدة قوى إقليمية ودولية لاستكمال مرحلة انتقالية بالغة التعقيد وتتخلّلها مخاطر أمنية تهدّد كيان الدولة. ومن هذا المنطلق سيكون لجوء جماعة الإخوان للشارع مجدّدا، خيارا في منتهى الخطورة على البلد الذي يغالب الانهيار الأمني والاقتصادي. ومع ذلك لا يستبعد يمنيون أن تلجأ الجماعة لأي خيار يبعد عنها شبح الحصار والملاحقة والإدراج على لوائح الإرهاب. وخاطبت توكل كرمان على حسابها على "الفيسبوك"، رموز السلطة اليمنية بخطاب متشنّج، قائلة “لن نسكت عن فسادكم وفشلكم وخذلانكم خوفا من شماتة علي عبدالله صالح أو من ثورته المضادة، ولن نشارك في ثورته المضادة أو نتحالف معه بسبب فسادكم وفشلكم وخيانتكم". وقالت إنها تعد الشعب اليمني بالمضي في "الكفاح المستمر ضد فشل السلطة الانتقالية وفسادها". ويتّهم يمنيون توكّل كرمان بممارسة العمل الدعائي لقطر مستغلّة تسلّط الأضواء عليها في الفترة التي أعقبت حصولها على جائزة نوبل للسلام.