أكد الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي أن هناك أربع مشاكل مركزية تعاني منها اليمن هي الحراك الجنوبي وصعدة، وحراك الصحراء والقاعدة. وقال: إنه لحل هذه المشاكل لا بد من حوار مع كل الأطراف في اليمن، مؤكدا أن الحوار مع الداخل حتى الخارجين عن القانون يمثل ضرورة وطنية.
وأكد حاجة اليمن إلى حكم محلي واسع الصلاحيات ، واعتبر أن هذا النظام هو الحل الأنسب لمشاكل اليمن في صعدة والجنوب باعتبار أنه يتيح للمحافظات حكم نفسها بنفسها وتختار النظام الذي يناسبها وفي إطار دستور الجمهورية اليمنية.
وأكد أن القضية الجنوبية لا تنحصر في قضية المتقاعدين العسكريين فحسب وإنما هي قضية متعددة الجوانب فهناك متقاعدين إجباريا من المدنيين، وهناك نهب للأراضي وهناك بطالة وخصخصة.
وأضاف: "هذه المشاكل تسببت في خروج المظاهرات والإعتصامات وتأججت أكثر عندما كان يتم قمعها أو عندما يقتل شخص، وأنا أقول أنه عندما يتم جرح شخص في المظاهرات فإن ذلك الشخص يكسب تعاطف 20 أسرة معه".
وأشارالوزير باصرة في حوار بثته قناة السعيدة مساء أمس إلى تقرير (باصرة هلال)، وقال إن هذا التقرير أصبح لعنة عليهم، مؤكدا أنه تم تسليمه إلى رئيس الجمهورية ولم يذهب أدراج الرياح.
وأضاف: أنا منذ إكمال التقرير لم أكلف بأي مهام سياسية ولا أدري ما هي الأسباب، وأمارس عملي كوزير للتعليم العالي وفي اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام.
وأكد أن رئيس الجمهورية قام بتكليف نائبه عبدربه منصور هادي بالنزول إلى المحافظات الجنوبية بعد تسليم تقريره، وفعلا نزل نائب الرئيس هو ولجنة تم تشكيلها من قبل الرئيس وكسروا بعض الأسوار لكنه لم يتواصل الجهد.
واستطرد: "كما نوقش التقرير في مجلس الوزراء واتخذت قرارات لكن إلى أين وصلت الإجراءات التنفيذية.. أنا لا أستطيع أن أجيب".
وأكد أن قضية الأراضي بدأ الصراع عليها ليلة التوقيع على الوحدة، ولم يتسم بالنهب وإنما صرفت بطريقة غير منطقية ووزعت للمسئولين كمسئولين وليس كمواطنين، واضاف: معظم الأراضي صرفت بإسم جمعيات زراعية وبعضها نهبت وبعضها تم شراءها بطريقة غير قانونية.
واعتبر باصرة أن من ضمن المشاكل التي أججت الأوضاع في المحافظات الجنوبية هي خصخصة القطاع العام حيث تركت 25 ألف عاطل عن العمل، كما تمت الخصخصة بطريقة غير قانونية، مضيفا: "نحن قلنا لرئيس الجمهورية لا تجعل الناس يشغلوك لكن إشغلهم بأعمالهم".
وانتقد باصرة الخطاب الإعلامي الرسمي وقال إنه لا يعالج مشاكل الناس ولا يعبر عن همومهم، وشدد على ضرورة أن يكون هناك خطاب إعلامي يهتم بقضايا المجتمع، مؤكد أن الوحدة ليست أغنية تردد كل يوم أو شعر يلقى على الأسماع وإنما الوحدة جاءت من أجل أن يشعر الناس بحقوقهم وأن يأكلوا وأن يشعروا بالتطوير.
وطالب الوزير باصرة السلطة بتبني معالجات عاجلة لمشاكل أبناء المحافظات الجنوبية قبل أن تفرض معالجات فيها نوع من المساومة.
وأكد وزير التعليم العالي أنه إذا لم تحل مشاكل الجنوب فإن ذلك سيكون مجالا خصبا للمنظمات الخارجية التي هي بدورها ستضغط على دولها من أجل التحدث أو عمل موقف.
واستبعد باصرة وقوع الانفصال، لكنه أكد أنه في حال وقوعه فلن يعود اليمن إلى ماقبل 22 مايو وستتقسم اليمن إلى أقسام، مؤكدا أن الحل للأوضاع هو في دولة الجمهورية اليمنية ومعالجة المشاكل وأن نختلف على طريقة إدارة الدولة وأن نتحاور مع جميع اليمنيين في الداخل ولكن تحت سقف اليمن.
وأضاف: الأب مسئول عن جميع أولاده الطائع منهم والعاق والمتمرد وعليه أن يتحاور معهم جميعا حتى مع أولئك الذي رفعوا أعلام الجنوب وحاربوا الدولة في صعدة.
وأكد أن المستفيدين مما يجري في المحافظات الجنوبية هم مجاميع في الدولة، ومعارضة الخارج وقوى سياسية متنفذة في دول خارجية.