أنا صاحب الفكر الوحيد(الشاذ) في كتلة الرفاق الضخمة…أصغر مولود للحرية في هذا العالم "كما يزعمون هم"!! أنا وحيد والدتي,وربما الكون كله الذي لم يختر لنفسه قدرا يلائم تركيبته الفسيولوجية,وبيئته المجتمعية, ورغبته في نوعية الحياة التي يفضل العيش على نمطها..والدي هو من اختار لي ذلك في أكبر عملية احتيال يتعرض لها القدر (!!) لقد تمكن والدي من اختراق الأقدار وفك رموزها السرية,واختار لي نسخة أخرى من قدره _دون سائر إخوتي_..فيما كان عمري مشغولا بطي صفحته السادسة,تلك التي أصبحت موضع سخطي ولعناتي مع كل مرور لي على شريط الذكريات. أنا الطفل الذي وجد نفسه _فجأة_ مجرما سياسيا بفعل ثلة من أصحاب القلوب المقفرة … الجريمة التاريخية التي أفلتت من رقابة المنظمات المعنية بشؤون الطفولة (!!) أنا من رمى بي قدري طفلا في أحضان السياسة الملعونة دون أدنى مراعاة لمشاعري البريئة ووجداني اللبني,,كل مافي الأمر أن (صناع) ذلك القدر أخبروني بأنهم سوف يراعون "مسألة" صغر سني…أرسلو في طمأنتي حد منحهم إياي (لعبة)في سياق _الخديعة المنظمة_ إكتشفت أنها كانت لعبة …الموت !! أنا ابن السياسة الذي جاهد _بحذقه الماكر_ إثبات شرعية إنتمائه لها …لكن الزمن أبى إلا أن يرفع الستار عن حقيقتها المثقلة بالعهر…إن هذه العاهرة لم تنجب في أيما يوم (وليدا شرعيا) وهي بذلك استحقت أن تنال بجدارة شهادة "أكبر عار التصق بجبين الزمن"..!! أنا أصغر مجرم في حضيرة السياسة الطافحة بالمجرمين والقتلة..قلمي هو سيفي الذي أذبح به كل ماينافي قناعاتي وطموحات سادتي الأقوياء, وأنها من الأحبار تلك هي التي أواصل إراقتها بكل برود لإحراق سمعة شخص عاند طموحي تمهيدا للاجهاز عليه بالسلاح القاتل ..حين أصبح قاتلا ! أنا البريئ الذي اكتشف في أحدهم رغبة في الاطلاع على مايدور حولي من نزاعات سياسية فأخذني معه الى دهاليز مظلمة بذريعة حاجتي لبعض الفحوصات الذهنية والعقلية لأكتشف متأخرا _كالعادة_ أنني أصبحت مصابا ب(إيدز السياسة) الفتاك!! أنا الذي أصبحت بفضل كل ذلك متمردا على قوانين الفطرة السليمة ..لا ألقي بالا لدموع والدتي التي ما انفكت تناشد الكون إيقافي عن المضي في درب المحرقة السياسية …أتجاوز باعتداد مقرف بالذات إرشادات الأحبة بمبرر زائف مفاده أدرك جيدا نهاية ما أنا ماض عليه ) ..!؟ أنا الذي أصبحت حاد المزاج,عريض النفس, شاحب العاطفة ..أتلقى شتائم الخصوم المقذعة على حيطان المواقع الالكترونية فلا يطاوعني حتى القيام بحذفها بعد أن كانت (في لحظة ما) تشعرني بالتقزز وتصيبني بالغثيان و…وتسرق كل ما اختزنت عيوني من النوم!! أنا إبن نفسي, لاسلطة لأحد علي سوى مزاج هذا العقل….