"الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن"، كلام قاله منذ آلاف السنين خليفة المسلمين الرابع علي بن أبي طالب، تتحول هذه المقولة إلى "نظرية اقتصادية سياسية" دخلت في كثير من المؤلفات الغربية، والتي تشير إلى أن وطن الإنسان هو المكان الذي يجد فيه العدالة الإنسانية ويكون متساويا مع الأخرين في الحقوق والواجبات أمام القانون. ولذلك، وجد كثير من المسلمين في بريطانيا المكان المناسب لتحقيق النجاح العلمي أو الفني، أو حتى نشر الثقافة الإسلامية، والوصول إلى أرفع المناصب السياسية والإقتصادية. السياسة والفن في مجال السياسة، يبرز البارون نظير أحمد، المسلم البريطاني من أصل باكستاني، وهو عضو في مجلس اللوردات البريطاني. وكذلك هناك المسلمة من أصول باكستانية "سعيدة وارسي" التي عينها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في منصب وزيرة في حكومته، لتكون بذلك أول مسلمة تشغل منصب وزير دولة بلا حقيبة في الحكومات البريطانية. ويطلق عليها لقب "أكثر النساء المسلمات نفوذا" في بريطانيا. وتؤمن وارسي بأنه على أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا "الإنخراط في العمل السياسي البرلماني البريطاني والترشح في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل القيام بدور أكبر في البلد الذي يعيشون فيه وكي لا يشعروا بالتهميش". وهناك شخصيات مسلمة عديدة تشارك في العمل السياسي والحكومي في بريطانيا، مثل البارون "خالد حميد". وفي مجال الإعلام والفن والثقافة، يظهر المغني الشهير "يوسف إسلام" الذي قرر أن يدعو للإسلام عبر ثقافة نشر الموسيقا الهادئة، والقيام بالأعمال الخيرية واسعة الإنتشار في بريطانيا. كذلك هناك المنشد "سامي يوسف" البريطاني من أصل إيراني الذي يستخدم الموسيقا لنشر رسائل المحبة والتسامح والسلام. في يناير/كانون الثاني من عام 2009 دعت جامعة "روهامبتون" في جنوب غرب لندن سامي يوسف لقبول شهادة الدكتوراه الفخرية لدوره في نشر الموسيقا. وفي الإعلام توجد شخصيات كثيرة منها "عقيل أحمد"، محرر قسم الأديان والأخلاق في "بي بي سي"، وفيصل إسلام محرر الإقتصاد في القناة الإخبارية الرابعة، فضلا عن أسماء عديدة جاءت من العالم العربي وأطلقت مشاريعها الاعلامية والفنية. البيزنس والجيش والعلوم وفي الاقتصاد والتجارة، تبرز أسماء عديدة مثل "سلطان شودري" مدير البنك الاسلامي في بريطانيا، ورجل الأعمال "أنور بيرويز" رئيس مجموعة "بيست وي" لمستودعات تجارة الجملة فضلا عن مشاركته في إدارة عدد من البنوك، إضافة إلى رجل الأعمال "غلام نون" الذي ترأس في الماضي غرفة تجارة وصناعة لندن، ويرأس مجموعة "غلام نون" التي تعمل في مجال العقارات والأغذية ولديه استثمارات في البحرين، من بينها بيت التمويل الخليجي ومجموعة شركات "داداباي". وفي مجال القوات المسلحة، الأميرال أمجد حسين البريطاني الباكستاني الأصل، وأول أميرال مسلم في البحرية الملكية البريطانية يتبوأ هذا المنصب. وفي الأعمال غير الربحية، تنشط شخصيات مسلمة عديدة مثل أنس التكريتي، وهو من أصول عراقية، وأسس مؤسسة "قرطبة" لحوار الحضارات ويعمل على تشجيع المسلمين في بريطانيا على الإنخراط في العمل السياسي. وأما في العلوم، فيبرز اسم الدكتور سالم الحساني أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة مانشستر وعضو الشرف في رابطة العلوم البريطانية ورئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة، والدكتور طاهر عباس المحاضر في مادة علم الاجتماع في قسم الدراسات الاجتماعية ومدير المركز الجامعي لدراسات الأعراق والثقافات في جامعة "برمنغهام" البريطانية، والدكتور محمد فارمر مدير المعهد البريطاني للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في المملكة المتحدة. وكذلك هناك شخصيات تمارس الدعوة للإسلام ونشر الثقافة الاسلامية مثل الشيخ هيثم الحداد، أحد الأئمة البارزين في بريطانيا، و"يوسف تشامبرز" وهو هو داعية إسلامي ذو شهرة عالمية ويعيش في لندن. يشار أخيرا إلى أن المسلمين يمثلون أكبر أقلية دينية في بريطانيا. يبيّن تعداد السكان الأخير أن هناك حوالى 2.4 مليون مسلم في بريطانيا. الجاليات المسلمة المتعددة في بريطانيا تمثل ثروة من الخلفيات العرقية، حيث يبين تعداد السكان عام 2001 بأن 11.6% من المسلمين من أصل أبيض، 6.9% من أصل أسود/أسود بريطاني، 74% من أصل آسيوي/آسيوي بريطاني، 7.5% من أصول أخرى. نحو 50% من المسلمين مولودون في بريطانيا، و50% تقل أعمارهم عن 25 عاما. كما يوجد ثمانية مسلمين في البرلمان البريطاني، مقارنة بأربعة في دورات برلمانية سابقة، فضلا عن أن الحكومة تمول ألف مسجد، ومئة مدرسة إسلامية. ويوجد في بريطانيا 1400 مسجد. وتقدم بعثة الحج في بريطانيا الدعم القنصلي والطبي لحوالى 25,000 بريطاني مسلم يذهبون إلى مكة لأداء فريضة الحج كل عام. وتعمل وزارة الخارجية بالشراكة مع الفريق الاستشاري للحج الذي يقوم بدوره بتنظيم بعثة الحج. تتألف بعثة الحج بشكل أساسي من أطباء وممثلين عن وزارة الخارجية، وتتواجد البعثة في المملكة العربية السعودية طوال موسم الحج لتوفير المساعدة العملية والنصح للحجاج البريطانيين. عن موقع السفارة البريطانية