أخلت الشرطة مقر مجلس الشعب المصري بعد الإبلاغ بوجود قنبلة، في وقت ما زال التوتر يسود المنطقة المحيطة بمقر وزارة الداخلية وسط القاهرة، مع تجدد الاشتباكات المتقطعة بين قوات الأمن والمتظاهرين في اليوم الرابع على التوالي من الاحتجاجات على أحداث مباراة بورسعيد. وقامت القوات الأمنية بعمليات تفيتش وأخلت مبنى مجلس الشعب من جميع الموظفين بعد تلقيها بلاغا مجهولا يفيد بوجود قنبلة داخل المجلس. لكن عمليات التفتيش أكدت خلو المقر من أي قنابل. يأتي ذلك عشية اجتماع مقرر اليوم الاثنين حيث يستمع المجلس إلى بيان من وزير الداخلية محمد إبراهيم في الاتهامات الموجهة إلى الشرطة بالتقصير في استعادة الأمن في الشارع. خرق هدنة في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة بأن التوتر ما يزال يسود المنطقة المحيطة بمقر وزارة الداخلية المصرية وسط القاهرة بعد تجدد المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين. ونجحت عناصر الشرطة في فك الحصار المفروض على وزارة الداخلية منذ نحو ثلاثة أيام بالسيطرة على شارع محمد محمود المؤدي إلى الوزارة ودفع المتظاهرين إلى آخره من ناحية ميدان التحرير. غير أن المواجهات استمرت حيث رشق المتظاهرون عناصر الأمن بالحجارة رداً على إطلاق الغاز المدمع، رغم هدنة قادها ناشطون وعدد من شيوخ الأزهر. ويحتج المتظاهرون على أداء وزارة الداخلية ويتهمون ضباطها بالتقصير والتورط في أحداث بورسعيد، كما يطالبون بإعادة هيكلة الوزارة بشكل فوري. وأعلنت وزارة الصحة المصرية أن حصيلة الاشتباكات وصلت إلى 12 قتيلاً و2532 مصاباً في محافظتي القاهرة والسويس، بينما أعلنت وزارة الداخلية عن إصابة 211 ضابطاً ومجنداً. وكان أكثر من 70 شخصا قد لقوا حتفهم وأصيب أكثر من ألفين آخرين إثر اندلاع أعمال شغب عقب مباراة بين فريقي المصري البورسعيدي والأهلي، حيث نزل مشجعو فريق المصري إلى أرض الملعب بعد ثوان من انتهاء المباراة بفوز فريقهم بثلاثة أهداف مقابل هدف، واعتدوا على اللاعبين. وقالت لجنة برلمانية كلفت بالتحقيق في الأسباب وراء أحداث بورسعيد الأحد، إنه تم تدبير الحادث بطريقة احترافية. ويقول المسؤولون إن من بين القتلى ضباط أمن وإن حالات الوفاة ناتجة عن دهس أو اختناق. وتتهم جماعات احتجاجية عدة الحكام العسكريين بتدبير الحادث والتحريض على الفوضى في البلاد لإطالة قبضتهم على السلطة. نقل مبارك إلى مستشفي السجن نقل مبارك وفي شأن آخر أعلن في مصر عن الإعداد لنقل الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى مستشفى سجن مزرعة طرة للمرة الأولى منذ بدء محاكمته. وصرح وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم خلال اجتماعه الأحد في مقر وزارة الداخلية ببعض أعضاء مجلس الشعب ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، بأنه سيتم تجديد مستشفى سجن مزرعة طرة في وقت قياسي. وبينما لم يعلن الوزير صراحة أن الغرض من ذلك هو الاستعداد لنقل مبارك (83 عاما) من المركز الطبي العالمي شرق القاهرة إليه، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين مصريين -رفضوا ذكر أسمائهم- القول إنه سيتم نقل مبارك قريبا إلى مستشفى سجن مزرعة طرة لكنهم لم يحددوا موعدا لذلك. كما قرر وزير الداخلية نقل رموز نظام مبارك المحبوسين جميعا في سجن طرة إلى خمسة سجون أخرى، ومن بينهم نجلا مبارك علاء وجمال. ويجري إضافة إلى ذلك نقل وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف. وقد استؤنفت الأحد محاكمة مبارك ونجليه والعادلي وستة من كبار مساعديه في قضية إهدار المال العام وقتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير العام الماضي. يذكر أن مبارك أمضى فترة في مستشفى شرم الشيخ قبل أن يتم نقله إلى المركز الطبي العالمي، حيث يتم نقله من هناك بطائرة مروحية لمثوله أمام المحكمة. يشار إلى أن نقل مبارك إلى مستشفى السجن هو أحد أبرز المطالب التي يرفعها المتظاهرون في مصر منذ نحو عام بهدف تحقيق مبدأ العدالة في معاملة الرئيس المخلوع على قدم المساواة مع باقي المتهمين الجنائيين. اخبارية نت / الجزيرة نت