أعربت الولاياتالمتحدة الأميركية عن قلقها المستمر إزاء الوضع في معسكر أشرف الذي يؤوي عناصرمن منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة في العراق، ودعت الجماعة إلى إتمام إخلاء المعسكر الذي يقيمون فيه، واستكمال إجراءات نقلهم إلى قاعدة الحرية، فيما اشتكى اللاجئون من الظروف التي وجدوها في القاعدة الجديدة، وانتقدوا السلطات العراقية لتراجعها عن الوعود التي قطعتها معهم. وحثت وزارة الخارجية الأميركية الجماعة على استكمال نقل أعضائها من معسكر أشرف إلى قاعدة الحرية -وهي منشأة عسكرية أميركية سابقة- بموجب خطة للحكومة العراقية لإخراجهم من العراق في نهاية المطاف. وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان أمس الاثنين عن قلقها ودعت سكان معسكر أشرف إلى استئناف التعاون الكامل، مع الحكومة العراقية، ومسؤولي الأممالمتحدة الذين يشرفون على عملية النقل. وقالت نولاند إن التأخر في استكمال عمليات النقل قد يزيد من مخاطر قيام أعمال عنف، وأكدت أن إغلاق معسكر أشرف بسلام يمكن تحقيقه، ولكنه "يحتاج إلى صبر متواصل والتزام عملي لكي يكتمل الإنجاز"، وأشارت إلى ضرورة مقابلة العروض البناءة بروح بناءة وليس بالرفض والشروط المسبقة للدخول في حوار. من جانبه قال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية -اشترط عدم ذكر اسمه- إنه منذ خروج آخر قافلة من معسكر أشرف في الخامس من مايو/أيارالماضي، قامت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية "بقطع اتصالاتها مع الحكومة العراقيةوالأممالمتحدة ورفضت أن تلتقي السفير مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق". وأشار المسؤول إلى أن هذه الوضعية تثير قلق الجانب الأميركي، واعتبر أن عناصر مجاهدي خلق سيكونون مخطئين إن راهنوا على تولي تيار جديد الحكم في العراق من أجل ضمان بقائهم في العراق، في إشارة إلى أن اللاجئين غير مرحب بهم في العراق. ويقول مسؤولون أميركيون إن ما بين 1200 و1400 شخص ما زالوا في معسكر أشرف بينما تم نقل حوالي ألفين إلى قاعدة الحرية خارج بغداد. توفير الأمن وفيما دعت الخارجية الأميركية الحكومة العراقية إلى فعل المزيد لتوفير الأمن والأمان والمعاملة الإنسانية للسكان السابقين في معسكر أشرف، اشتكت جماعة مجاهدي خلق من إساءة المعاملة والأوضاع السيئة في المنشأة الجديدة التي ينقل أعضاؤها إليها. وقالت المنظمة في بيان إن تعطيل عملية النقل جاء ردا على الظروف الصعبة في الموقع الجديد، وتراجع السلطات العراقية عن الوفاء بوعود قطعتها سابقا. يذكر أن الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدةوالعراق تبحث عن دول يمكنها استقبال سكان معسكر أشرف السابقين كلاجئين، وقال مسؤولون أميركيون إن مجموعة من كبار المسؤولين العراقيين عن عملية النقل ستسافر إلى أوروبا هذا الأسبوع لحث حكومات أوروبية على قبول المزيد من السكان السابقين في معسكرأشرف كلاجئين. تجدر الإشارة إلى أن نظام الرئيس الراحل صدام حسين سمح للمنظمة التي تعتبرها الولاياتالمتحدة "منظمة إرهابية" منذ 1997، بالإقامة في معسكر أشرف. وجردت القوات الأميركية المعسكر من أسلحته بعد غزو العراق في 2003. وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يسلموا العراقيين هذه المهمة في 2010. وتعتبر هذه المنظمة من أشد خصوم السلطات في إيران التي تتهم بأنها تستغل نفوذها القوي في العراق للضغط باتجاه إبعاد عناصر المنظمة خارج هذا البلد. اخبارية نت – الجزيرة نت